عزيزي اسماعيل ..

يسرني بالتأكيد الحوار مع جميع اطياف الواقع الفكري السوري .. ولكن قبل هذا كله يهمني أولا أن تحسم أمرك بتحديد الحد الفاصل بين الأنا الشخصية في قولك :

(أنني أعبر هنا عن رأيي الشخصي كمواطن سوري، ولا أحب أن يحتسب هذا على كيان أو جماعة، يقيدني الحديث باسمها، إن كان من حقي أصلا الحديث باسمها! )

وبين النحن الحزبية في قولك :

(كنا أسبق من غيرنا ولا زلنا نعلنها كل حين بأننا لن نقف على الحياد في معركة تستهدف الوطن، وأننا لن نستقوي على الوطن بغيره، وأننا معنيون بقوة ألا يصيب سورية وطنا ودولة ومجتمعا ومقدرات حاضرة ومستقبلة ما أصاب العراق من دمار واستباحة... وقد كان لنا بياننا الرافض المنشور حيال قانون محاسبة سورية )

فبدون هذا التمييز يصبح الحوار مضيعة للوقت .. وبوابة للتلون والتملص والتخفي الذي عرفناه جيدا عند الاخوان المسلمين ! والذي جعل بعضهم يتنصل صراحة من فقرات بعينها من بيانهم العتديد ( المشروع السياسي لسورية المستقبل ) عبر البال توك قبل أن يطبق ويصبح قرارا سياسيا !!! ( ربما لأنه انطوى على مزايدات غير مدروسة !! ) .

يهمني بالتأكيد الحوار مع الاخوان المسلمين بعيدا عن عقلية : من ليس مع الاخوان فهو( بعثي قرداحي !!!!! ) وهي العبارة الأثيرة لدى الاخوان في البال توك لوصف الاخر السوري غير الاخواني !!!! .

يهمني بالتأكيد الحوار مع الاخوان بعيدا عن المنظور الطائفي الذي يحكم كلامهم والذي يجعل القرار في سورية للمسلمين السنة !! باعتبار( السنة رقما في سورية !! )على حد تعبير الأخ أبي أنس !! ..

يهمني بالتأكيد الحوار من منظور : حرية الوطن والمواطن .. الذي يعني أولا وأخيرا : تقديم مصلحة الوطن على العقلية الثأرية الانتقامية، وتصفية الحسابات السياسية على حساب الشعب السوري !!! ..

لذلك .. لا تلمني اذا نظرت بازدراء لمن لا يرى أبعد من اصبعه، فيصفق لمليس وأمريكا وفرنسا، ويفرح بزيادة الضغوط على سورية ومحاصرتها ( رغم علمه اليقيني بأن الخاسر الأول والأخير من كل هذا السيناريو هو الشعب الذي يتكلم باسمه الجميع !! ) ..

عزيزي اسماعيل .. بكل الحب الذي تتحدث عنه دائما اقول لك : المتاجرة بآلام الشعب تجارة خاسرة ..

ملاحظة أخيرة : اتمنى منك أن تقرأ مداخلة العزيز EBLA في هذا الشريط، فهي تعبير عن معايشة مواطن سوري من الداخل .. يلامس حياة المواطن السوري من الداخل، ويعرف واقع المواطن السوري من الداخل .. ويدرك تغيرات المجتمع السوري من الداخل ..

وبكل الحب أقول : سورية (f) أولا وأخيرا ..

شهاب الدمشقي.