أسعد راشد



نعود لنطرح السؤال ذاته ماذا يريد سنّة العراق؟ الم يشاركوا بكامل وعيهم وارادتهم في الانتخابات البرلمانية الاخيرة ورموا بكل ثقلهم البشري والاعلامي والمالي والسياسي من اجل ان يثبتوا "حجمهم" الحقيقي ويبرزوا انفسهم كقوة "رئيسية" في العراق ؟ الم يقل ذلك الخرف العجوز والارذل في العمر ان "الانتخابات كانت ناجحة" ؟ ولماذا وبعد ان تبين حجمهم الحقيقي كأقلية نكصوا على اعقبابهم وبدأوا يطعنون في نتائج الانتخابات واخذوا يهددون بامور هي ليست خافية على الشعب العراقي ؟

في الحقيقة كشفت الانتخابات الاخيرة للعالم وخاصة للمخدوعين من عوام السنة في العالم العربي حقيقة "سنة العراق" وحجمهم كطائفة صغيرة لا تمثل حتى 10% من شعب العراق كما اماطت اللثام عن خوائهم وافلاسهم السياسي لذلك ارتأوا باالطعن وبنشر الاكاذيب والاعداد لمرحلة جديدة من العنف والارهاب ونشر الفوضى في العراق من خلال مواقف قادتهم التي لاتنم عن الشعور بالمسؤولية ولا بحب العراق واهله ..ما اعلنته النخب السنية الموتورة بعد تبين حجمهم السكاني الحقيقي بان الانتخابات مزورة يشكل احد افرازات الفكر الطائفي والشوفيني السني الذي يرفض بحق الوجود للاخر ولايريد الا عراقا خاضعا لسيطرة الاقلية الظالمة ..

بغداد التي تسكنها غالبية شيعية تصل نسبتها الى اكثر من 70% والتي اتت نتائج الانتخابات لصالح الائتلاف الشيعي بنسبة 60% تقريبا وهي نتيجة تعتبر من حيث المنطق والعقل مقبول وطبيعي خاصة وان مدينة الصدر في بغداد لوحدها تضم اكثر من مليوني انسان شيعي ‘ تلك النتائج لن تعجب اصحاب الفكر الطائفي ولم تنال برضى من كانوا يصفقون بنتائج الـ"100%" الصدامية وهم اليوم لا يقبلون الا ببغداد مائة باالمائة تكون تصوت لهم .. وهذا ما اعلنه ذلك الخرف والارهابي الذي شكر بالامس قادة تنظيم القاعدة والارهابيين الجزارين على موقفهم في وقف عمليات القتل والذبح والتفجير يوم الانتخابات ووجه لهم رسالة ضمنية تشجعهم على استئناف اعمال الارهاب والقتل ‘ فقد قال ذلك الخرف ان ان الانتخابت "مزورة" وان نصف مليون صوت زوّر!! وقد انضم الى جوقتهم الخائبة كل الفاشلين والمفلسين وبقايا الفكر البعثي الشوفيني والذين كانوا يراهنون على ان يفشل الشيعة في تحقيق اغلبية الاصوات في الانتخابات .. معظم المراقبين اعلنوا بنزاهة الانتخابات وباركوا العراقيين على تلك المشاركة الهائلة فيها .. فكيف تكون اذن مزورة والحال ان الموضية العليا للانتخابات تعتبر هيئة مستقلة ليست لها علاقة باي جهة او اطراف او كيانات سياسية .. وحتى من حيث حجم المشاركة فان الارقام‘ فيما اذا تركنا جانبا "الاصوات السنية"‘ فهي مقاربة للانتخابات البرلمانية الماضية حيث جاءت مشاركة السنّة لتضيف اكثر من مليون ونصف صوت الى صناديق الاقتراع ..
الا ان الهزيمة التي لحقت بجبهة الارهاب و(المقاومة) قد ساعدت على ارتفاع الضغط لدي الرؤوس العفنة لتلك الجبهة ودفعت امثال الرقيع حسين الفلوجي كي يهدد بسلاح الارهاب ويشهر سيف العنف في وجه العراقيين ويواعدهم باستئناف اعمال التفجير والقتل والمجازر حيث قال بصريح العبارة القبيحة "بان الاحباط بسبب نتائج الانتخابات قد يؤدي الى عودة المسلحين السنّة"! ماذا تعني عبارة "عودة المسلحين السنة" ؟ والى ما ذا يعودون؟ الى اكثر ما فعلوه بشعب العراق وخاصة شيعته وكرده وما يرتكبونه باستمرار من مذابح وسيارات مفخخة وقتل عشوائي وانفالات ومقابر جماعية ؟ هذا التصريح وتصريح سلفه الخرف يؤكد صلة هؤلاء كافة بتنظيمات القتل والارهاب وعلاقتهم الوثيقة بالمجموعات التي تمارس عمليات التفجير والعنف في العراق ‘ فمهما جرت من انتخابات نزيهة ومستقلة والتنازل الذي قدمه الشيعة لهم في السابق او الذي يريده البعض تقديمه في الحاضر فان القوم قد جبلوا على المكابرة والاستعلاء والسادية الطائفية ‘ ونحن نستغرب هنا من السفير الامريكي زلماي كطرف "محايد" ان يترك سياسة بلاده "امريكا" جانبا وينحاز الى السنة ويتهم الشيعة باالطائفية رغم ان الشيعة هم الضحية ومازلوا كذلك من خلال عمليات القتل التي تستهدفهم ‘ فليس هناك من معنى ان يتدخل هذا الشخص ـ زلماي ـ بخلفيته الطائفية كسني في شأن ليس له علاقة بالاستراتيجية الامريكية ولابسياسة بيت الابيض بشأن العراق ويهاجم وزير الداخلية متهما اياه باالطائفية ‘ هذا الموقف يضر واشنطن اكثر مما يضر العراقيين الشيعة لان الاخير قد ابدى اقصى حالات ضبط النفس تجاه الارهاب السني ومجازرهم بحق الشيعة وتنازلوا من اجل حقن الدماء حتى عن حقهم في الانتقام من القتلة والمجرمين وتركوا الامر للقضاء العراقي ‘ فكيف اذن يتجرأ هذا المدعوا "سفير" بمهاجمة الشيعة ووصف ما قامت به وزارة الداخلية من تحقيق الامن وانجازات رائعة في التصدي للارهابيين بـ"الطائفية"؟ ام ان زلماي لا يريد الاعتراف بان كل اعمال القتل والارهاب وحتى استهداف الجنود الامريكيين هي صادرة من ابناء السنة الذين يحمل السفير في قلبه عنوان مذهبهم؟!! .. الا يعلم "السفير" السني زلماي ان تصريحه هذا يشعل جنوب العراق وبغداد ويستفز الاغلبية التي اكتوت بنار ابناء مذهبه وعانوا الامرين من اهل السنة وطائفيتهم وشوفينيتهم في قتل الشيعة ونشر المقابر الجماعية لهم في العراق؟ فلماذا اذن يضم صوته مع صوت القتلة والارهابيين ويعطيهم مبررا اخر لشرعية ما يقومون به ضد عناصر الشرطة والحرس من قتل وتفجير واستهداف لابناء الشيعة الذين وقفوا بحزم وثبات امام الارهاب والمجموعات العنفية السنية ..

العراق اليوم امام استحقاق انتخابي وليس طائفي ولا يحق لاحد ايا كان ان يفرض املاءاته الطائفية على الفائزين ويهدد باشعال العراق لانه خسر الانتخابات كما يفعله اليوم بقايا البعث المنهزم وانصار الزرقاوي والقتلة من هيئة علماء الغدر والخيانة ‘ فقد بدأو باعادة الاسطوانة المشروخة وانهم لن يقلبوا بحكومة تشكلها الاغلبية الشيعية ‘ فهم طعنوا بنتائج الاستفتواء على الدستور ومن قبلها اعتبروا الانتخابات البرلمانية السابقة بانها غير شرعية لانها جرت في ظل الاحتلال واليوم يطعنون في الانتخابات التي شاركوا فيها وجرت ايضا تحت ظل "الاحتلال" ‘ليس هناك من عاقل يقول لهؤلاء القوم كفوا عن مهازلهم وعودوا الى رشدكم ؟ الم يجدر باالسفير السنّي ظلماء ان يدعوا السنة الى التعقل وقبول نتائج الانتخابات بروح رياضية بدل ان يقوم بصب الزيت على النار ويتهم الشيعة ويقف بجنب من يدعمون الارهاب والقتل ويطالب بحكومة غير ديمقراطية قائمة على اساس اثني وطائفي وليس على اساس استحقاق انتخابي ؟
ليس امام الشيعة من خيار سوى الصمود في وجه الضغط السني والانحياز "الامريكي " المكشوف الذي اعلنه ظلماي ورفض اي تنازل عن حقهم الانتخابي ولا يقبلوا تسليم ايا من المناصب السيادية الامنية الداخلية والدفاع للسنة والقتلة ‘ فليس من العدل مكافئة المجرمين والارهابيين بتسليمهم امن البلاد كي يذيقوا اهله وشيعته من جديد الوان العذاب ويعيدوا القتلة والمجرمين البعثيين وكذلك السلفيين الزرقاويين الى مناصب امنية يباشروا من بعدها باالتصعيد في قتل الشيعة وزعزعة استقرار وامن العراق كما حدث في عهد ذلك الرقيع النقيب .