المحترم حسان

أيا ما يكون موقفك فإن الراهن في أكثر من منطقة يؤكد بأن الإخوان ليسوا جثة هامدة كما تقول!

نعم هنالك قوى ترى من مصلحتها تضخيم الإخوان لتفزيع قوى بعينها تشكل غطاء استراتيجيا لها، وهي إذ تراهن على تفزيع الشرق والغرب من خطر الإخوان، تزاود على غيرها باتهامات من العيار الثقيل كعينة الاستقواء بالخارج والترحيب بالتدخل الدولي وأشباه هذه اليافطات العقيمة..

والإخوان اعتادوا على مثل هذه الاتهامات مرارا منذ ربطوا بالإنجليز والأمريكان والصهيونية من قبل أنظمة تبين بعد حين أنها كانت على صلة مع هذه الكيانات الخارجية منذ كانت ترمي الآخرين بدائها وتنسل، رغبة في صرف الجماهير عن الإخوان والإسلاميين...

ومع هذا فشعبنا في فلسطين ومصر يختار الحركة الإسلامية (الإخوانية) برغم كل تلك الفزاعات الرسمية المبرمجة...

أقول: هناك قوى اعتادت على تضخيم الإخوان، نعم! لكنه في المقابل هناك قوى اعتادت على التهوين من الإخوان المسلمين!!

فهم لا يرونهم أكثر من شرذمة قليلون!

في ظني أن الإخوان أكثر مما يظن المهونون، وأقل مما يظن المضخمون...

الإخوان فصيل أساسي في الأمة، بل هو من أقدم الكيانات الاجتماعية والسياسية والدينية في المنطقة إن لم يكن أقدم المعاصرين!

قوى كثيرة ظنت أن استئصالهم من جسد الأمة يتم عبر السحق والنكال، فأين انتهى الناصريون وأين صار الإخوان؟
أين انتهى رفعت، وأين وصل الإخوان؟
أين انتهى صدام، وماذا صار الإخوان؟
أين انتهت الكيانات التي وقفت في وجه حماس، وماذا غدت حماس؟

إنها ذات الجماعة، وذات المبادئ المتدروشة التي تتكلم عنها كل حين أخي حسان...

ولكنه يفوتك أن شعبنا ما عاد يهتم كثيرا لمن يخاطبه بالكلمات الفاقعة من عينة يسار ويمين وتنوير ورجعية وإمبريالية وبروليتاريا وعولمة وحداثة وووو

شعبنا يفكر بكل بساطة بمن هو أقرب إليه هوية وبساطة وهدفا

ولذلك فسيبقى الإخوان مهددا حقيقيا في كل وقت يتاح فيه فرص متكافئة للجميع، والميدان هو الحكم...

أخونا شهاب الدمشقي يطرح هنا ما يظنه مسلمات تتعلق بالتوافق الإخواني مع أطروحات المعارضة اللبنانية وتحقيق ميليس والقرارات الدولية!!

وهي اتهامات فارغة لا تستهدف الإخوان بل تشمل كافة أطياف المعارضة السورية والرابح الأوحد من ترويجها هو نظام القمع والاتبداد والفساد في دمشق!!

الإخوان منذ بدأت الأزمة لا يتحركون على الساحة وحدهم، بل يتحركون من خلال توافقية وطنية مع قوى المعارضةى السورية

وهم وغيرهم لا يزالون يؤكدون على رفض الاستقواء على الوطن أو الاصطفاف في المعسكر الفرنسي الأمريكي

غير أنهم في نفس الوقت يعلنون بكل شفافية أن دموعهم لا تذرف شفقة على نظام يلفظ أنفاسه الأخيرة...

الوطن غير النظام، ومن يصر على الخلط بينهما يمضي في طريق الاستخفاف الشعبي شعر أو لم يشعر

أما ما أقحمه الزميل شهاب الدمشقي عن المشروع السياسي فلا أعرف مناسبته هنا!!

كما أنني لم أكن أعرف بأن حوارات البالتوك التي يقيمها بعض المتحمسين أصبحت هي الحكم على فصيل أو طائفة، وغذن فمن كان منكم بلا مهرجي بالتوك متعصبين فليرم الإخوان بحجر

أخيرا أنا أعبر عن ذاتي، وأدافع عن موقف جماعتي، وكلامي واضح لا يحتاج لأن تجعل منه يا زميل أحجية!!


إنه مثل أننا تدافع عن سورية لكنك لست ناطقا باسمها، ومثل أننا ندافع عن العروبة وما فوضنا أحدا بأننا المتحدثين الرسميين باسمها

واسلموا لود واحترام(f)