اقتباس:  إبراهيم   كتب/كتبت  
1. ما الذي كسبته من منتديات المناقشة الحوارية؟ هل حققت هدف معين؟ و هل نجحت في إقناع بعض الباحثين إلى ما تعتبره الحقيقة؟

أعتبر هدف النادي أنه للمتعة و الثقافة. لا مانع من المجادلات ان تشتعل، فهذا ما يجبر المرء على مراجعة موقفه و تقوية أفكاره و الاطلاع على افكار الاخرين. هذا ما كسبته من النادي.

أنا شخصيا لا أريد بالضرورة أن يغير الآخرون رأيهم و يعتنقوا رأيي، و لكن أريد أن يترنحوا عن يقينياتهم فكلما اهتزت اليقينيات كلما عمد العقل الى التفكير لتقويتها او لتغييرها، فإن وجدها ضعيفة فإنه في النهاية قد يرذلها الى ما هو أقوى و أثبت.

ليس من العيب أن يكون في ذهن المرء بعض اليقين، و لكن كلما زادت هذه اليقينيات و "البدهيات" في عقل الانسان، كلما ضمر و مات و بات الانسان متحجر الفكر و المنطق. أحب كثيرا ما قاله برتراند راسل مرة، "مشكلة العالم أن الحكماء فيه كثيروا الشك بينما الأغبياء يملؤهم اليقين." و مع أني أتفق مع راسل تقييمه للوضع، إلا أني لا أتفق معه في أن هذا الواقع هو "مشكلة". الشك هو أساس البحث و التغيير، و هذان أساس العلم و المنطق. أما اليقين فهو أساس ضمور الفكر و انعدام التغيير. كل الثورات العلمية في العالم لم تحدث نتيجة لليقين أساسا، بل نتيجة للشكوك باليقينيات و البدهيات المتوارثة.

اقتباس:2. ما هي أكلتك العربية المفضلة؟ و ما هي أكلتك الأميركية المفضلة؟

أحب الحمص و أقراص الجبن و أقراص الزعتر. لا آكل الكثير من الاكل "الامريكي" بل معظم طعامي من النوع الايطالي و المنغولي و المكسيكي. لا أدري فقد اختلط الحابل بالنابل هنا و لم نعد ندري ما هو امريكي و ما هو غير امريكي.

اقتباس:3. ما هو أكثر شيء يعجبك في المرأة؟ و ماهو اكثر شيء يجعلك تنفر منها و تتمنى لو أنها لم توجد مثلا على كوكب الأرض؟ ما هو اللون المفضل لديك في ملابس المرأة؟

أحب المرأة الحرة المتحررة من قيود المجتمع القديمة البالية عليها، و لا أحب المرأة التابعة الخادمة التي تجعل من زوجها "تاج رأسها". لا أتفق مع قول الكتاب المقدس ان الرجل هو "رأس" المرأة.

أما اللون المفضل في ملابس المرأة فهو الأسود تارة، و الأحمر في أيام أخرى. :cool:

اقتباس:4. هل لديك رؤية لحاضر الشرق و مستقبله و تراها قابلة للتنفيذ من خلال الفكر؟ كيف ينهض الشرق و يصير يقدس آدمية الإنسان مثلا؟

لست سياسيا و لا عالما بالسياسة، لذلك لا يمكنني أن أقول أنني أعرف ما هو قابل للتنفيذ و للنهضة. لكن بشكل مجرد أعتقد أن الحل هو العلمانية و الديمقراطية. أعرف ان هذه الكلمات يرددها الكثيرون كالببغاوات، و لكني أؤمن بها و أصدقها. العلمانية و الديمقراطية هما سر جمال و قوة الكثير من المجتمعات، و للأسف فالدول العربية محرومة منها.

العلمانية تضمن للإنسان حرية معتقداته و حياته، و الديمقراطية تجعل منه جزءا لا يتجزء من تقرير المصير مساو للأجزاء الاخرى. هذه الأمور هي أقل ما يستحقه كل إنسان على هذه الارض.

لكن لا أدري ان كانت هذه الامور قابلة للتنفيذ.

اقتباس:5. لماذا جعلت مهمتك في الحياة الانقضاض على قرطاجنة المؤمنين؟ أتريد أن يفقد الناس كل سبل الرجاء و مرجعية اليقين فيتخبطون بدون داعي؟ و هل تملك لهم البديل؟ هل تحسب نفقة و عواقب قرارات مثل هذه؟

يا ابراهيم انا في النهاية مهما طلعت او نزلت مجرد انسان، أشعر بنفس المخاوف و الامال التي يشعر بها المؤمن... فقلبي لم يتحجر. أنا أعرف أهمية الدين في حياة الانسان، و هذه الأهمية هي التي ولّدت كل الاديان بالأساس، و لولا كانت للأديان حاجة لما وُجدت حتى لو كانت خاطئة واهمة.

قبل عدة سنوات توفي انسان عزيز عليّ، و كان مسيحيا مؤمنا. و عندما كان على سرير الموت، نظر إلي و همست في أذنه، "لا تخف، ثق بيسوع." أنا متأكد أن هذه الكلمات خففت عنه قليلا و أراحته في رحلته الاخيرة. و أنا قلتها ليس لأني مؤمن بها، و لكني أحببت ذلك الانسان أكثر من حبي للمعتقدات، أحببته أكثر من كرهي للأديان و أكثر من أي فلسفة او ايديولوجية. اذا كانت الفلسفات و الايديولوجيات لن تريحه في النهاية، فتبا لها. أنا أقدّس الانسان أولا و اخيرا فوق كل الافكار و الآلهة المزعومة.

و لكن لأني أقدّس الانسان، و لأني أرى أن اليقينيات الدينية تضر به في نهاية المطاف، لهذا السبب أهاجمها. في النهاية فإن البديل للدين و لللادين، للايمان و الالحاد، هو البحث عن الحقيقة. مستقبل الانسان ليس في أوهام الماضي، بل في واقع المستقبل.