خلع هذه الخصوصية على جموع بشرية تصبح كبيرة أحيانا وقد تصل إلى أمة أو أمم

صار من البديهي القول أن التطرف هو الابن الشرعي للأزمة
لكن الانسياق في سياق التطرف لا يمكن أن يكون ولم يكن في يوم من الأيام حلا للأزمة
فالتاريخ لم يذكر حالة متطرفة واحدة استطاعت أن تحل أزمة مجتمعها من خلال أعمالها المتطرفة
بينما يخبرنا التاريخ كيف ساهم التطرف في هدم دول وإمبراطوريات

والخطير الخطير في الحركات المتطرفة أن تتشابه ظروف نشأتها و وجودها مع حال مجتمعها في مرحلة تاريخية معينة ( مجتمع مأزوم )
حيث يتحول المجتمع إلى تربة خصبة للحركات المتطرفة وتصير هذه الحركات القدوة والطليعة
وهذا واقع حال المجتمعات الإسلامية المعاصرة حيث

- الشخصية الوطنية والقومية الضعيفة
- الافتقار لمقومات التنمية
- غياب السلم الأهلي وتفاقم الانقسامات العمودية
- الإستبداد السياسي والإجتماعي
- سيادة البنى الاجتماعية الما قبل مدنية
- غياب العدالة بأشكالها
- الإستفزاز الخارجي ومفاعيله على الداخل
- و...
- وو..

كل ذلك يجعل من المجتمع ينحاز إلى تأييد التطرف والحركات المتطرفة
بل تنخلق بعد حين مجتمعات يصبح فكر التطرف من فضائل أفكارها
ويغدو العداء للخارج المحيط تعبيرا وطنيا وقوميا تعبر الأمة من خلاله عن تماسكها في وجه الخوف من الانقراض الذي تعكسه النخبة المتطرفة المعنية بهذا الانقراض لتخلعه على مجموع المكون البشري الاجتماعي