عندما يتطرف المجتمع

بداية علي أن أحدد المدى الذي يمكن أن تذهب به المجتمعات تطرفا
فمن غير المعقول أن نقول أن المجتمع بأكمله يتحول إلى قوة متطرفة بل الأصح القول أن الفعاليات السياسية في المجتمع هي التي تكتسب صفة التطرف
ولعل عملية الترابط القسري الذي تفرضه ظروف داخلية ومحيطة تخلق نوعا من التماثل المتطرف لدى القوى الفاعلة كنوع من الردع المتبادل المحكوم إلى الحالة العامة التي يضيع فيها المؤثر المباشر في تأجيج التطرف
ضائعا فيما بين جميع الأطراف دون إمكانية رده إلى طرف واحد يتحمل المسئولية

هذا من حيث التوصيف أما من حيث النتائج فإن التطرف في مستواه المتقدم يشكل محرقة أول ما تستهدف بنى المجتمع المدنية لتطاول فيما بعد الموارد والبشر وتوقف كل عمليات الإنتاج وتخلق خللا أساسيا في مفهوم الأمن الاجتماعي حيث يصبع هذا الأمن حالة غير قادرة على البقاء في حين يصبح الأمن الفئوي ملاذا أخيرا وبديلا بما يخلق آلية مستعصية تذهب بعيدا في التحارب الفئوي
ويلغي أي فرصة لنهوض قوى وطنية قادرة على إعادة إنتاج دولة ومؤسسات دولة يمكن أن تكون بديلا للدويلات الفئوية