الغريب فى الموضوع أن الزميل توما البروتستانتى والزميل ابراهيم الكاثوليكى يدعيان كذباً وزوراً وبهتاناً ان كنيستنا القبطية الأرثوذكسية تشابه المدرسة الوهابية الإسلامية .. هذا مع أن القبطية الأرثوذكسية تختلف جملة وتفصيلاً مع الوهابية الإسلامية وهما على طرفى نقيض .

ولكن إن أردت المقارنة فالبروتستانتية مثلاً تشابه الوهابية فى أشياء كثيرة ..

فمارتن لوثر مؤسس البروتستانتية كان ناذراً للرهبنة فكسر نذره وتزوج براهبة وألغى الرهبانية .. وهكذا صارت البروتستانتية كالإسلام تتبع مبدأ "لا رهبانية فى الإسلام ولا البروتستانتية" .


أما الهوة السحيقة التي تردى فيها الكاثوليك، فهي قصر سر الكهنوت على المتبتلين، وتحريم الزواج على الإكليروس، خلافاً لما كان عليه رسل المسيح، فمعلمنا بولس الرسول يقول:

"ألعلنا ليس لنا سلطان أن نجول بأخت زوجة كباقي الرسل واخوة الرب وصفا (الذي هو بطرس)" (1كو5:9).


فلو وجد من هو نظير بولس الرسول في حب البتولية، إلا أن ذلك ليس في إمكان الجميع. فأصبح، بلا شك، هذا الشرط عبئاً ثقيلاً على كاهل معظم هذه الطغمة.

وفي اعتقادي أن هذا الأمر – أي حرمان الإكليروس من الزواج – لعب دوراً خطيراً في أعماق مارتن لوثر الكاهن الكاثوليكي، الذي كان يعاني من المحاربات الشديدة التي أوصلته إلى اليأس قبل ثورته والدليل على ذلك، أنه ما أن قام بالثورة على النظام الكاثوليكي حتى أعلن زواجه من الراهبة كاترين.
(حياة لوثر – موريسون ص 108).

فلو كان التبتل أمراً محبباً لقلب لوثر، لفضل أن يظل كبولس الرسول بتولاً محافظاً على نذره. أما وأنه تزوج وأنجب ستة أولاد (حياة لوثر – ص 114) لدليل واضح على ما كان يختلج في نفسه نتيجة للقيد الحديدي الذي كان يكبله.


ومارتن لوثر هو الذى أسس الجيوش وقاتل وقتل مجاهداً ضد كنيسة روما .. وهكذا شابه مارتن لوثر محمداً فى تكوين جيش والقتال .

وقد قام مارتن لوثر بالتمرد على إنحرافات الكنيسة الكاثوليكية مثل صكوك الغفران وتسلط البابوات المقيت على الشعب وفسادهم .

وما بين شطط الكاثوليكية وإنحرافات البروتستانتية تقف كنيستنا الأرثوذكسية التليدة مستقيمة الإيمان بين الخطوط والطرق العوجاء كمنارة وسط دياجير الظلام .