اقتباس: إبراهيم كتب/كتبت
مرحبا بك أخي العزيز...
E.O.James
Mircea Eliade ، هما اثنان، بفضلهما تعلمت كيف أدرس الأديان و أنظر إلى عقائد العالم بشكل واعي و دارس مدروس. أعتبرهما البداية في علم الدين المقارن. و من خلالهما و من خلال غيرهما زاد اقتناعي أن الدين يتطور مع تطور وعي الإنسان. ليس بالضرورة تطور مادي و لكن حركة الزمن للأمام تفرض على الإنسان أن يبحث في رموز واقعه و يترجمها و يأخذ العبرة. و الدين، أي دين في نظري، هو مجرد تعبير عن الوعي الإنساني و بحسب المرحلة الزمانية و المكانية التي يمر بها الإنسان. ليتك تحاول أن تقرأ أي كتاب تحصل عليه لـ ميرسيا إلياد و ربما هو يشرح فكره بشكل أفضل مني. لكن أنا مجنون بكتابات ميرسيا إلياد و أمثاله و يمكن أن أمكث في محرابهم للأبد أنقب في روعة الضمير الإنساني في مختلف الحضارات و عبر القرون.
خد راحتك تسأل أي سؤال تاني.
(f)
ابدا ياابراهيم ......
انا كنت قرأت عن هذا الموضوع وفكرتي عنه :
ان الدين انزله الله على آدم بل بالاحرى مع آدم .
وكل اختلاف في المعتقدات بعده يرجع الى الاتحراف عن الخط الفكري المستقيم الذي سار عليه آدم ..
وبفعل الانحراف عن الفهم الصحيح عبر الاجيال المتعاقبة : كانت الحاجة الى الرسل .....
وليس طريق النمو والنضوج في الرؤية الدينية لله والحياة والكون والانسان ومركزه في الكون الا عن طريق
تصفية الدين الاصلي ةتنقيته من الغبار الذي هال عليه عبر القرون وثقافات الحضارات .. وليس عن طريق اقتفاء اسلوب البحث العلمي التجريبي ذو التراكم المعرفي ..
لان مجال البحث في الدين يختلف تماما عن مجال البحث التجريبي .. هذا مكانه المعامل والمختبرات والاستفادة من التجارب والاخطاء ........ وذاك مجاله البحث في ( المجهول ) ..
هذا المجهول لاطاقة لنا بالخوض فيه الا من خلال الوحي .. والتعلم من الرسل والانبياء ..
فهؤلاء وظيفتهم هي عملية التنقية والغربلة والنخل والتصفية التي حدثتك عنها ..
وعلى قدر إلف المعتقدات الجديدة التي كانت بمثابة الغبار على الدين الاصلي الذي نزل مع آدم : كانت كثافة الرسل قلة وكثرة في كل أمة ..
كما نجد في:
1- بني اسرائيل مثلا
كما هائلا من الرسل بسبب صعوبة تغيير أدمغتهم التي دفعتهم الى ارتكاب جريمة القتل في حق انبيائهم بسبب التأثر بثقافات الشعوب من حولهم ..
وانت تعلم ان التوراة قد حذرتهم من الذوبان في ثقافاتها للحفاظ على نقاء الرسالة الاصلاحية التجديدية لموسى عليه السلام دون جدوى ..
2- وفي أمة عرب الجزيرة هو رسول واحد فقط لاغير ! لماذا ؟ لانهم لم يكونوا قد اختلطوا بالحضارات الانسانية المعاصرة .. لاقرأوا افلاطون ولا ارسطو ولم يسمعوا عن مثرا ولا كريشنا ..
طبعا هذا بعكس اليهود الذين تضلعوا من فكر ( ديانات الاسرار )
التي نددت بها التوراة وبأصنامها..وقرعت اليهود الذين حملوا لواء العهد بحمية الدين النقي الاصلي والحفاظ على نعمة رسالة نبي الله موسى عليه السلام الذي جاء بالاسلام ( الدين الاصلي ) او بالاحرى جاء بتجديد الاسلام كما جدده ابراهيم ولوط ونوح وهود وصالح من قبل ......
يعني أنا هنا فاهم العكس تماما ! بالمقلوب !
ان المسيرة الصحيحة مسيرة تجديد للأصل وليست مسيرة بحث وتطوّر معرفي ..
التطوّر هو الذي جاء من خلال عملية ( النسخ ) في الشرائع السماوية .........النسخ الذي يسخر منه الحمقى الذين لايدرون شيئا وايه هو الموضوع بالضبط ..
اذن فهمي باختصار هو :
ان الحقيقة المتكاملة هي الاصل , والاديان المختلفة كلها عبارة عن قنوات وترع انشقت منحرفة عن هذا الاصل ..
وان الرسل بعثهم الله لكي يمحوا عبادة من يأكلون الطعام ويمشون في الاسواق ..
والقرآن مليء بالادلة على كل كلمة قلتها هنا اعلاه ولكني لم أسقها وسقت لك ادلة عقلية فقط لكي لا تظن انني مبرمج او انني ذو نظرة احادية ..
يعني عنصر الزمن بالنسبة لي لايمثل كبير اهمية الا بالقدر الذي يسمح للانسان
بالعودة للأصول السماوية ( يعني انا اصولي :D ) .