{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه
RED FALCON غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 132
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #5
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه
الزميل العزيز طارق

أشكرك جدا على ترجمة المقالة ، والشكر موصول للزميل غربي ، وفعلا مقالة جيدة ، ولكنها برأيي لم تحاول تفسير المشكلة السعودية بقدر ما تحاول وصفها ، وبرأيي كانت المحاولة الوحيدة لتفسير المشكلة في هذه الفقرة

عنف بعض الجماعات المسلحة يُستنتج بشكل أوضح من الظروف المادية و الاقتصادية و السياسية. و ليس من إيمان ديني غالباً ما يُستوعب كسلاح فتّاك . من إيمان ديني يبدو، في السعودية كما في غيرها، منقسماً ومفككاً يعيد تركيبه واستغلاله لحسابهم أشخاص أو مجموعات متفرقة.

واعتقد ان هذه الفقرة رغم أن الترجمة لم تكن واضحة لها ، قد تضمنت الفكرة التي يسعى إلى إيصالها السيد باسكال .

فقد حاول تفسير تصاعد اعمال العنف من قبل الشباب السعودي ضد المجتمع والدولة باعتباره ناتج عن أوضاع اقتصادية مادية وسياسة أو (حقوقية) بكلمة أخرة ، بمعنى التعبير عن ذات هذه الفئة تجاه مطالبها السياسية والاجتماعية المفتقدة .
ولكن الغريب أن نفس الفقرة تتضمن التناقض حين تتحدث عن الدين البدوي الذي يتم استغلاله لحساب أشخاص أو مجموعات وذلك استناداً لمصالحها الخاصة .
وهنا عزيزي طارق اعتقد أن السيد باسكال خلط نوعا ما ما بين الاتجاهات الجديدة في المجتمع السعودية والتي فصلها في بداية المقال ، حين تحدث عن الطائفة الشيعية ومن ثم الاتجاه الإصلاحي المجدد والاتجاه السلفي المتشدد .
فالقضية التي تواجه المجتمع السعودي ليست قضية صراع تيارات سياسية وفق أهداف واضحة ومحددة المعالم يمكن أن تنطوي تحت مسمى (تيار سياسي أو حتى اجتماعي ) بقدر ما هي صراع نابع من صدمة التسارع في التغيرات التي تصيب السياسة السعودية التقليدية .
فمن المعلوم بداية أن المجتمع السعودية هو مجتمع بدوي متدين ( وهي صفة أجاد فيها الكاتب وأجاد المترجم في نقلها ) نعم والبداوة السعودية المستندة إلى الدين كانت الأساس الذي قامت عليه الدولة السعودية ككيان سياسي واجتماعي واقتصادي ، والدين هو نقطة الضعف لدى المواطن السعودي بغض النظر عن مستواه الثقافي أو الفكري (رغم خروج قليل وشاذ عن ههذ القاعدة ) وهنا فإن العقد الاجتماعي الذي بني عليه المجتمع السياسي السعودي كان عقداً دينياً في الأساس ، أي بمعنى أن الحاكم مطاع ما دام يقيم الدين بمفهومه الشعبي البسيط والمتمثل بأداء العبادات والشعائر الإسلامية المفهومة لدى العامة من المجتمع السعودي ، وبكلمات أخرى لم تقم الدولة السعودية على أيديولوجية دينية (وهذا أساس المشكلة ) فالتصور للمجتمع وقضاياه والتصور للأخر والعلاقات معه سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي لم يؤدلج وتوضع قواعده الثابتة التي يجب التمسك بها وتنفيذها وفق خطة مجتمعية متكاملة .
وبالعودة السريعة إلى قيام الدولة السعودية نجد أن اساسها كان توحيد القبائل التي استوطنت جزيرة العرب في حدود الدولة السعودية الحالية ، وهذه القبائل كانت تختلف بطبيعة من النواحي الأاجتماعية والاقتصادية لكنها تجتمع بالدين واللغة والعرق ، ولكن الدين كان العامل الأساسي الذي يحكم سلوكيات هذه القبائل تجاه الآخر .
ومن هنا كان نواة ما عرف بجيش توحيد الممكلة هو جماعة الأخوان المسلمين ( وهي تختلف طبعاً عن جماعة الأخوان - حسن البنا ) فهذه الجماعة كانت عبارة عن جاعة دينية متحمسة للدين الإسلامي بمفهومه السلفي ، وللاستحواذ على تأييد هذه الجماعة جاء الاندماج بين أفكار الشيخ عبد الوهاب وطموحات الملك عبد العزيز آل سعود لتلبي ما تسعى إليه هذه القبائل من إقامة دولة الله (الدولة الإسلامية حسب المفهوم التقليدي ) .
ولو يلاحظ الزملاء فإنه لغاية الآن ، لا زال عماد الحكم في السعودية هو (آل سعود وآل الشيخ ) أما الآخوان (وقود التوحيد) تم التخلص منهم فور التحول نحو الدولة ككيان سياسي له متطلباته ، مع الإبقاء على الأفكار التي تديم العقد الاجتماعي الذي عقد بين آل سعود والقبائل العربية (وهي طاعة الله وإقامة دولة الإسلام ) .

ومن هنا ولكي لا أطيل عليكم زملاءي في النادي فإن الدولة السعودية لم تمتلك الخلفية الفكرية والسياسية لإنشاء دولة ( كما في النموذج الإيراني) ، وعندما بدأت المملكة تندمج أكثر في أكثر في القضايا والعلاقات الدولية ، ظهر الضعف الكبير في مقومات الدولة السياسية ، ومع الانفتاح الكبير في المجتمعات المعاصرة ، ووسائل الإتصال ، بدأ المواطن السعودية يرى أنه لا يعيش بدولة بقدر ما يعيش في قبيلة متدينة تفتقد لكل شيء إلا الثروة والدين ، فبدأت أفكار ضرورة المشاركة السياسية وتداول السلطة وشرعية الحكم ، تؤرق بال الشباب السعودية المثقف ، وبنفس الوقت جاءت الثورة الخمينية في إيران لتشجع الطائفة الشيعية في شرق السعودية على الإحساس بكيانها السياسي والاجتماعي والديني ، ولم يكن هذا ليمر بسلام في ظل استمرار وجود العقليات السلفية القديمة التي ترى بالملك والدستور القرآني للدولة هو الحامي الوحيد للإسلام في السعودية وحتى في العالم الإسلامي ، وهذا ما يفسر أيضاً النزعة العالمية لمتشددي السعودية ، فهم يعتبرون أنهم أساس الإسلام وحماته في كل مكان في العالم ، وهذا ما كانت الدولة السعودية نفسها قد حاولت أرساءه عبر تاريخها .
وفعلا ( وكما آشار السيد باكسال ) بعد أن حصلت الطائفة الشيعية على بعض المكتسبات نظير خضوعها الكامل للدولة ويأس إيران من محاولات تصدير ثورتها ، أصبح النظام السعودي أمام اتجاهين متناقضين ، إما المسير نحو الإصلاح وبناء المجتمع المدني الحديث وبالتالي التخلي عن الدولة الدينية التي لا تتناسب بالطبع مع متطلبات هذا المجتمع المدني ، أو التثبش بالأفكار الوهابية التي تأسس المجتمع وفقاً للعقد الاجتماعي المستند علي ثوابتها ، وبالتالي فإن ما يمكن القول به الآن أن السعودية تعاني من مشكلة أو معضلة حقيقية ، ليس بالإمكان إيجاد حل لها في سنوات قليلة ولا حتى عقود برايي ، وهذا ما كنت اتوقعه في مقالة لسيد باسكال ، ولكني أكاد أتفق معه أن المعضلة السعودية كبيرة وكبيرة فعلا .

ملاحظة أخي طارق

أرى ان استخدام كلمة (طائفة)لوصف الشيعة في السعودية والتي استخدمها السيد باسكال أفضل من استخدام كلمة (جالية) ، فالطائفة هي مجموعة تؤمن بقيمها وأعرافهاالتي تكون بالأغلب ذات بعد ديني لا يؤثر على انتسابها للمجتمع الذي تعيش فيه ، كما في حالة الطوائف المسيحية التي تعيش في البلاد العربي ، والطوائف التي تعيش في الهند وغيرها من بلدان شرق آسيا ، وكما هو الحال بالنسبة للطوائف الإسلامية واليهودية في أوروبا وأمريكا .

اما الجالية فهي انتماء قومي أو وطني تجاه بلد معين ، كما هو الحال بالجاليات العربية في أوروبا وأمريكا ، والجالية الإيرانية في الولايات المتحدة .
فإذا ما نظرنا للشيعة في السعودية باعتبارهم جالية فإننا نعني أنه يتبعون دولة معينة ويعيشون في السعودية كضيوف ، وهذا بحد ذاته أخي طارق مشكلة كبيرة (آه لو سمعك السنة في السعودية بكيفو :aplaudit:) وبذلك أنت أسقطت عنهم صفة الإنتماء للدولة السعودية .

وأنا آسف جدا على الإطالة في الموضوع
وأشكرك مرة ثانية على هذا الموضوع الرائع

*إضاءة : "الدين لله والوطن للجميع"
10-24-2004, 04:50 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه - بواسطة RED FALCON - 10-24-2004, 04:50 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Question كوارث العرب شجرة اصلها خميني.................؟؟؟!!!!!!!!!!!!! زحل بن شمسين 0 339 09-06-2014, 11:51 PM
آخر رد: زحل بن شمسين
  الجماعات الدينية بين الإكراه والاختيار فارس اللواء 0 571 08-31-2013, 07:31 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الوهابية والشيعة، وأشياء أخرى خالد 6 1,279 02-14-2013, 04:19 PM
آخر رد: Sheshonq
  الوهابية السعودية والإسلام الشامي (1) Rfik_kamel 0 939 01-28-2013, 01:40 AM
آخر رد: Rfik_kamel
  "الذهنية الدينية" وتقييد الحريات ... العلماني 2 829 06-20-2012, 02:53 PM
آخر رد: العلماني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS