يا سادة .
دخلت هذا الشريط لتحية زميل الزمن القديم ( نسبيا ) طرفة ،و لمجرد تعليق عابر في موضوع كنت أعتقد أننا متفقين حوله ، لأني أعتقد انه فقط المتطرف هو الذي يرى أن الكراهية دين . فحتى المتدين المعتدل يرى ألا حجاب لطفلة ، و أن النقاب ليس في الدين ولا يقول به عاقل ،و كل من أعرفهم من المتدينين المتحضرين يفرقون بين اليهودي كصاحب دين و الصهيوني كصاحب أيديولوجية سياسية ذات خطاب ديني . إننا عندما نرفض الأصولي لا نرفض المسلم فيه بل الأيديولوجي ، وهذا تماما موقنا المتحضر من اليهودي .
لم أعتقد أنه حتى البديهيات لم تعد بديهية .
إن الكراهية استثناء و الأساس هو محبة البشرية ،و نترك تعلم الكراهية إلى سن الاختيار حتى تكون الكراهية بحجم يتناسب مع التناقض و تنتهي بانتهاء الصراع ، أما أن تتحول الكراهية إلى طبيعة بديلة نربي عليها الأطفال فتلك جريمة . جريمة ضد الطفولة و ضد البشرية و ضد العقل و د الأخلاق .
لم يكن مصادفة ان تأتي مقالة خالد منتصر موافقة لما خشيته من أن الكراهية سريعة التوالد ،و أننا نبدأ بكراهية اليهود القردة و الخنازير ( كيف تهزم القردة غير الحمير ؟) ، ثم تمتد لكراهية المسيحي الذي كفر لأنه يقول الله ثالث ثلاثة ، ثم تنحدر إلى الشيعي الرافضي يهودي العصر ،و العلماني الذي ينكر معلوما من الدين بالضرورة ، وهكذا مثل الإنفجار النووي المتتالي .
لا أثق كثيرا بالمشاعر الأخوية التي يحملها الأصولي الشيعي تجاه نظيره السني و العكس ،و إلا فليقل لي أحدكم بالله من يتقاتل حتى الموت في العراق بلا أي مبرر سوى الكراهية ، و في سابقة لم يسبق إليها حتى الحيوان . لا أصدقكم يا سادة و إلا لوفرنا على أنفسنا المشقة و الألم و نحن نعرض أنفسنا لألسنة السوقة و الصبيان و نحن ندافع عن حق شيعة العراق في الحياة و نلعن إخوانهم الأحباء من أصولي التكفير .
يا نور الله .. إن الذي يقتلكم في العراق ليس جماعة من البشر ،و لكنه فكر .. فكر يكفر المخالف و يراه أولى بالقتال من العدو . هذا الفكر الذي تنطلق به هذه الفتاة البريئة فتصفق لها . هل تدركون حقا أبعاد المحنة ؟. عندما يحتضن الضحية السيف الذي يخترق صدره حاسبا انه طوق النجاة .