هكذا لن نصل إلى نتيجة يا عزيزي..

دعنا أخي من هذا الجدال العقيم ودعنا لا نخرج عن موضوعنا الأساس..

ولحل هذا الخلاف أقول: إن حالة التشبيه التي أصابت القوم لا يلزم وجوب كونها من الله تعالى مباشرة..

بل نحن حتى لا نعرف ما هو التشبيه الذي وقع فيه القوم..

وهكذا أظننا نخرج من الخلاف الذي أنت مصمم عليه...

ويبقى قولك هذا الذي بنيت عليه وقوع الصلب بلا دليل إلا مجرد ظن لا يُغني عن الحق شيئا..

بل هو رأي بنيته على كتب مفتريات على الله ونبيه عليه السلام..

والحق أن عيسى عليه السلام لم يُصلب بنص القرآن العزيز ولم يمت حتى يومنا هذا بنص القرآن كذلك، حيث ربط الله الوفاة به عز وعلا، والوفاة الحقيقية لا تكون إلا بروح وجسد، ولا معنى لرفع الروح والجسد من غير ما حكمة وفائدة، ولكن الحكمة في نزوله عليه السلام آخر الزمان، وهذا أيضا بنص القرآن والحديث الصحيح (وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين) (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد) وهذا الحديث اتفق عليه الشيخان من حديث أبي هريرة، بل اتفقت عليه الأمة الإسلامية.. والحديث نص على أن عيسى عليه السلام ينزل لا يبعث ولا يخرج...

ومع ما سبق فإن الأمة أجمع سلفها، بل وخلفها ممن يُعتد بقولهم من المحدثين والفقهاء على أن عيسى عليه السلام ما صُلب ولا قُتل، بل وما زال حيا إلى يومنا هذا..