أخي الدارقطني : أنا آسف أن يصل بنا الاختلاف إلى تسفيه بعضنا البعض، وأعتذر عن ذلك.
أنا أبديت ما تبين لي وما أقتنع به ، ولا ألزم أحدا على تبني ما لا تقتنع به نفسه.
أما الوفاة في القاموس ، فليس لدي إلا قاموس 'المتقن' (وهو قاموس مدرسي = 9850 كلمة). و هذه بعض المفردا ت:
وفى و أوفى {وفاء} بالعهد : حافظ عليه ، نذره : أبلغه.
وفى {وفيا} الشيء : كثر.
وفى (بتشديد الفاء) {توفية} حقه : أعطاه إياه كاملا.
الوفاة (ج وفيات ) : الموت.
أما المعاجم الموجودة على النت تجد فيها ما يلي:
تَوَفَّى يَتَوَفَّى تَوَفَّ تَوَفِّيًا [وفي]:- ـه اللهُ: أماته؛ توفّاه الله وهو في مقتبل العمر / تُوُفِّيَ الشخصُ: مات.- حقَّه: أخذه تامًا وافيًا؛ تَوَفَّى أرباحَه من الشركة. - المدَّةَ: استكملها؛ توفَّى المبعوثُ للدراسة مدّةَ الإيفاد. - عددَ القوْمِ: عدَّهم جميعًا.

أقول : إن المعاجم ألفت بعد نزول القرآن بزمن طويل ، والمؤلف استدل على معاني المفردات باستقراء أشعار العرب والأدب وتفاسير المفسرين ....
ومن أراد معرفة معنى مفردة من مفردات القرآن فعليه أن يبحث عن ذلك في القرآن نفسه قبل أن يبحث عنها في القاموس.
مثلا : لو كان معنى (توفى) تعني أيضا : وفاه حقه لقال تعالى
في الآية 10 الزمر : إنما (يتوفى) الصابرون أجرهم بغير حساب . لكنه لم يقل (يتوفى) وإنما قال : (يوفى).
ولم يقل الله في الآية 39 من سورة النور : ... لم يجده شيئا ووجد الله عنده (فتوفاه) حسابه، وإنما قال (فوفاه حسابه).

إذن فالمعاجم استندت إلى كلام العرب من شعر ونثر وأدب وإلى تفاسير المفسرين كمراجع لتدوين معاني مفردات الكلام.

مثلا : المعجم يشرح كلمة (الظلم) بالجور والبغي والعدوان ، وهذا صحيح ، أما القرآن فإنه يزيد عن القاموس بأن يبين لك الحكمة
من إطلاق هذا اللفظ وتسميته بهذا الإسم.
قال تعالى : وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ.
أي أنه قد جاءك العلم الذي استيقنت به أنه الحق ،و توقن أن أهواءهم هي الباطل ، فإن اتبعتها مع علمك بمناقضتها الحق فذلك هو الظلم .
إذن فالظالم هو الذي يتعمد اتباع الباطل وهو على يقين به أنه باطل.
أي أنه اختار الظلام على النور ، فالظلم من الظلام.


سأعود غذا لأتابع الكلام .

تحياتي لك.