اقتباس: الحسن الهاشمي المختار كتب/كتبت
أخي الحبيب الدارقطني:
إن كلام الله قانون لا يتغير (لا مبدل لكلماته) ، فإذا قال الله :
أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ. الأنبياء 43 .
فإن هذا قانون يجب أن يطبق في كل من اتخذ إلها من دون الله ليكون حجة على المتخذين (بكسر الخاء).
كذلك قوله تعالى : وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا . الفرقان 3.

هذا قانون يجب أن يطبق أيضا في من اتخذ إلها من دون الله ليكون حجة على المتخذين (بكسر الخاء).
والحكمة تقتضي أن يؤكد الموت بطريقة يقينية ترى للمغترين باتخاذ
آلهة من دون الله.
وجدنا أن الله فعل هذا بكل من اتخذ (مبني للمجهول) إلها.
قالت اليهود عزير ابن الله ، فأمات الله عزيرا مرتين : مات فلبث ميتا 100 عام ثم أحياه الله فعاش ما شاء الله ثم مات موتته الثانية.
فرعون ادعى الألوهية فأهلكه الله في البحر ، ولم يشأ الله أن يترك بدنه طعاما للسمك وإنما نجاه ببدنه ليراه قومه بأعينهم فيستيقنوا موته ، وفي ذلك آية


أخي العزيز وقبل كل شيء علينا أن نفرق بين من نصب نفسه إلها ومن دعا للإله الحق خالق السماء..

فعيسى عليه السلام لم يدع خلقا بغير مشيئة الله أمام قومه، بل كان يبين مع كل حالة أنه يفعل ذلك بقدرة الله وأنه عبد لله آتاه هذه المعجزات ليدل الناس على وجود الله وأنه نبي صادق ورسول من عند الله عز وجل..

وعليه فلا حاجة لرؤيته يموت أمامهم حتى يصدقوا أنه ليس بإله..

وأما عزير فالمشهور نهم اتخذوه إلها حين مات ثم رجع، يعني من أجل موته ورجوعه بعد المئة عام اتخذوه إلها، ومع هذا فإن من ورد ذكره في الآية ليس هو عزير بالتأكيد، بل يرى وهب بن منبه أنه نبي يقال له إرميا بن حلقيا، وليس عندنا في ذلك نص صحيح يثبت لنا أنه عزير..



[quote]كذلك فإذا كان الله يعلم أن المسيح سيتخذه أتباعه إلها فهو أيضا يجب أن تطبق فيه حكمة الله فتؤكد وفاته للناس فيستيقنوا موته، واليقين يتحقق برؤية العين.
وبما أن المسيح هو الوحيد الذي كان يخلق وَهُمْ يُخْلَقُونَ) فإن الحكمة تقتضي أن تكون وفاة المسيح أكثر توثيقامحققة اليقين للناس.

وللكلام بقية.

الحكمة قد تحققت أخي الكريم في وجود عيسى عليه السلام بينهم وقبل أن يُرفع، وذلك حين كان ينص على أنه لا يخلق إلا بقدرة الله عز وعلا، وعليه فالكل يعرفون هذه الحقيقة من غير ما وقوع موت لعيسى عليه السلام، ولكن أهل الضلال رغم ادعائهم لموته يصرون على تأليهه وأهل الهداية والإيمان يؤمنون به نبيا رغم كونهم على يقين بأنه لم يمت لا على صليب ولا غيره..

ولو كان عيسى عليه السلام كما ورد في القرآن لم يقل بإذن الله حين خلقه لتلك المخلوقات لجاز لنا أن نلتزم نظريتك هذه، ولكن هذه النظرية لا حاجة لنا بها إن نص ذاك النبي الكريم عليه السلام على نفي قدرته في الخلق مع كل معجزة من تيك المعجزات..