بعيدا عن تقويمك غير الموضوعي وأحكامك المسبقة دعني أوضح لك أمرا...
لا يعنيني كل ما ورد في كلامك، وإنما يعنيني أن أعضد القواسم المشتركة بيننا لا أكثر، ومن هنا ننطلق جميعا في ظل التباينات المشروعة في نظراتنا النهضوية والإنقاذية للوطن...

من هو وجه آخر للعملة لا يعنيني في ظل البحث عن هذه القواسم، خاصة وأنك تعلم بأن كل طرف يمكنه أن يبحث عن المشتركات مع النظام لدى الطرف الآخر، ولو جاريتك في هذا لوجدت ألف رابط بينك وبين النظام يقودني للحديث عنك وإياه كوجهين لعملة واحدة!!!!

كلا يا صاحبي
ليس هذا همي، ولا يجوز أن يكون هم كل الوطنيين الشرفاء الغيارى على سورية الحاضر والمستقبل

لنبحث عن المشتركات بيننا بدلا من تبديد الأوقات بتصنيف بعضنا من خلال بعض العمويمات بين هذا الفصيل أو ذاك وبين النظام الشمولي المستبد في سوريةّ!

من هنا دعني أوضح لك بدهيات أخشى أن يعيقها ضعف التواصل بيننا:

1- أنني أعبر هنا عن رأيي الشخصي كمواطن سوري، ولا أحب أن يحتسب هذا على كيان أو جماعة، يقيدني الحديث باسمها، إن كان من حقي أصلا الحديث باسمها!
للجماعة قيادتها وناطقها الرسمي، وحديثي الخاص في المنتديات يجعلني أكثر بحبوحة في التعبير عن آرائي بعيدا عن التزامات الجماعة التي لا أرى غضاضة في أن أخالفها ببعض ما تختاره بعض الأحايين...

2- الخطب العنترية على حد توصيفك، تتناسب مع الأجواء العاطفية المشحونة التي طبعت مشاركتك، وحين تكون مشاركتك تحليلية سياسية موضوعية صرفة فلك أن تؤاخذ غيرك على نبرة عاطفية تخرج عن السياق!

3- من السهل توظيف خلافاتنا العقائدية والحزبية بصرف اتهامات ضخمة لبعضنا البعض من عيار: (تطويق سورية وفرض عقوبات عليها)!!! لكن أمانة الكلمة والموقف تجعل من العيب أن يجرنا شنآن قوم على ألا نعدل في الحكم على مواقف الآخرين!
كنا أسبق من غيرنا ولا زلنا نعلنها كل حين بأننا لن نقف على الحياد في معركة تستهدف الوطن، وأننا لن نستقوي على الوطن بغيره، وأننا معنيون بقوة ألا يصيب سورية وطنا ودولة ومجتمعا ومقدرات حاضرة ومستقبلة ما أصاب العراق من دمار واستباحة
أما النظام السوري فليذهب إلى الجحيم
سورية ليست ذلك النظام
والدولة السورية ليست كذلك
بله أن يكون شعبنا السوري!

أما أننا نعلم بأن المتضرر من تقرير ميليس هو الشعب لا النظام فذلك هراء آخر لا نقبله!
فلسنا من دعى ميليس للتحقيق الدولي
ولا نحن من أملى عليه تقارير مكذوبة
ولا نحن من زور له شهودا مفبركين

ولكننا نتابع التقرير كما نراقب كل الذي يحيق بالوطن والنظام والشعب والدولة، فنقف بشموخ ضد كل ما يتهدد الوطن كوطن، وقد كان لنا بياننا الرافض المنشور حيال قانون محاسبة سورية على سبيل المثال، ولا يزال لنا ذات الموقف ضد كل من يتهدد الوطن كوطن...

لكننا لا نملك أن نمنع أنفسنا من الضحك على تذاكي النظام على المحقق الدولي وفبركته للشهادات الساذجة، فهل يعد هذا شماتة بالوطن على حد تعبيرك؟!!

حين نرى النظام يتخبط بسياساته الغبية، ويغرق في شبر ماء بعد أن رفع عنه جزء بسيط من غطاء الحماية الخارجية، فهل ينبغي علينا أن نشخص أبصارنا للنظام القمعي، ونرق لحاله، ونستدعي كل قوى الحماية الدولية لتضلل جرائمه كما كانت تفعل يوم حماة وتدمر وجسر الشغور وغيرها!!


هل يعد تفكيرا بعقلية الثأر إن طالبنا بحقوق شعبنا في التحرر من جلاديه؟!!
هل نصبح أحرارا وطنيين حين نطالب بإطالة أمد الاستبداد والديكتاتورية حتى بعد أن ذهب المدد الخارجي الذي كان يقويهم في سحق مخالفيهم بأبشع الجرائم اللاإنسانية؟!!

أما عن الأفضل للشعب السوري هل هو الإسلاميون أم الملاحدة أم سواهما فهو سؤال مؤجل نتركه للشعب كل الشعب في ظل مناخ ديمقراطي فسيح يتيح للجميع أن يقول رأيه على قدم المساواة بدون وصاية لأحد على الآخر

وحتى ذلك اليوم فلن أزاود عليك كما تزاود على غيرك، علما بأن الشعب في فلسطين ومصر والمغرب والبحرين والكويت واليمن والأردن وتركيا له رأي آخر في الإسلاميين، ولا غضاضة عندي أن يكون للشعب رأي آخر ضدي في المستقبل، وسيكون هذا حافزا لي على التقويم والإصلاح من أجل تحقيق مصلحة أكبر للشعب، ثقة منا بأن أجواء الحرية والانفتاح تكرس البقاء لللأصلح

مرة أخرى أكرر:
ليجمعنا قاسم مشترك أول، ألا وهو حرية الوطن وحرية المواطن

فلنكن جميعا من أجل هذه الحرية
بعيدا عن المزاودات والمتاجرات والأحكام الغيبية

واسلموا لود واحترام(f)