الزميل لوجيكال (f) المحترم
عندما قرأت عنوان الحوار ( هل للكون خالق ) لم أشأ الدخول عليه لشدة ما واجهت من كاتبين حول هذا الموضوع، ولكنهم بأجمعهم كانو يخلصون إلى النتيجة الحتمية للوجود، ومن ثمة التكفير والتلحيد لغير رأي من آرائهم.
والحقيقة خشيت أن يكون موضوعك ذات الموضوع فلم أدخل إليه، وهذا ما ألوم نفسي عليه الآن، لأنني كنت أود أن أكون من أوائل المحاورين فيه.
ولكن ما زال في الوقت مهلة؟
أيها الزميل قلت في معرض ردك على الأخوة الزملاء:

"أؤمن بفكرة بسيطة هي: فكرة حتمية اللـه هي من أكثر الافكار ضررا بالانسان.
= إلى أيّ مدى يمكن للإيمان الحتمي برأي ما يمكن أن يكون ضارّا بالإنسان ؟
وقلت في رد آخر:
" أردت من المؤمنين أن يترجلوا عن خيولهم المسرعة الى واحات السراب"

= هل تراهم يستطيعون الترجل عن خيولهم وهي مسرعة إلى نحو حواريهم؟ وكيف يمكن أن يحصل ذلك برأيك؟وقلت غير مرة :
"الإلحاد يصبح سيئا اذا أصبح دينا. عندما يصبح المرء ملحدا الى درجة التيقن و الإلتزام الفكري بالإلحاد، لدرجة يرفض فيها السماع لأي فكرة او أطروحة لا تتوافق مع هذا الموقف، يمكن القول أن فهمه للإلحاد فهم مغلوط."

= أتعتقد أن الملحدين قد ينجحون يوما في إرساء أساسٍ لرأيهم؟
وما هي برأيك ردة فعل الساعين إلى جنات خلد ربهم؟


أنا كملحد أقول أني لست "ملحدا الى الابد". أنا ملحد الى أن يتغير رأيي و تتغير قناعاتي

وقلت في مكانٍ ما في موقفك من طفلك:

هو يتلخص في تلقين الطفل كيفية التفكير المنطقي و العلمي و الانساني السليم، و تجنب تلقينه النتائج. و عليه هو أن يتوصل الى الحلول، فلن أعطيه الحلول جاهزة على طبق و أجبره على التهامها.

= قد لا تتدخل أنت كمثقف حضاري، ولكن ما هو موقفك إذا تلقّف طفلك أو ابنك وقد صار يافعا فكر أصولي أو سلفي وأخذ بتلقينه للتأثير عليه. فهل تمنعه من الاستماع، وترفض أن يقرأ كتبا كنت قد رفضت قراءتها أنت؟
وحول ما قرأت ورد ما يلي:
قد قرأت كتبا بعينها جاء فيها على سبيل المثال:

" تاريخ الفلسفة في العالم الغربي على وجه الخصوص. الكتاب قلب كياني و أدار كل المفاتيح في دماغي. وجدتُ فيه من الحكمة ما لم أجده في سفر الأمثال و سفر حكمة سيراخ." .

والكتاب الثاني: " لماذا على المسيحية أن تتغير أو تموت"
والكتاب الثالث: "عقل اللـه". وهو مليئ بالأفكار الثرية التي تجبر المرء على أن يلاحظ أن الأمور ليست بالبساطة التي يتصورها، و تخلخل الكثير من المعتقدات اليقينية للدينيين و اللادينيين.

= والسؤال: إلى أيِّ مدى أثّرت هذه الكتب بقناعاتك، وتوجهك الإلحادي؟ وهل كانت والدتك تقصد ذلك عندما أعطتك الكتاب الأول؟ خاصة وكما استنتجت أنك لم تقرأ كتبا دينية بعينها؟
= يتبع هذا السؤال تساؤل: هل تعتقد أنه لو اطّلعت على كتبٍ دينية مسيحية أو إسلامية قبل غيرها كان ممكن أن تغير قناعاتك؟

قلت أيضا :
" لست سياسيا و لا عالما بالسياسة، لذلك لا يمكنني أن أقول أنني أعرف ما هو قابل للتنفيذ و للنهضة. لكن بشكل مجرد أعتقد أن الحل هو العلمانية و الديمقراطية." .
= ترى ألا تعتقد أنت بأن الحياة السياسية في كل أنحاء العالم بما فيه حيث تقطن، تحكم من خلال الدين قبل الأفكار والآراء والديمقراطية؟

وقلت:
"أنا أعرف أهمية الدين في حياة الانسان، و هذه الأهمية هي التي ولّدت كل الاديان بالأساس، و لولا كانت للأديان حاجة لما وُجدت حتى لو كانت خاطئة واهمة".

بالرغم من معارضتي لك بأن للأديان أهمية أو حاجة ولكن أسألك:

= ما هي اهمية الأديان غير خلق الخلافات والتقاتل بين الناس؟ وما الحاجة التي تراها ضرورية لوجود الأديان؟

علما بأنني قلت مرة في مكان ما بأن الدليل على اختلاق الأديان من قبل البشر هو هذا التباين فيما بينها والتناحر بين معتنقيها، والذي يؤدي بهم دائما للتقاتل والصراع وتكفير الواحد للآخر في الوقت الذي يعتقدون بأن كل دين هو المختار من الله قبل غيره.

ألا قوتلت الأديان كم قتلت من بشر.

تحياتي الحارة للجميع شكرا لوجيكال (f)على صبره وأناته

محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة