لندن ـ القدس العربي :

ركزت القمة التي عقدت امس في جدة علي ساحل البحر الاحمر بين العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس المصري محمد حسني مبارك علي الوضع في سورية.




وقال مصدر دبلوماسي مصري ان الجانبين السعودي والمصري تطرقا خلال الاجتماع الي الضغوط التي تمارس علي سورية، خصوصا بعد التقرير الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وينتقل مبارك اليوم الي باريس للقاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك لبحث الملف السوري.

وتأتي هذه المباحثات في وقت طلبت فيه لجنة التحقيق الدولية لقاء الرئيس السوري بشار الاسد ووزير خارجيته فاروق الشرع بعد تصريحات ادلي بها الجمعة الماضية نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام عززت الشبهات حول دور لدمشق في اغتيال الحريري.

واكد خدام في حديث الي قناة العربية التلفزيونية الفضائية ان بشار الاسد وجه تهديدات الي الحريري قبل اغتياله. وقال ردا علي سؤال عن احتمال معرفة الرئيس السوري مسبقا بعملية الاغتيال، من حيث المبدأ لا يستطيع اي جهاز امني او غير امني في الدولة السورية ان يتخذ مثل هذا القرار وحيدا .

وذكرت مصادر دبلوماسية في القاهرة ان الرئيس المصري ذهب الي جدة للقاء العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز من اجل معرفة ما يجري من تطورات علي الصعيد السوري، لوجود قناعة لديه ان السلطات السعودية تلعب دورا اساسيا في الملف السوري ـ اللبناني بالتعاون مع الولايات المتحدة وفرنسا بحكم صلاتها القوية مع سعد الحريري ورموز المعارضة اللبنانية.

وقالت هذه المصادر ان الرئيس مبارك فوجئ بالمقابلة التي اذاعتها قناة العربية المملوكة لسعوديين مقربين من الاسرة الحاكمة.

ويخشي الرئيس مبارك من حدوث حالة من الفوضي في سورية تؤدي الي فتح الجبهة الشمالية مع الدولة العبرية مما قد يؤدي الي انعكاسات سياسية وامنية خطيرة داخل مصر، ولذلك يحاول ان يقوم بوساطة تؤدي الي عدم استجواب الرئيس السوري بشار الاسد من قبل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري، لمنع حدوث مثل هذه الفوضي وبقاء النظام السوري متماسكا لأطول فترة ممكنة.

وتعيش العلاقات السعودية ـ السورية حالة من التوتر حاليا ساهمت مقابلة قناة العربية مع السيد خدام في تصعيدها.

واستبعد مصدر سوري رفيع امس الثلاثاء أن تعلّق دمشق حالياً علي طلب لجنة التحقيق الدولية بالاستماع إلي الرئيس بشار ووزير خارجيته. وقال المصدر ان سورية لن تعلق علي الطلب كي لا تعطي الأمر أكبر من حجمه ، كاشفاً أن الطلب الآنف الذكر ليس الأول من نوعه.

واعتبر مصدر سوري مسؤول ان طلب لجنة التحقيق الدولية الاستماع إلي الرئيس السوري الأسد ووزير خارجيته فاروق الشرع غير قانوني وينتهك سيادة البلاد.

وأكد أحمد الحاج علي، مستشار وزير الإعلام أن مطلب لجنة التحقيق يدفع باتجاه خلق اضطراب جديد وتعويم الأمور وترك المجال مفتوحا علي إشكالات لا تفيد التحقيق سوي باتجاه زيادة الضغوط علي سورية، مذكرا بأن المطلب يخالف القانون الدولي لكونه ينتهك سيادة الدول. يذكر أن الوزير الشرع أكد أخيرا أن بلاده تعاونت وستتعاون مع لجنة التحقيق مطالبا اللجنة بعدم فرض شروط مسبقة علي هذا التعاون.

وعلمت القدس العربي من مصادر وثيقة في باريس ان فقرات عديدة وعلي درجة كبيرة من الاهمية قد حذفت من مقابلة السيد عبد الحليم خدام، ولم تبثها قناة العربية بسبب حساسيتها، خاصة تلك المتعلقة بالوضع الداخلي السوري، والعلاقات السورية ـ اللبنانية، وتورط رموز في الدولة مقربة من الرئيس بشار الاسد في قضايا فساد سماها السيد خدام بالاسم.

وقالت هذه المصادر ان بعض المعلومات الاخري التي كشف عنها السيد خدام ويعتقد انها لم تذع تتعلق ايضا بالحرب في العراق، وتعاون الاجهزة الامنية السورية مع نظيرتها الامريكية في الحرب علي الارهاب وملف المقاومة العراقية.

وكان السيد خدام قد ذكر في المقالة ان قصي وعدي صدام حسين ونائب رئيس الوزراء العراقي وزير الخارجية طارق عزيز قد وصلوا دمشق اثناء الهجوم الامريكي علي العراق، ولكن السلطات السورية اعادتهم من حيث اتوا.

واتهم رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري امس خدام بانه خان الوطن وخدم القوي الاجنبية .

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن العطري قوله خلال جلسة مجلس الوزراء ان عبد الحليم خدام خان الوطن وقيم الانتماء الوطنية وارتضي ان يكون خادما للقوي الاجنبية التي تحاول النيل من مواقف سورية وثوابتها .

واضاف العطري ان خدام كان مناوئا لمسيرة الاصلاح والديمقراطية، وفي حديثه الي قناة (العربية) لجأ الي تزوير الحقائق وتشويه الوقائع .

الي ذلك نشرت صحيفة البعث الناطقة بلسان الحزب الحاكم امس استنكارا لآل خدام نساء ورجالا في مدينته بانياس علي الساحل السوري حيال التصريحات المشبوهة التي يرفضها هؤلاء رفضا مطلقا. وذكرت البعث أنه في بيان موقع من قبل آل خدام عبرت العائلة عن وقوفها صفا واحدا مع سورية في مواجهة الضغوط والافتراءات التي تستهدف سورية جراء مواقفها المبدئية والثابتة .

"القدس العربي"