اقتباس:جاء انهيار الاتحاد السوفيتي ليكشف العفن المستشري في العديد من قيادات الأحزاب الشيوعية العربية والذي تميز بارتدادها عن مبادئ الماركسية اللينينيه وجندت نفسها في خدمة السلطان المرتبط مع الاستعمار الأجنبي....

وفي السنوات القليلة الماضية وانطلاقاً من أوضاع داخليه لدى الدول الرأسمالية والمتمثلة في تعثر اقتصادها المبني على السوق الحر وهو سوق النهب والسرقة لخيرات الشعوب بما فيها شعوب هذه الدول نفسها مما دفعها إلى خلق المزيد من بؤر التوتر وشن الحروب الاستعمارية فكانت حروب الخليج الأولى والثانية والثالثة والتي سبقتها الحرب الإسرائيلية العدوانية على لبنان عام 1982 والحرب على الفلسطينيين لإجهاض انتفاضتهم الأولى والثانية التي لا زالت مستمرة حتى الآن وتشكل نقطة استقطاب حية وفاعلة لكل القوى الوطنية والثورية في عالمنا المعاصر ضد قوى الظلام والعدوان وغدت نبراساً هادياً لنضال هذه الشعوب من اجل الحرية والتقدم.

إن الطرح الراهن يشير الى ان العفن الفكري لازال مستشري في الاحزاب الشيوعية العربية. ان التخفي وراء الفاظ لاقيمة لها وعامة مثل" الارتداد عن مبادئ الماركسية" هو استمرار للخرط القديم الذي ابدع فيه الشيوعيين العرب. هل الماركسية كالقرآن لاتقبل التجديد والتتطوير والاجتهاد؟
وتتفضل الاحزاب الشيوعية بتقديم عهرها حتى اليوم طارحة فهما غير ناضج لعملية التتطور التاريخي ولحركة السوق في البلدان الرأسمالية الحديثة. إن أزمة السوق "المنضبط" في الدول الرأسمالية اليوم ليس نتيجة سياسة السوق الحرة، بل نتيجة التتطور التكنولوجي والمعلوماتية، الامر الذي لايمكن تحميله لسياسة النظام الرأسمالي، كما انه الناتج السلبي لايجابية التتطور الذي لابد منه في عملية التحول الى مجتمع ارقى، في الاتجاه نحو مجتمع اكثر انسانية.
إن تراث الشيوعيين بالنقد الاعمى للرأسمالية "كعدو تاريخي" لازال حيا، الامر الذي يوضح ان الشيوعيين العرب، ليسوا إلا عرب، يحولون المواقف الموضوعية الى مواقف شخصية وذاتية على الطريقة البدوية الوهابية.
إن ميكانيزم القيمة الفائضة التي يلعب الشيوعيين على معانييها في غزلهم حول النهب والسرقة لخيرات الشعوب، هو مفهوم غير واضح في تراث الشيوعية السوفيتية، وليس لدى الشيوعيين العرب القدرة الفكرية الكافية لاستجلائها، ومع ذلك لديهم الجرأة على الاستمرار باستهلاكه على نواقصه.
ان الشيوعيين العرب لم يكونوا مبدعين امس، وهم ليسوا كذلك اليوم ايضا للاسف، فالخطاب ينضح بالدعائية والاستنقائية على خطى الحركات السلفية بالضبط، وفاقد تماما لكل شكل من اشكال التحليل والاستقراء العقلي

اقتباس:أما شعوب امتنا العربية الباسلة فإننا نناشدها بدلاً من التضامن اللفظي مع المقاومين أن يتوجهوا بكل ما يتوفر لديهم من قوة وبأساليب متنوعة لضرب المصالح الأمريكية والإسرائيلية, ابتداء من سفاراتهم ومعاهدهم الثقافية ومؤسساتهم الاقتصادية المكرسة لنهب ثروات الأمة كما نناشدهم أن يكفوا عن التعامل مع أنظمة الحكم البوليسية في بلدانهم وعليهم أن يتصدوا لها بكل قوة وعزيمة وإصرار من اجل إسقاطها واستبدالها بأنظمة وطنية وديمقراطية.

وهذا دليل على ان عقلية هذه الاحزاب لاتختلف عن عقلية بن لادين الارهابية، فلماذا الانزعاج من الوهابيين والسلفيين الارهابيين اذن؟
إن الحزب الشيوعي العراقي سينظر على الاغلب بكل حزن الى "الاخوة" الذين يأبون الخروج من طفولتهم، ولديهم الجرأة على توزيع النصائح الى الاخرين عوضا عن إتخاذ اجراءات وقرارات مسؤولة على ارضهم اولا