{myadvertisements[zone_1]}
كنت أعمى والآن أبصر ..
Abanoob غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,567
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #73
كنت أعمى والآن أبصر ..

كنت أعمى والآن أبصر :

الحلقة السابعة :

ظهر لي السيد المسيح في سماء الكعبة في ظهر يوم 1 / 1 / 1987 حيث كنت مجرد شيخ مسلم يؤدي مناسك العمرة ، وأعلن لي أنه هو الطريق والحق والحياة ، وأنه هو الإله الحي ، ورسالته هي الدين الوحيد الأجدر بالإتّباع ، كما أفهمني بأن الدين الإسلامي ما هو إلا امتداد للوثنية القديمة . أعلن لي كل ذلك بوضوح تام وبصراحة كاملة ، الأمر الذي جعلني أسرع بمغادرة الكعبة وأذهب إلى أقرب حلاق لأزيل لحيتي ، وبعدها ذهبت للفندق وأخرجت ملابسي الدينية من حقيبتي وتأملت في الجلباب الأبيض والطاقية والعباءة السوداء ، ووجدت نفسي ألقي بهم في سلة المهملات ، ثم أحجز على أول طائرة عائدة للقاهرة ..

+ داخل الطائرة أطلقت ضحكة ساخرة وتعجبت كيف كنت أعمى ولا أبصر ، وكيف استطاع الشيطان خداعي طوال هذه السنوات ، نظرت حولي داخل الطائرة لأتأمل وجوه الركاب ، كانوا كلهم من المسلمين وغالبيتهم عائدين مثلي من تأدية مناسك العمرة . كنت أنظر إليهم بإشفاق ، وتمنيت أن أقف لأروي لهم حقيقة ما رأيت وما أدركت من حقائق تتناول هذا الدين الذي يتبعونه دون أن يعرفوا حقيقته ، وطلبت من المسيح أن يُعدّني لأشهد أمام المسلمين بالحق الصريح الذي رأيته بعيني المجردة لعلهم يهتدون كما اهتديت .

عدت لوطني لتبدأ رحلتي مع الإيمان المسيحي والشهادة للحق ، وشاء الله أن أقضي خلوة في الصحراء دامت سنة لمراجعة الذات وللشحن الروحي ، وشاء بعدها أن أترك الصحراء وأنزل للعالم لأشهد للحق الذي رأيته بمحبة نارية وغيرة ملتهبة على خلاص النفوس. وبعد شهادات علنية وجريئة في وطني دامت أكثر من خمس سنوات متتالية ، وأثمر عنها ربح العديد من المسلمين إلى الدين الصحيح ، وإعادة العديد من المسيحيين المرتدين إلى حظيرة المسيح ، هاج إبليس غيظاً مني وقام بتحريض أتباعه وأعوانه فتآمروا علي وقاموا بمحاصرة بيتي تمهيداً لقتلي ، ولكن المسيح نجاني منهم بأعجوبة ، وانتهى بي الأمر إلى مغادرة وطني والحضور إلى هولندا التي وصلتها يوم 9 / 5 / 1993 وأودعتني السلطات بأحد الفنادق الكبرى لثلاثة أيام ، وفي اليوم الرابع تم تحويلي لمركز استقبال اللاجئين الجدد:

O.C. ZWOLE وكان به أكثر من 350 نزيل مسلم أغلبهم من الصومالين والأكراد والعراقيين ، بجانب عدد قليل جداً من المسيحيين الشرقيين .

ولم أضيع وقتي ، إذ سبق لي وحددت معالم حياتي والهدف من وجودي ، فلي رسالة لابد من القيام بها بدون توانٍ ، لذلك أسرعت بوضع حقائبي بالغرفة ، ثم تجولت في الكمب مبشراً بالمسيح لكل من ألتقي به . وكنت أحياناً أقف على باب الكمب ، أو داخل الحديقة الملصقة به . وكان أول عربي مسلم أقوم بتبشيره أخ عراقي مثقف ومهذب وحاصل على دكتوراه في العلوم من روسيا ، وتعجب من جراءتي ، ولكنه سرعان ما بدأ يتقبل مني حقائق الإيمان المسيحي بهدوء . وبعده قمت بتبشير شاب صومالي آمن بالمسيح فيما بعد.

وبدأ المسلمون بالكمب يشعرون بخطورتي على دينهم ، فحاول أحدهم قتلي ، فلم أهتز ولم أتوقف عن بشارتي ، فأدرك المسلمون أني لست من النوع الذي يخاف أو الذي يجدي معه العنف والتهديد ، ففكروا في طريقة أخرى وهي مناقشتي ومقارعتي بالحجج والبراهين ، فتقدم أحدهم وطلب مناظرتي والحوار الصريح معي حول المسيحية والإسلام وذلك بالعقل والفهم ، وليس بالعنف والتهديد .

فرحبت به ، وكان هذا الأخ فلسطيني الأصل لكنه ولد ونشأ في تونس وأسمه الأستاذ : علي إلياس .

وكانت حواراتنا ومناظرتنا الدينية تتم من خلال الأحاديث الشفوية ، ومن خلال الرسائل المكتوبة التي كنا نتبادلها داخل الكمب ، والتي احتوت في أغلبها على أسئلة هامة تدور حول المسيحية والإسلام . واتفقنا على أن يكون حوارنا صريحا، وان لا نغضب من بعضنا بسبب صراحتنا النارية .

وبجانب هذا الحوار ، أقيمت عدة حوارات جانبية أخرى مع بقية المسلمين بالكمب ، وجمعت خلاصة كل هذه الحوارات ودونتها في كراس صغير .

وبعد شهر تم نقلي لكمب آخر هو : A.Z.C . SALGHAREN

لذي كان يقع داخل قرية صغيرة هادئة ، وكان موقع الكمب ديراً سابقاً للراهبات ، وأتاح لي هدوء المكان أن أختلي بنفسي داخل غرفتي وأُعدّ مسودة هذا الكتاب معتمداً على خلاصة المناقشات التي تمت بيني وبين الأستاذ علي إلياس وبقية الأخوة المسلمين العرب بكمب زفووله والمدونة في كرّاسي الصغير

وفرغت من هذه المسودة في فجر الخميس الموافق 26 / 8 / 1993

وكنت قد تعرّفت حديثاً داخل الكمب على أخ لبناني شيعي حاصل على درجة دكتوراه في موضوع الفروق المذهبية بين السُنة والشيعة .

ودخلت في حوار معه حول الإسلام ، ثم عرضت عليه هذا الكتاب ليقول رأيه فيه ، فطلب مني ترك الكتاب عنده لمدة أسبوع ليقرأه بتأمل ، وبعدها يعلن لي رأيه فيه .

وبعد أسبوع ذهبت إليه فوجدته متجهّماً ، فسألته عن رأيه .

فقال : رأيي هو أنك ألدّ أعداء الإسلام وأنك تسعى لهدمه من جذوره ، ولو كان الأمر بيدي لقتلتك الآن لأنك كافر مرتد وأكبر حاقد على شخصية النبي !

فقلت له : أشكرك على سمو أخلاقك ، لكن أنا لم أذكر سوى حقائق الإسلام كما دوّنه القرآن والمراجع الإسلامية ، فهل مراجعي غير صحيحة ؟

فقال : مراجعك التي ذكرتها صحيحة ، ولكنها حق يراد به باطل ، فأنت فصلت نصوص المراجع على حسب أهوائك ، وأنت إنسان مجنون حتى تظن في نفسك أنك قادر على تحدي مشاعر المسلمين الذين يعمل لهم العالم ألف حساب ولن تفلت من غضبهم. ويوم يُنشَر هذا الكتاب لسوف يحرقونك حياً !



وأدركت أن هذا الكتاب سوف يسبب لي الكثير من المتاعب لأنه صريح ، وقد علمت بحكم اختباري مع المسيح بأن للصراحة ثمن لابد أن يدفعه المدافعون عن الحق ، وأن إبليس - كما لقبه المسيح (بالكذاب وأبو الكذاب) يقاوم بعنف أي عمل صريح يتسبب في فضح أكاذيبه وكشفها أمام الناس ، وأنه لذلك احتال عليهم بالكذب والتلفيق وغلّف أكاذيبه وتلفيقاته بمسمّيات زائفة ومتنوعة فهي تارة تحمل اسم ( المحبة ) وتارة أخرى تحمل اسم ( المجاملات من أجل ضمان تدفّق البترول ) وتارة ثانية تحمل اسم ( الديبلوماسية من أجل اتقاء هجمات الإرهابيين ) . ولكني كنت واثقاً من عثوري على إنسان يقدّر قيمة الصراحة ، فعرضت كتابي على أخ مسلم آخر وكان كرديا مثقفا، فقرأه بتمعّن ، وبعدها قال لي : لو صحت هذه المعلومات عن محمد فهو ليس نبي ، وأنا سأكون أول من يكفر بالإسلام ، لكن أنا أحتاج أولاً إلى قراءة هذه المراجع بنفسي للتأكد من صدقها وبعدها سأعطي قراري .

بعد نحو شهرين التقى بي وقال : معك حق في كل ما ذكرت ، فلا رسول ولا رسالة ، ولا قرآن ولا ديانة .

ثم طلب مني معرفة المزيد عن المسيح وتعاليمه .

وبعد عدة شهور وصلتني رسالة من بلجيكا كاتبها قس إنجيلي عربي ( مسيحي الأصل ) وحملت دعوة لزيارة كنيسته وإلقاء عظة بها ، وأرسل لي مبشرا أمريكيا بسيارته ليأخذني من الكمب بهولندا وفي بلجيكا رحّب بي هذا القس ثم قرأ كتابي وأُعجب به ، وأقترح علي أن أعرضه على أشهر دور نشر مسيحية متخصصة في طبع مثل هذه الموضوعات ، وهي موجودة في ألمانيا ، فأرسلت لهم نسخة من مسودة كتابي ، وبعد عدة شهور تلقيت منهم الرد التالي :

الكتاب " حوار صريح حول الإسلام " مع الأسف لن نقوم بطباعته لأنه نوعاً ما شديد اللهجة وذو تحامل قوي على الإسلام .!!!

لكن الكتاب الثاني " رسالة إلى صديقي المسلم " فنحن نود القيام بطباعته ..



فأيقنت أن كلاًّ من المسلمين ( الواضحين) والمسلمين ( المتخفّين تحت رداء الإنجيليين ) يقاومون نشر هذا الكتاب ، وعرفت أن هؤلاء الأخيرين متواجدون داخل المنظمات الإنجيلية بكثرة ، وان كاتب هذه الرسالة هو واحد منهم ! ولم تجد هذه الدار (التي تقول عن نفسها أنها مسيحية ) شخصا آخر يقوم بقراءة وتقييم كتابي سواه ! ثم سرعان ما عرفت أن أمثال هؤلاء متوغلون في جميع الهيئات الإنجيلية المعروفة في جميع أنحاء أوربا ، وهؤلاء الإنجيليون المسيحيون "المسلمون الأصل " والذين قالوا أنهم آمنوا بالمسيحية على الطريقة الإنجيلية التي تقدم مفهوما جديدا للمسيحية لا يمتّ للمسيحية المعروفة بأدنى صلة ، إذ يضحكون على المسلمين ويخدعونهم ويقدّمون لهم شخص السيد المسيح له المجد على أنه ليس هو الله الظاهر في الجسد ، بل مجرد الإنسان النبي الصالح عيسى ابن مريم !!

ولهذا ظل غالبية هؤلاء مسلمين كما هم ، وبعضهم رغم اعتناقه المسيحية إلا أنه لا يزال يصوم رمضان !

وهؤلاء المسلمون المتأنجلون بحكم خلفيتهم الإسلامية يرفضون أي نقض صريح يوجه لدينهم الأصلي - الإسلام وتضافرت جهودهم في هولندا وألمانيا وأسبانيا على عدم نشر الكتاب الثاني ( رسالة إلى صديقي المسلم ) كما حاولوا التأثير على شهادتي في التليفزيون الهولندي غيرة على دينهم الحقيقي . فتأسفت جداً في قلبي ، وقررت وقف كل علاقاتي بهذه المنظمات الإنجيلية بعدما تأكدت تماماً أنها باتت مخترقة من قبل المسلمين المتخفين . وواصلت حواري مع المسلمين الواضحين بصراحتي المعتادة ، وكنت أمينا معهم في عرض الحقائق كما هي ، فلم أقدّم لهم المسيح على أنه النبي عيسى كما يفعل الإنجيليون ، بل قدمته على أنه هو نفسه الله الظاهر في الجسد

وفي كل مراحل حواري مع المسلمين بقيت محبتي الصادقة لهم ورغبتي الأكيدة في خلاص أنفسهم .

وساعدني في ذلك تأسيسي الإيماني الجيد داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي سلمتني حقائق الإيمان كما هو ، والدليل على ذلك أن جميع الأخوة المسلمين الذين عرفوا المسيحية عن طريقي تقبلوها بطريقة صحيحة ، فعرفوا وحدانية الله في الثالوث ، وألوهية المسيح ، ومقررات المجامع الكنسية المسكونية الثلاثة الأولى ، فصدقت مسيحيتهم ورسخوا فيها ولم يرتدوا ثانية للإسلام.

...

وقصة الحوار مع المسلمين بدأت معي منذ كنت خادماً بالكنيسة القبطية بمصر ، أي منذ عام 1988 ، وحواري معهم كثيرا ما يمتعني متعة لا يدركها إلا من عاش بينهم كواحد منهم ، وقد كنت أحد هؤلاء ، وفاق ذلك أنني كنت من أحد رجال دينهم المتعصبين .

ولي مع بعضهم صداقات وذكريات حافلة بالمشاعر الإنسانية النبيلة ، بعضها ظل باقيا رغم ارتدادي عن الإسلام والتبشير العلني بالمسيحية ، لكن معظمها فقدته لأن أغلبية أصدقائي ومعارفي المسلمين خلطوا ما بين تلك المشاعر الإنسانية النبيلة ، وما بين الاتجاهات الدينية ، فلم يكتفوا بمقاطعتي فقط ، بل وسعى بعضهم الى إيذائي ، ظنا منهم إنما يقدمون خدمة لله . وحتى هؤلاء المضايقين فإنني لا زلت أحمل لهم كل الحب ، ولا أتردد في الحوار معهم . لكن من المؤسف له أن أغلبية الأخوة المسلمين يضيقون بسماع الرأي الآخر اعتقادا منهم بأنهم الوحيدين فقط أصحاب الرأي الصحيح ! ، وأن كل ما عداهم فهو على خطأ ! ويعتقدون أنه لا دين آخر أحق بالإتّباع إلا الإسلام (إن الدين عند الله الإسلام ) [ آل عمران عدد 9]

وأن الله الذي يعرفونه لا يقبل إلا المسلمين :

( من يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) . [ آل عمران عدد 85]

وإن أهل الكتاب المقدس هم على ضلال مبين لأنهم بحسب اعتقادهم ( لا يدينون بدين الحق )

الذي هو الإسلام فقط بحسب اعتقادهم الخاطئ [ أنظر سورة التوبة عدد 29 – 33]

ولذلك يقول كتابهم إن الله لو أراد يهدي أي إنسان ، فيشرح قلبه للإسلام !!

[ أنظر سورة الأنعام عدد 125]

كما يعتقدون أن الإسلام – وحده - هو الدين الحق والذي لابد أن يلغي المسيحية وبقية الأديان ، ويظهر على الدين كله !![ أنظر سورة الصف عدد 9].

وأن كل من يخالف دينهم فهو كافر يستوجب قتله وليس الحوار معه !!

الأمر الذي يحتاج معه إلى إحداث هزة عنيفة لعلهم يفيقون من هذه الغيبوبة ، لذلك كان هذا الكتاب ، الذي أعتقد أنه خطا خطوة صحيحة في شأن الحوار بين المسيحية والإسلام على أسس صريحة بدون أي مجاملات ، ورأيي في الدين الإسلامي والذي أظهرته بوضوح في هذا الكتاب ، هو نفس رأي السواد الأعظم من المسيحيين الشرقيين الذين يشرفني الانتساب إليهم . وقد اكتشفت وجود قلة واعية من المسلمين يتقبلون الحوار معي حول حقيقة دينهم ، رغم علمهم المسبق بأنني مرتد عن هذا الدين ، وأحمل أصدق وصف للرأي الآخر المخالف له .

فمن أجل هؤلاء القلة أسجل هذا الحوار الذي يتضمن أراء متبادلة ، وليس رأيا واحدا يفرض ذاته ويدعي أنه الرأي الأوحد ويحجب بقية الآراء الأخرى. وعندما يتم طرح الرأي ، والرأي الآخر المخالف له ، يستطيع الإنسان أن يفاضل بينهما ويختار ما يرتضيه ضميره وما يتقبله عقله ، بدون إرهاب ، وتخويف أو إلغاء لحرية وإرادة الإنسان . وقد كان لي محاورات كثيرة مع أخوتي المسلمين في وطني مصر ذات الأغلبية المسلمة ، وقمت بتسجيل بعضه في كتاب لم يطبع بعد يحمل عنوان:

[ رسالة إلي صديقي المسلم ] أرجو أن أتمكن من طباعته حتى تعم الفائدة ولاسيما هؤلاء الذين لم يسبق لهم معرفة الرأي الأخر- وما هي أسانيده التي يستند عليها

ولا بأس في سبيل تحقيق هذه الغاية النبيلة أن نتعرض للسب والشتم والتهديد بالقتل ، لأن هذا كله لا يلغي محبتي لهم .فالمسيحية التي آمنت بها تعلمني أن المحبة تحتمل كل شئ من أجل بلوغ الهدف وهو الله ، أسمى هدف يمكن أن يبلغه الإنسان .

وقد وضع الله في قلبي محبة كبيرة جدا لاخوتي المسلمين ، ليس ذلك فحسب ، بل ، وما هو أبعد من ذلك ، فلقد شاء الله أن يختارني لتبشيرهم بالرب يسوع المخلص الوحيد والذي ليس بأحد غيره الخلاص .

فهذه هي رسالتي تجاههم ، والتي من أجلها أيضا سأموت حينما يحين الوقت وأعتقد أنه الآن صار قريبا جدا عن أي وقت مضى – لان ما كنت أقوله هامساً صرت أنادى به بصوت عال . وعدو الخير لا يبغي أن يعلو صوت الحق المعلن في شخص المسيح لذلك فهو يسعى دوماً لإخماد هذا الصوت . لأنه منذ البدء وهو يناصب الإنسان العداء ويحجب عنه النور لئلا يبصر فيهتدي للحق ، ويصم إذنيه حتى لا يسمع صوت الحق فيخلص .

لان في خلاص الإنسان تقويضاً لمملكته المظلمة . لذلك نراه قد أضل أمما وشعوبا وألقاهم في بحور من التيه والضلال ، فبقيت شاردة عن الحق طوال هذه القرون دون أن يدروا لأن إبليس قد أعمى بصائرهم فصار لهم عيون لا تبصر وآذان لا تسمع ، وتباعدوا عن الحق ولا يزالون مبتعدين ..وأما عن هذا الحق فقد أعلن بوضوح تام في شخص المسيح القائل :

+ أنا هو الطريق والحق والحياة .

+ أنا هو نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلمة .

وقال عن فحوى رسالته :
أتيت للناس لتكون لهم حياة ويكون لهم الأفضل .
نعم فلقد آتى المسيح ليحقق للناس الحياة الأفضل ، أتى ليبحث عن الضال وليفتش عن المفقود، وليحرر المأسورين ، ويعالج منكسري القلوب .

لأنه قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ .

لم يكن جزارا ليذبح الناس ، بل طبيبا رحيما يعالج أوجاع البشر .

فهو يريد رحمة لا ذبيحة ، وهو يفتح ذراعيه بكل الحب لكل الناس قائلا لهم في مودة :

+ تعالوا إلي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم .

نعم أنه محب البشر الذي لم يسفك دماء أحد والذي قابل الإساءة بالإحسان ، والكراهية بالحب ، أرسى في العالم أسمى تعاليم عرفها البشر في المحبة والطهر والمغفرة والسلام . نسأل ملك السلام أن يمنح سلامه لنا حتى تتنقّى ضمائرنا وتصفى نفوسنا ، ونفوز بالحياة الأبدية معه في جنة مقدسة ليس فيها حوريات ولا غلمان ولا أنهار خمر ، بل نكون فيها كملائكة الله في السماء ، ننعم بحضرته البهية ونسبح لأسمه القدوس ، ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين .

ووفقنا الله جميعا إلى حسن طاعته وعمق مخافته وصميم محبته ، ومعرفته حق المعرفة بعيداً عن الأضاليل .

المؤلف .
صموئيل بولس عبد المسيح .
الشيخ محمد النجار " سابقاً .




كلمات مضيئة من العهد الجديد :
يقول أمير المهتدين للمسيحية ( القديس العظيم مار بولس الرسول ) والذي كان في عهده الأول يدعي شاول الطرسوسي وكان مجدّفاً ومفترياً ومضطهداً للكنيسة:

وأنا أشكر يسوع المسيح ربنا الذي قواني أنه حسبني أمينا إذ جعلني للخدمة
أنا الذي كنت قبلاً مجدفاً ومضطهداً ومفترياً ولكنني رُحمت لأني فعلت بجهل في عدم إيمان. وتفاضلت نعمة ربنا جدا مع الإيمان والمحبة التي في المسيح يسوع.صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليُخلِّص الخطاة الذين أولهم أنا . لكني لهذا رُحمت ليُظهِر يسوع المسيح فيّ أنا أولا كل أناة مثالا للعتيدين أن يؤمنوا به للحياة الأبدية.
( 1 تيمو 1 : 12 – 17 ).





مقتطفات من مدخل الكتاب :

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخ الصديق الأستاذ : علي إلياس .‍

السلام عليكم

لا تدهش يا أخي لأنني بدأت لك رسالتي كما يبدأها الأخوة المسلمون ، فالواقع هي طريقة مسيحية الأصل.

فنحن نبدأ رسائلنا بنفس البسملة ولكن بمعناها الأصلي قبل أن يقتبسها الإسلام مبدلاً حروفها لكنه مبقياً على معناها ، فنحن عندما نقول ( بسم الآب ) إنما نعني ( بسم الله ) لأن لفظة ( الآب ) تعني

( أصل الأصول ) و( واجد كل الوجود) وهي دلالة تطلق على الله وحده الذي منه جميع الأشياء .

ولا يعقل أن واجد الوجود لا يكون هو نفسه موجود ، ولا أحد من العقلاء يستطيع أن ينكر وجود الله ، وهذا هذا الوجود الأزلي نطلق عليه نحن المسيحيون لفظ ( الله الآب ).

وعندما نقول ( والابن ) فإننا نعني بذلك ( الرحمن ) ، وهي مشتقة من لفظة ( الرحم ) والمعنى هو أن يسوع المسيح ( كلمة الله ) تجسد في شكل إنسان وولد بالجسد من رحم القديسة العذراء مريم البتول بواسطة الروح القدس ، وبما أنه لم يكن له أب بشري كسائر المولودين ، سُمّي ابن الله بمعنى روحي يُفهم منه أنه من ذات جوهر وطبيعة الله . وسُمّي المسيح أيضاً بالرحمن بسبب رحمته الكبيرة للبشر ، لهذا رأينا القرآن يقول عن المسيح أنه : ( آية للناس ) و ( رحمة من الله ) [ سورة مريم 21 ].

كما أن الرحمن أيضاً هو فكر الله الرحيم بمخلوقاته ، هو العقل الإلهي الذي يدير ويدبّر هذا الكون بدقة متناهية ـ وسُمّي كلمة الله لأن الله تكلم مع الأنبياء حتى سُمّي موسى النبي كليم الله . فالابن هنا ليس كائنا بشريا، بل هو عقل الله نفسه الناطق لهداية البشر ، ويتفق القرآن معنا على أن السيد المسيح هو ( كلمة الله ) ( 45 آل عمران + 171 النساء) وعندما نقول ( والروح القدس ) فإننا نعني بذلك ( الرحيم ). وهو روح الله نفسه ، وهو روح رحيم بالبشر ويعمل على هدايتهم وتبكيت ضمائرهم لو ارتكبوا المعاصي . وبما أن المسيح من نفس طبيعة الله وواحد معه ، لذلك قيل عنه في القرآن أنه ( روح الله ) [91 الأنبياء] وهكذا فالبسملة المسيحية لا تعني ثلاثة آلهة ، بل إله واحد موجود رحمن رحيم ، فالله موجود بذاته ، وهذا الوجود الذاتي نطلق عليه لفظ ( الآب ). والله ناطق بعقله ، وهذا النطق العاقل نطلق عليه لفظ ( الابن ).

والله حي بروحه ، ونطلق على روحه لفظة ( الروح القدس ).

فهو موجود بذاته – ناطق بعقله – حي بروحه – والثلاثة هم واحد .

وهذا الإله الواحد هو ( الله ، الرحمن ، الرحيم ) أي ( الآب والابن والروح القدس ) إله واحد . أمين

ولا تدهش أيضا أني حيّيتك بتحية الإسلام السلام عليكم !

فهي الأخرى تحية مسيحية الأصل ، ولكن اقتبسها الإسلام وحوّل حروفها من ( السلام لكم ) إلى ( السلام عليكم ) مع أن التحية الأولى ( السلام لكم ) إنما تمنح السلام من الله للبشر ، بينما التحية الثانية تعني أن البشر مطالبون بالسلام ، ومعروف أن سلام البشر ناقص بدليل الحروب المشتعلة بينهم ، إنما سلام الله الممنوح للبشر فهو سلام مبارك وحقيقي . والسيد المسيح أعطى لهذه التحية معان أكبر وأعمق من مجرد كونها تحية روتينية يتبادلها الناس ظاهرياً رغم ما يحملونه بداخلهم من كراهية وأحقاد وعنف ، إذ قال [ طوبى لصانعي السلام] . وحسناً شهد القرآن للمسيح على أنه ينبوع السلام ، وأن السلام يظلله أينما حل وأينما كان :

[سلاما علي يوم وُلدت ، ويوم أموت ، ويوم أُبعث حيا ] سورة مريم 33 ].

أما بعد ...


المسيح جاء لكل الأجناس البشرية بما فيهم الجنس العربي ، لكن العرب رفضوا تعاليم المسيح المسالمة والمتعففة نظراً لخشونة طباعهم الصحراوية ولميلهم الطبيعي إلى سفك الدم والجري وراء الغرائز الحسية

أما قولك يا صديقي بأحقية الشعب العربي فأن يكون لهم نبي عربي وكتاب عربي مثل بقية الشعوب ، فنود أن نصحّح معلوماتك بالآتي :-

الله لم يرسل رسلاً لكل الشعوب قاطبة ، لأن هذه الشعوب رفضت رفض بات قبول فكرة وجود الله الواحد فكانوا يعبدون الطبيعة والكواكب مثل عبادتهم للشمس والقمر، ومثل عبادتهم لمظاهر الطبيعة من أنهار وأشجار ، ومثل عبادتهم للمخلوقات ( الإنسان والحيوانات والزواحف ) ومثل عبادتهم للأحجار كالشعب العربي. فاقتصر رسل الله إلى نبي إسرائيل وحدهم دون بقية شعوب العالم باستثناء شعب أهل نينوى بالعراق. فلقد أرسل لهم الله ( يونان النبي) الذي يدعونه المسلمون ( يونس).

أما بقية الشعوب القديمة فلقد رفضت بشدة قبول فكرة الإيمان بإله واحد خالق السموات والأرض وكانوا يسمعون برسالات الأنبياء المرسلين للشعب اليهودي فيسخرون منهم ويستهزئون بتعاليمهم متمسكين بأنبياء البعل وأنبياء الوثن والسحر. وعلى هذا فلم يكن هناك شعب أخر في الأرض يعرف الله الحقيقي ويتعبد له سوى الشعب الإسرائيلي، أي أبناء يعقوب بن اسحق بن إبراهيم. فبنو إسرائيل كانوا من أول شعوب الأرض معرفة بالله – وإن كان هذا الشعب قد ترك عبادة الله عدة مرات في تاريخه الطويل ، وعبدوا العجل ، والإلهة عشتاروت، وبقية آلهة الأوثان التي كان يتعبد لها الشعوب المجاورة لهم ، لكنهم كانوا سرعان ما يندمون ويتوبون ويرجعون ثانية إلى عبادة الله الحقيقي خالق السماء والأرض . والى هذا الشعب أرسل الله أنبياءه العظام مثل اسحق ويعقوب ويوسف وموسى وداود وسليمان وغيرهم كثيرين، حتى جاء المسيح من نسلهم بحسب الجسد ، وجاء للعالم كله شرقه وغربه. وطبعا العرب لم يخرجوا عن هذا العالم، بل وأقبل الكثيرون منهم على اعتناق المسيحية شأنهم شأن بقية شعوب الأرض .

ويروي عمالقة التأريخ الإسلامي الأولين أمثال ( ابن هشام والطبري وابن خلدون ) أن المسيحية دخلت إلى الجزيرة العربية في منتصف القرن الأول الميلادي بواسطة أحد تلاميذ المسيح من الحواريين وهو القديس برتلماوس والذي ذهب إلى الحجاز لتبشير أهلها بالدين المسيحي .

وانتشرت المسيحية في جميع أنحاء الجزيرة العربية والخليج العربي قبل ظهور الإسلام بمئات السنين. ووقت ظهوره كان لها وجودا مؤثرا وسط العرب في البحرين وقطر والإحساء واليمامة ويثرب ، بجانب وجودها الأصيل في جنوب الجزيرة ( اليمن : حضرموت ، نجران + العراق : الحيرة ) .

وشمالها( سوريا : الغساسنة ) . لكن يحلو لبعض مزيفي التاريخ من المسلمين محاولة محو تاريخ العرب المسيحيين قبل ظهور الإسلام ، رغم أنه تاريخ كبير جداً لا يسع المجال هنا لسرده تفصيلياً. وبالرغم مما اعتراه من ضعف نتيجة ابتلائه بالنصارى 221 وبالنساطرة وبقية الفرق المنحرفة عن المسيحية السوية ، إلا أنه لم يخلو من ومضات مشرقة تمثلت في استشهاد عدد كبير من المسيحيين الأسوياء العرب دفاعاً عن إيمانهم المسيحي ، وخاصة أهل نجران. وقد تحدّث القرآن عن هؤلاء الشهداء وسماهم بأصحاب الأخدود [ أنظر سورة البروج ]. وقد اعتنقت الشعوب العربية الأصيلة (المتحضرة ) المسيحية عن اقتناع كامل ، ولا سيما عرب الجنوب وعرب الشمال المعروف عنهم بالتحضر والرقي .

أما عرب الحجاز فلقد وصلتهم المسيحية بالفعل ولكنهم رفضوها ، لأن أغلبهم كانوا غير متحضرين و يميلون لسفك الدم والإغارة على الآمنين لنهبهم والاستيلاء على ممتلكاتهم. وكانوا يعتبرون هذه الأعمال الهمجية من الملاحم البطولية !!! ، وكانوا أيضاً ذوي ميل كبير للغرائز ، لذلك رفضوا قبول المسيحية السوية التي تحتوي على تعاليم السيد المسيح السامية لمخالفتها لطبائعهم وعاداتهم المتوحشة، وأقبلوا على ( النصرانية ) المختلطة باليهودية والنسطورية والآريوسية والأبيونية والحنيفية والوثنية ، حتى أن الكعبة جمعت كل هذه التيارات معاً. بجانب عدد قليل من سكان مكة الذين اعتنقوا المسيحية السوية تأثراً بمسيحيي نجران الذين كانوا يترددون على مكة بقصد التجارة. فليس صحيحاً أن العرب لم يسمعوا بالمسيحية وأنهم كانوا يحتاجون لنبي خاص بهم ولدين جديد يجمعهم ، لأن العرب شاء الرب أن يكون لهم نصيبا من الخلاص بقبولهم الإيمان بالمسيحية. وأكبر دليل على ذلك أن الروح القدس عندما حل على حواريي المسيح وجعلهم ينطقون بألسنة لغات الأمم والشعوب لسهولة تبشيرهم ، كان من بينها اللسان العربي 222 وقد قال السيد المسيح لتلاميذه :

- أذهبوا إلى "العالم أجمع" واكرزوا – بالإنجيل – للخليقة كلها 223 .

- لذلك فلم تمضِ سوى سنوات قليلة حتى انتشرت المسيحية في جميع أرجاء العالم بما فيه العالم العربي+

بل وتحوّل كل شمال العالم العربي من الوثنية إلى المسيحية ، وكذلك الأمر في جنوب الجزيرة العربية.

بل وصارت هذه المنطقة الأخيرة ، ونعني منطقة الجنوب، وخاصة ( نجران )، مركزا من مراكز المسيحية الهامة 223 وليس نجران فقط ، بل واليمن كله .

هذا عن شمال الجزيرة العربية وجنوبها ، أما عن وسط الجزيرة – مكة – موضوع بحثنا ، فكان للمسيحية وجودا أيضا ، وإن كان ليس قويا مثل الجنوب والشمال للأسباب السابق ذكرها. لهذا لم تتوغل داخل نفوس المكيين. ولم يكن ذلك قصورا في تعاليم المسيحية ، بل قصور في عقلية المكيين البدو التي جُبلت على الحرب والشدة والقسوة وحياة البدو الهمجية. هؤلاء فقط لم تنجح معهم تعاليم المسيحية وما تدعو إليه من السلام والموادعة والعفة. وهي أمور يرفضها شيطان مكة الذي أغرق شعبها في الوثن وكافة الموبقات. فكان طبيعيا أن يرفضوا تعاليم المسيحية السوية . لكن هذا الرفض المكي لم يمنع من وجود المسيحية وانتشارها داخل مكة – كما سبق وذكرنا. لكن مع تقادم الزمن بدأت تختفي المسيحية السوية من مكة وتكون الغلبة للنصرانية النسطورية والتي كان عليها في بدء العهد الإسلامي ( أسقف ) عربي قُح من بني قريش المكيين، وهو ( القس : ورقة أبن نوفل بن الأسد ) رئيس الجماعة النسطورية في مكة. كما أنه ساهم في تأسيس الكنيسة النسطورية في يثرب ( المدينة ) حتى صار عليها مطران واسقفيّتان وثلاث كنائس وعدد ضخم من الأتباع ( أنظر التقويم الكلداني النسطوري للخوري بطرس عزيز، طبعة بيروت 1909 ص 8 ).

وتذكر لنا المصادر الإسلامية جانبا من الصعوبات التي كانت تعيق انتشار المسيحية وسط قبائل البدو وممن لم يكن لهم حظ من الرقي، فتقول :-

اعتنقت بعض القبائل العربية المسيحية … واستطاعت أن تنشئ لها بعض الكنائس ، كما حدث باليمن. وقد اعتنقت بعض القبائل العربية ، كقبائل تغلب ، وطي وبكر. وكان اعتناق هذه القبائل الدين المسيحي أمرا طبيعيا وذلك بحكم جوارها بالشام حيث موطن المسيحية. إلا أن المسيحية لم تكن راسخة الأقدام لان مبادئها وما تدعو له من السلام والموادعة تتنافى مع طبيعة البدوي التي جُبلت علي الحرب والشدة والقسوة. 224

نعم نجحت المسيحية مع القبائل العربية المتحضرة والتي كان لها نصيبا من الفكر والرقي ، بينما رفضها أهل مكة النازحين من الشعاب والوديان لأنها لا تتوافق مع ميلهم إلى سفك الدم والشهوات. كان يوافقهم دين حربي شهواني. وقد جاءهم ما كانوا يطلبون والذي يتوافق ويتلائم تماماً مع طبائعهم الخشنة .

أما القبائل العربية المتحضرة فلقد انتشر بينهم الدين المسيحي ، وصارت لهم ممالك مسيحية قوية، وبقيت في الانتشار حتى ازدهرت بناء الكنائس والأديرة وصوامع الرهبان .



مؤسس الإسلام والشوكة النسطورية في الحلق المسيحي !!!

كل ما يزرعه الله فهو زهور ، وكل ما يزرعه إبليس فهو حسك .

الله زرع الحنطة ، وإبليس زرع الزوان ، هذا الأمر نراه بأكثر وضوح منذ أيام أبينا إبراهيم .

كان أبونا إبراهيم قد تلقّى وعدا من الله بأن يعطيه نسلاً مباركاً. لكنه تعجل وأخذ بالمشورة البشرية الناقصة فسمع لكلام زوجته سارة التي طلبت منه أن يدخل على جاريتها ليأتي منها بنسل يحمل اسمه ويرثه من بعده. ولم تكن أمنا سارة تدري أنها بهذا العمل سوف تضع شوكة في حلق أبنائها من نسلها. جاء إسماعيل من هاجر وحمل معه شعورا بالنقص والكراهية نظراً لمنبته الوضيع باعتباره أبن الجارية. فظل يكره ويضطهد ابن الحرة ، أي ابن الموعد الإلهي .

تعجلت سيدتنا سارة وتعجل معها أبونا إبراهيم، ولم ينتظرا تحقيق وعد الله لهما، فسارا بمشورتهما البشرية الخاصة وكان الثمن باهظاً جداً. ورغم ذلك عاد الله وحقق لهما وعده فأنجبا إسحاق ابن البركة وابن الموعد ، فماذا حدث ؟

حدث أن إسماعيل كان يحقد على إسحاق. وظنّت أمه أنها صارت سيدة حرة شريفة ونسيت أنها مجرد جارية. فكان الحل هو عزل الجارية وأبنها عن الحرة وأبنها. ورغم هذا العزل، إلا أن أبناء الجارية ظلوا يحاربون ويضطهدون أبناء الحرة. وكانت سارة ترى ذلك فتندم لتسرّعها وموافقتها على إعطاء جاريتها لزوجها لينجب منها. ويقيني أن هذا الخطأ هو من أكبر خطأ وقع فيه أبونا إبراهيم طوال حياته. وهو الآن حياً في السماء ويرى ما يفعله أبناء إسماعيل ، هذا النسل البشري المتوحش الذي جاء بحسب مشيئة البشر ، بأبناء النسل المبارك الذي جاء بحسب مشيئة الله . ومما يؤسف له أن نفس هذا الخطأ الذي وقع فيه إبراهيم وسارة ، كرره النساطرة ، ولكن بطريقة مختلفة ، وذلك بعدما تضافرت جهودهم لصنع الإسلام ونبيه وقرآنه نكاية في غرمائهم المسيحيين الأسوياء . فهؤلاء النساطرة ( كما تمدنا المصادر السريانية القديمة عنهم ) كانوا في بداية عهدهم مسيحيين أرثوذكس أسوياء تابعين لكرسي إنطاكية السرياني الأرثوذكسي العظيم . وكان يُطلَق عليهم تسمية ( السريان الشرقيين )، وهي تسمية عامة كانت تشكل كل المسيحيين القاطنين في المشرق ، ثم انحرفوا عن التعاليم المسيحية وأتبعوا النسطورية التي أنكرت ألوهية المسيح. وهي العقيدة التي أجمع عليها غالبية المسيحيين في كل أنحاء الأرض. وحمل هؤلاء النساطرة حقداً دفيناً على أشقائهم المسيحيين الأسوياء منذ مجمع أفسس سنة 431 م الذي تم فيه تجريد رئيسهم نسطور من رتبته البطريركية ، وتم نفيه عن البلاد لمحاولته إفساد أذهان المسيحيين بأفكاره الشيطانية ، حتى مات في منفاه غير مأسوف عليه . وحدث بعد موته أن قام أتباعه ومؤيدوه من أساقفة المشرق ، وأعلنوا تحدّيهم السافر للعالم المسيحي بأجمعه بخروجهم عليه ، وتأسيسهم فرقة دينية خاصة بهم ، بعد انسلاخهم عن كنيستهم السريانية الأرثوذكسية وقيامهم بتكوين كنيسة غير شرعية عُرفت في التاريخ باسم ( كنيسة الفرس النسطورية ) . وأعلنوا اتحادهم مع عبدة النار والكواكب من الفرس الوثنيين ، ضد أشقائهم المسيحيين في إنطاكية والإسكندرية وروما والقسطنطنية .

ومن هؤلاء النساطرة الأوائل برز شخص سفاح يدعى : برصوم النصيبيني ( أسقف نصبيبن ) الذي شرّع السيف في رقاب المسيحيين العراقيين لنشر مذهبه النسطوري بالقوة في البلاد ، بادئاً بقتل جاثليق المشرق الشهيد القديس باباي . ثم التفت إلى الشعب المسيحي وقتل بوحشية شديدة زهاء سبعة آلاف نفس ، حتى أرغم بقية الشعب على إتباع الهرطقة النسطورية بدعم من ملوك الفرس الوثنيين الذين كانوا في حرب شرسة ضد ملوك المسيحيين فاستخدموا النساطرة مخلب لهم ضد أشقائهم المسيحيين . وبعدما أفل نجم الفرس ، اتجه النساطرة إلى العرب وتحالفوا معهم ضد المسيحيين .ومن يتأمل الطريقة التي أتبعها محمد في نشر دينه ، ويقارنها بما فعله برصوم أسقف النساطرة ، يتأكد لديه امتداد الزرع الشيطاني الشائك ، ويخيل إليه بأن محمد هذا ما هو إلا تلميذ نجيب في مدرسة برصوم النسطوري .فلقد قام محمد بتقليد منهج برصوم في نشر دينه بحد السيف . لذلك فأنا لا ألوم محمد بقدر ما ألوم أرباب النساطرة الذين صنعوه نكاية في المسيحيين الأسوياء وجعلوه بمثابة الشوكة في حلقهم 225.

وكان هؤلاء المسيحيون الأسوياء يشكلون خطراً كبيراً على صاحب الدعوة الإسلامية أو كما أحب أن أدعوها ( الدعوة النسطومحمدية )!!! فكان لوجود المسيحية العربية الأرثوذكسية في قلب الجزيرة العربية ، العقبة أمام مؤسس الإسلام والتي تحول دون انتشار دينه الجديد الذي ابتدعه لنفسه بعد استقلاله عن النسطورية . نعم كان محمد في بداية عهده مسيحيا نسطورياً. وظل نسطورياً حتى وفاة معلمه النسطوري ورقة ابن نوفل وعندما مات ورقة كان محمد في الرابعة والاربعين من عمره ، وكان قد مضى على المجاهرة بدينه الجديد 4 سنوات ..وبعد موت معلمه ورقة قام ( بأسلمة ) نسطوريته، فصار دينه ( إسلام نسطوري ) مطعم بتعاليم بقية الفرق المنحرفة الأخرى التي اقتبس تعاليمها وقام بخلطها بتعاليمه في كوكتيل ديني عجيب جمع بين التعاليم المسيحية السوية ، وبين التعاليم النسطورية والأبيونية والأريوسية واليهودية والحنفية والصابئية والوثنية ‍‍‍!!! حتى أنك عندما تطالع القرآن تجد ظلال هذه التعاليم المتناقضة المشوهة غير المترابطة .

وعندما قويت شوكة محمد ، أسرع بالتخلص من كل أعوانه النساطرة الذين يعرفون سره وسر وحي .كما أنه أراد التخلص من المسيحيين الأسوياء الرافضين لدعوته لعلمهم التام أنها مجرد دعوة هرطوقية. فظل يتحيّن الفرصة المناسبة لتصفية الفريقين معاً، وتصفية كل إنسان أطّلع على بدايته ويعرف تماماً القصة الحقيقية لوحيه المزعوم .

كانت بداية التصفية بموت معلمه ورقة ، وزوجته خديجة ، ثم هجرته من مكة إلى المدينة ، وهناك حانت له الفرصة لإعلان الانقلاب على كل ما له صلة بالمسيحية التي تلقاها وظل عليها حتى بلوغه الرابعة والأربعين من عمره . والدارس المسيحي يلاحظ أن تعاليم محمد الجديدة التي ظهرت في ( يثرب ) بعد هجرته ، راعي فيها محاربتها ومقاومتها لكل تعاليم المسيح ، ابتداء من سفك الدم إلى تعدد الزوجات. ونظراً لأن وجود القبائل المسيحية العربية تشكّل مانعا قويا لتنفيذ انقلابه على المسيحية ، لذلك قرر محاربة هذه القبائل وإذلالها. وبدأ في محاربتهم منطلقاً من يثرب والتي استأصل وجودهم منها ، ومعهم اليهود .

وكان لليهود أيضاً دور ملحوظ جداً في وحيه المزعوم. وقد ساهموا فيه بطريقة خبيثة بقصد الانتقام منه وإظهار كذبه أمام الآخرين ، فدسوا له أمورا مضحكة أوهموه أنها وحيا سماويا ! !! بينما هم أفضل من يعرفون أنها مجرد أساطير وخرافات موجودة في كتب الوثنيين وكتب الأساطير الأولين. ومرّروا عليه خديعتهم.

لذلك حوى القرآن الجانب الكبير من تلك الأساطير والخرافات .

وعندما توافرت القوة الحربية اللازمة لمحمد، شرع في التخلص منهم جميعاً. ثم بدأ يتجه للقبائل المسيحية العربية. فأمر بتجهيز جيشه لغزو – مؤتة – لكنه هزم هناك هزيمة ساحقة ، فأعد جيشا أكبر وأكثر عددا وعدة ، وقام بقيادته وذهب إلى – تبوك – وتمكن من غزوها. وبعد أن كسرهم ضرب عليهم الجزية 226

وأستمر عداء المسلمين العرب لإخوانهم المسيحيين العرب. فلم تمضِ سنوات قلائل حتى تمكنت الجيوش المحمدية من تدمير بلدان وممالك المسيحيين العرب .

وكان الإسلام صريحا جدا في تصفية أهل الكتاب وعدم السماح لوجود ( دين أخر للعرب غير الإسلام ).

وحديث النبي في هذا الخصوص مشهور جد، وهو – [ لا يجتمع بجزيرة العرب دينان ] –

وهو رد بليغ على مسلمي اليوم المتشدقين بمعسول الكلام من كون أن الإسلام لم يحارب أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين ، وكان متسامحا وكريما معهما إلى أبعد الحدود!!! وهل هناك كرم أكثر من ذبحهم وإجلاءهم عن ديارهم ونهب ممتلكاتهم ؟؟

أفيقوا أيها السادة وكفاكم تزييفا وتشويها للتاريخ .



تابعونا فى الحلقة القادمة .. محمد النجار يقابل عماشة شخصياً !!
12-04-2005, 07:04 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 11-15-2005, 03:10 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة مسلم سلفي - 11-15-2005, 03:21 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة DAY_LIGHT - 11-15-2005, 03:40 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة العميد - 11-15-2005, 04:14 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة إبراهيم - 11-15-2005, 04:25 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة العميد - 11-15-2005, 04:47 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-15-2005, 08:59 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-15-2005, 11:02 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-15-2005, 11:11 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة على نور الله - 11-15-2005, 12:29 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-15-2005, 12:46 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-15-2005, 12:49 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة حسن سلمان - 11-15-2005, 10:16 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-15-2005, 11:57 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة على نور الله - 11-16-2005, 12:13 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-16-2005, 08:44 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-16-2005, 08:45 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-16-2005, 10:26 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-16-2005, 12:55 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-16-2005, 01:07 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 11-17-2005, 02:29 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة DAY_LIGHT - 11-17-2005, 02:50 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ATmaCA - 11-17-2005, 03:16 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-17-2005, 03:50 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة DAY_LIGHT - 11-17-2005, 05:58 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-17-2005, 06:58 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-17-2005, 06:59 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-17-2005, 07:02 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-17-2005, 10:18 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة أنا مسلم - 11-17-2005, 10:59 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-18-2005, 04:52 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-18-2005, 12:20 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-18-2005, 12:49 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-18-2005, 12:58 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-18-2005, 01:12 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-18-2005, 01:21 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-18-2005, 01:45 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-18-2005, 02:02 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-18-2005, 02:05 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-18-2005, 07:17 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة SonofSun - 11-18-2005, 07:23 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة SonofSun - 11-18-2005, 07:27 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-18-2005, 07:30 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 11-19-2005, 03:10 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة أنا مسلم - 11-19-2005, 03:39 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 11-19-2005, 04:50 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة muslimah - 11-19-2005, 10:14 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Hajer - 11-19-2005, 11:08 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-19-2005, 01:04 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة سيف المسيح - 11-19-2005, 02:02 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة الصفي - 11-19-2005, 03:21 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة اسحق - 11-19-2005, 03:37 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-19-2005, 09:52 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة DAY_LIGHT - 11-20-2005, 01:48 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة DAY_LIGHT - 11-20-2005, 01:53 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-20-2005, 10:16 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ATmaCA - 11-20-2005, 10:52 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة أنور - 11-21-2005, 12:22 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة أحلى كويتيه - 11-21-2005, 01:39 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 11-21-2005, 03:09 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة أنا مسلم - 11-21-2005, 03:21 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 11-21-2005, 05:10 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة SonofSun - 11-21-2005, 10:33 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-21-2005, 03:48 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة أحلى كويتيه - 11-21-2005, 10:29 PM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة أنا مسلم - 11-22-2005, 12:07 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة DAY_LIGHT - 11-22-2005, 02:45 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة DAY_LIGHT - 11-22-2005, 02:56 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ATmaCA - 11-22-2005, 09:31 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 11-30-2005, 04:03 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة ضيف - 11-30-2005, 08:42 AM,
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة Abanoob - 12-04-2005, 07:04 PM
كنت أعمى والآن أبصر .. - بواسطة مسلم سلفي - 12-04-2005, 08:00 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أعمى يقود أعمى وقعا في الحفرة ... زكريا بطرس كمثال هادم الاباطيل 38 6,236 04-13-2006, 06:55 AM
آخر رد: اسحق

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS