أنت تقول بأن كل متوفى مقبور يا صاحبي!

أكثير على طاغية ارتكب المجازر بحق عشرات الآلاف أن يقال له: مقبورا؟!!

أكانت كلمة الهالك أولى؟ فليكن!

إنه هالك لا تشفيا ونقمة، مع أنه أذن لنا أن نجهر بالسوء من القول حال ظلمنا!

إنه هالك ليس سبابا، مع أن السباب بحق هؤلاء المسخ المستسخة من البشر قليل!

إنه هالك لسبب وجيه جدا جدا

هالك لأن عبيده زعموه خالدا.. وبايعوه للأبد

غير أنه مات وشبع موتا برغم أنوفهم

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!


قبل أن تجرحك كلمة هالك، تذكر أن هذا المسخ قتل إنسانية الإنسان في وطنك!

تذكر أن هذا المسخ سلب شعبك حقوقه ومواطنيته وكبل حرياته..

تذكر أن هذا المسخ نهب خزينة دولتك ليوزعها على أقاربه وأنصاره كأنها عزبة أبيه،
فإذا لشقيقه قصورا منيفة في أسبانيا وفرنسا ولندن،
وإذا ورثة شقيقه الثاني يختلفون مع مطلقة أبيهم بمبلغ سبعة مليارات،
وإذا ثروة من صاهرهم من آل مخلوف مع ثروة أبنائه تأكل سدس الموجودات في الخزينة الوطنية!!

قبل أن ترق لعرض تلك الجثة الهامدة التي أكلاها الدود، تذكر ذلك المجرم الذي كان يتحرك بها كالثور الهائج لينال من حرية مناضل شريف كرياض الترك لمجرد أنه لم يسمح له كبرياؤه التنازل عن كرامته!

قبل أن تعطف عليه تذكر ضحاياه هنا وهناك، وتذكر أيضا أن وطنك لا يزال يئن تحت سياط أزلامه الذين خلفهم لابنه بعد أن ورثه الدولة والشعب كإقطاعية خاصة يتصرف بها تصرف الحاكم المطلق!!!

أكانت لغة خشبية إن قيدت انفعالاتي، ولم أقل عنه أكثر من مقبور؟!

وهل تراها لغة تنويرية لغة أتباعه حين ينحرون من يخرج عن طغيانهم قيد شعره ليمطروه بوابل من اتهامات الخيانة والتكفير، بل ليقولوا بكل وضاعة وخسة: (تبت يدا أبي قبح وتب)!!!

أم هو حال الجاهلية في كل حين نفس الحال؟ إذا سرف فيهم الطاغية سكتوا عنه، وإن يسرق فيهم الوضيع فتيلا شنعوا عليه وأقاموا عليه الحد، وأنت تعلم أن أوضع الوضيعين من كان طرطورا لآل أسد ثم سحبوا عنه لحاف التستر على فساده، فلا أقل من أن ينحروه بألسنتهم إن لم تنحره رماحهم كما فعلت بالطرطور الزعبي من قبل!

أصار شنيعا حقا أن نقول لطاغية زعموه خالدا بأنه برغم أنوفهم الآن مقبورا؟!
والله عجيب!

تحياتي(f)