أخي الصفراوي

مضى عهد الأحداث وعهد التعامل العاطفي مع سخونتها...

نعم ربما كان بعضنا -وغيرنا أيضا- يتطلع إلى أي خلاص عن طريق أي أحد يحمل لواء التغيير ضد نظام الديكتاتورية الأسدي
وحال ذاك كان هناك في صفوفنا وصفوف غيرنا من يصفق لهذا أو ذاك ممن كان يستهدف قلب ذلك النظام الغاشك الكابت على أنفاس الشعب..

ومع هذا فليكن جليا أن إبراهيم اليوسف هذا لم يكنم إخوانيا بل كان عسكريا منتظما في صفوف حزب البعث، وأزعجه الفرز الطائفي فخرج ليعبر عن معارضته بطريقة إجرامية مدانة!

إدانتنا للحادث ليست وليدة هذه الأيام، بل كتبنا إدانتنا في ذات الأسبوع الذي حصلت به الجريمة، ولا تزال صفحات مجلة المجتمع الكويتية تشهد على بيان الإدانة الإخواني الذي نشر بعد أسبوعين من الحادثة على صفحات المجلة...

وقد تبين للنظام أن النقيب البعثي المذكور ينسق مع تكتل عسكري متطرف اسمه الطليعة المقاتلة، وهو بالمناسبة التنظيم المنسوب للإخوان الوحيد الذي صدر عنه العفو الشامل مبكرا منذ عام 1984، وهذا ما يجعل ألف علامة استفهام حول حقيقة تحرك هذا التنظيم المتطرف، مستحضرين تمثيلية أبوعدس اللبناني والصمادي الأردني وغيرها من الشواهد التي لا تزال أجهزة الأمن السورية تمررها بين حين وآخر لإلصاق جريمة ما بالتيار الإسلامي، أو للتخفيف من ضغط ما عبر شماعة التعرض لأخطار وظروف حرجة!!!


إبراهيم اليوسف في نظري مجرم ساذج ليس أكثر، لأنه قبل أن يكون مطية لهذا النظام حتى وهو لا يشعر!!

أما المجرمون الحقيقيون الذين لا يقام عليهم الحد في قيم الجاهلية البعثية الحاضرة فهم أولئك الذين كانوا ولا يزالون يستفزون أمثال إبراهيم اليوسف وعدنان عقلة وأضرابهم لينالوا من خلالهم ما لا ينالونه عبر واقع صحي غير متأزم

المجرمون الحقيقيون هم أولئك الذين يصادرون حق الأمة في الاختيار ويفرضون وصايتهم على الدولة والمجتمع ويفصلون دستورا على مقاسهم ويغيرونه بطريقة مخزية ليناسب الوراثة الفضيحة!!

المجرمون الحقيقيون الذين يقتلون بالدم البارد آلاف الأبرياء العزل في تدمر ثم يكلموننا عن بضعة عسكريين من طائفة معينة، وكأن دم الأبرياء المؤلفة في تدمر من ماء، ودم هؤلاء العسكريين هو الدم المعصوم وحده!!!

المجرمون الحقيقيون هم الذين لا يسكتون عن جريمة تستهدف الإنسان في حماة فحسب، بل يلصقونها زورا وبهتانا بغير المجرم الحقيقي تدليسا وشهادة بالزور

وعودة إلى السياق:

يبقى في نظرنا كإخوان وكمعارضة، أن خدام هو جزء من ذلك النظام، يتحمل تبعات جرائمه وفظائعه اللاإنسانية على قدم المساواة مع كل المجرمين الراتعين في غيهم حتى الحين!!

العزيز حسان

متغيرات كثيرة تنتظر الوطن، وبعدها سترى كما قال خدام نفسه، بأن المليونين الذين كانوا يهتفون لصدام في مظاهرة واحدة، يتحولون لضاربي أحذية على وجهه البشوش!!

وحينها تتبدى النار من تحت الرماد، وتتكشف حقائق الأشياء، ومن كان له أكثر مما لدى الإخوان في الشارع السوري فليخرج رأسه

لكن ليس الآن بالتأكيد:lol:

واسلموا لود واحترام(f)