{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #2
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه
[CENTER]شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية *
بَسكال مينوريه [1][/CENTER]

الترجمة : طارق القدّاح
مراجعة و تنقيح : غربي



برزت المملكة العربية السعودية – و منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 – في مقدمة اهتمامات المشهد الإعلامي الغربي.
و لقد أصبحت ركيزة "المنظومة" السعودية و غذاؤها الروحي المزعوم،أي إسلامها "الوهابي" [2] ، في الكثير من الأحيان هدفاً للهجوم الأساسي الغربي. بينما يبدو أن شجرة الوهابية تخفي وراءها في حقيقة الأمر غابة من التيارات، من الحركات و من الحساسيات و التوجهات و التي ،و إن كانت الدولة السعودية لا تعترف بها كلها - بل على العكس من ذلك - ، فإنها تشكل بالرغم من ذلك جزءاً من مشهدها الديني المتعدد.

أهم هذه الانقسامات، هي تلك التي تفرق بين السنة والشيعة الذين يشكلون الغالبية في المنطقة الشرقية البترولية، كما يتواجدون في المنطقة الجنوبية للبلاد.

الشيعة انتقلوا خلال العشرين سنة الأخيرة من معارضة مطلقة للنظام إلى معارضة جدلية تتفاوض مع الدولة.
خلال عشرين سنة، اعترفت الدولة لهذه الطائفة والتي تشكل 5 إلى 10 بالمائة من مجموع سكان المملكة بحقها في الوجود إن لم يكن حقها بالمساواة، مقابل ولائها التام لــ "الوحدة الوطنية".

الانقسام الثاني الهام، هو ذاك الذي يميّز بين السنة أنفسهم ، الوهابيين في نجد عن الشافعيين و المالكيين و الحنفيين في الحجاز – هذا عدا عن المجموعات الصوفية، الموجودة حتى في المنطقة الوسطى (نجد).
ذلك أنه و رغم "الهيمنة" الدينية التي استتبعت الاجتياح المعاصر للسعودية الحالية من قبل جيوش نجد، فإنها لم تلغِ الفروق المحلية من ناحية الاعتقادات .

الانقسام الثالث، و الذي يتعدى جميع التوجهات، هو ذاك الذي يقابل المؤسسة الدينية الرسمية عبر المناصرين لإسلام تجديدي إصلاحي، و ذلك في إطار التراث المزدوج لإصلاح "محمد بن عبد الوهاب" و إصلاح "محمد عبده".
و بغض النظر عن مرتكزاتهم النظرية ، فإن هؤلاء "الإسلاميين" ولدوا في السبعينيات من القرن الماضي من رحم خلافات ثلاثية الأبعاد : اجتماعية و سياسية و اقتصادية مع نظامٍ انطوى على نفسه و سد آذانه غداة الطفرة النفطية. و لقد طمحوا، لا سيما في التسعينيات، بكسر الاحتكار الحكومي للدين و بشكل ما تحريره.

من ذلك نستنتج الانقسام الأخير،غير الملموس و الذي يحتوي بحد ذاته قدرة لا نهائية على توليد الفروق و التباينات : إنه ذاك الذي نشأ عن تحول مفهومي في معنى لفظة "ديني" نفسها.
فمن الخضوع إلى المعيار الاجتماعي السائد، فإن التدين تحول بشكل تدريجي إلى التحاق و انضمام إلى منظومة من الأخلاق المختارة ، وبشكل حر، من ضمن جملة الخيارات التي يوفرها الإسلام. و الإسلام السعودي لم ينجُ هو الآخر من هذه "العلمنة" الخفيفة.
يشهد على ذلك تعددية أشكال التدين، فمن التفسير الحرفي انتقلنا إلى نوع من الإسلام العصري ، و من التدين النشط إلى الصوفية، أو من إسلام الأخوان المسلمين إلى مجرد "هوية" و انتماء.
و من سيف السلطة، تحول الإسلام أحياناً إلى سلاح للتحديث الاجتماعي، لا سيما عند مجموعات مهمشة كالشباب و النساء، و الذين يضعون قوانين الله مقابل قوانين الآباء و الأزواج ليطالبوا بشكل أكثر فعالية بالمساواة.
رغم ذلك فلا يجب التملص من تناول مسألة العنف الحركي، و لكن يبدو أنه من المستحيل استنتاجها من محض "وهابية" جوهرية لدى عموم السعوديين.
عنف بعض الجماعات المسلحة يُستنتج بشكل أوضح من الظروف المادية و الاقتصادية و السياسية. و ليس من إيمان ديني غالباً ما يُستوعب كسلاح فتّاك . من إيمان ديني يبدو، في السعودية كما في غيرها، منقسماً ومفككاً يعيد تركيبه واستغلاله لحسابهم أشخاص أو مجموعات متفرقة.

كتب المفكر السعودي "تركي الحمد" في إحدى رواياته "ليس هناك مجتمع واحد يا رفيق... إنها الطبقات وصراعها، سواء عند الشيعة أو السنة أو المسيحيين أو اليهود" (العدامة صفحة 38).
إن هذه التعددية، التي تعد ربما وبصورة ما محركاً للتاريخ، هي بكل الأحوال نتيجة من نتائجه.
إنها غالباً ما تكون متناقضة وأحياناً غامضة.
ولكن هذا ما يشكل سبباً إضافياً لإعطائها مكانها العام، بدلا من التسويق للجوهريات أحادية الجانب ولـ"محاكم التفتيش" الشائعة.


هوامش :

[1] أستاذ الفلسفة، صدر له كتاب بعنوان "اللغز السعودي، السعوديون و العالم" عن دار لا ديكوفرت للطباعة.. كما ستصدر ترجمته العربية خلال شهرين عن دار الفارابي ببيروت.

[2] من اسم مؤسسها "محمد بن عبد الوهاب" (1703-1792) مصلح نجدي و الذي و حسب سيرته التاريخية، تحالف عام 1744 مع أحد زعماء نجد "محمد بن سعود". اسم "الوهابية " أطلق كإهانة من قبل شقيق المصلح نفسه.



* نسبة للتعبير الفرنسي الشائع "الشجرة التي تخفي الغابة وراءها" و يعني أن ما قد يظهر لنا في الواجهة يخفي وراءه تفاصيل أهم قد تكون غائبة عنا.
10-24-2004, 02:36 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه - بواسطة ابن سوريا - 10-24-2004, 02:36 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Question كوارث العرب شجرة اصلها خميني.................؟؟؟!!!!!!!!!!!!! زحل بن شمسين 0 431 09-06-2014, 11:51 PM
آخر رد: زحل بن شمسين
  الجماعات الدينية بين الإكراه والاختيار فارس اللواء 0 640 08-31-2013, 07:31 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الوهابية والشيعة، وأشياء أخرى خالد 6 1,387 02-14-2013, 04:19 PM
آخر رد: Sheshonq
  الوهابية السعودية والإسلام الشامي (1) Rfik_kamel 0 1,021 01-28-2013, 01:40 AM
آخر رد: Rfik_kamel
  "الذهنية الدينية" وتقييد الحريات ... العلماني 2 886 06-20-2012, 02:53 PM
آخر رد: العلماني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS