اقتباس: محارب النور كتب/كتبت
لو كان الفقر رجلا لقتلتة _علي بن ابي طالب
سبب بيسيط لا عوامل فيزلوجية ولا غرائز حقيرة ولا شعب واطي ,الذي حصل هو حلقة الفقر المفرغة وما تولد من امراض نفسية قبل الجسدية .
الفقر هو السبب ولا تحليلات ولا ايدلوجيات, شبع البطن تستحي العين وكان الله يحب المحسنين
(f)
الزميل "محارب النور"
محبة و سلام
أنت تقول أنه الفقر ...
و أنا أقول أنه الشخصية المصرية الدنيئة الخاضعة الخانعة المنافقة ...
لن أقول لك أنني مصري و أعرف عما أتكلم فهذا يمثل حجرا عليك و أنا لن أفعلها ..
و لكني سأضرب لك أمثلة بأمم أخرى ..
الدول الخليجية : دول البترول : دول المال السايب
هل تظن أنها أفضل حالا ؟
دولة زي السعودية مازالت تحيا بلا دستور و ملكها حكمه مطلق و أكثر من "حسني" بمراحل و أول إنتخابات محلية كانت بضغط دولي ..
دولة غنية و لكن ...
دولة زي الهند أو الصين وقت إنتهاء الحرب العالمية الثانية ...
دول فقيرة و لكنها صنعت نفسها من لاشئ .. دول محطمة من الحرب اليابان و ألمانيا.
دولة زي الصين كان بها مجاعات تقتل الالآف و كان "ماوتسي تونج" يرفض تلقي مساعدات خارجية و يترك شعبه يموت ..
و الهند ... لا أعتقد أن الحديث عنها يوجد لمصر عذرا.
في رأيي أن الفقر ليس هو الأساس .. بل الثقافة السائدة و الشخصية الوطنية.
كل دولة ناجحة يشعر بالإنتماء القومي ...
أنا لا أفهم ما الذي يجعل القيادة الصينية مهتمة بنهضة الصين و تقوم بسياسات إقتصادية جريئة و ناجحة و تصب كلها في صالح الصين كأمة (حتى و لو كانت تتجاهل الحقوق الفردية) و لا تهتم القيادة المصرية إلا بالحكم و بنفسها.
ما الذي يجعل رئيس دولة شيوعية ذات حزب هو "جيانج تسه مين" يتنازل عن الحكم هكذا و بكل بساطة ... ما الذي يجعل هؤلاء الناس يهتمون بمصلحة المجموع ؟
قل لي ...
قل لي لماذا كانت الصين و الهند فقيرتان و مع الوقت تحولتا لدولة إحداهما أكثر إستبدادا و لكن أنجح إقتصاديا و الأخرى أكثر ديموقراطية و نجاحها الإقتصادي أقل ؟
لا تتهم الفقر من فضلك ...
الفقر برئ ..
الفقر ليس شماعة الأمم الكسولة و الغبية ...
الفقر ليس مسئولا عن كل إهانة يتلقاها المصري في حياته اليومية و هو يتقبلها مبتسما ...
أما ما الذي يجعل دولة فقيرة تتحول إلي نمر إقتصادي أو دولة ديموقراطية ناجحة أو تتحول إلي ... مجرد مصر أخرى ؟
هو الشخصية الوطنية أو ثقافة الشعب ..
و أنا أستطيع بكل راحة نفسية أن أتهم الإسلام بالذات بالجناية على مصر ...
و أن أتهم المصريين كذلك بالجناية على أنفسهم بقبولهم الإسلام لينخر في الدماغ و الشخصية المصرية ..
على العموم منذ آلاف السنين و قبل أن يكون هناك إسلام كان هناك فرعون متجبر يملك مصر و يحكمها ..
و منذ آلاف السنين كان هناك كهنة قد ورثوا مصر و يتحكمون فيها بعقائدهم ...
لن أحمل الإسلام بأكثر مما يحتمل ...
دولة مثل أسبانيا لفظت الإسلام لفظا لأن معدتها لم تحتمل ..
دولة مثل تركيا ستصبح جزءا من الإتحاد الأوربي قريبا ...
دولة زي أندونسيا تتقدم إقتصاديا بأكثر من دولة كمصر ..
الفقر ليس شماعة أبدا ... طبعا أنا لا أنكر أن التقدم الإقتصادي له تأثير و لكن ليس بسبب ثقافة الوفرة كبديل لثقافة الندرة التي أفتى بها نيوترال ..
لأن ثقافة الطبقات هي أمر طبيعي و مقبول في كل دول العالم و هي تأتي لتعزز تكيف الناس مع الندرة البيئية.
التقدم الإقتصادي و ليس الغنى هو الذي يدفع بلدا للتقدم ...
لأن التقدم الإقتصادي يصاحبه ثقافة براجماتية ... و الثقافة البراجماتية ما أن تتملك من بلد حتى تجعله يرفض أي أيدلوجية مقيدة لمصالحه.
البراجماتية ما أن تتملك من مصر تجعل المصريين يرحبون و يساندون مئة كويز و ألف إنفتاح إقتصادي مادام يخدم مصالحهم ...
حين المصلحة هي المعيار تتنحى الأيدلوجيات و العقائد جانبا ..
أما حين يكون البلد غنيا بلا تعب و بلا إقتصاد قد تختفي الندرة و ثقافة الندرة و لكن سيظهر تمويل للتخلف و دعاية للتخلف الذي سيصبح هوية الغني .. و لا أجد مثالا أوقع و لا أقوى من السعودية و إسلامها الوهابي الذي رسخته بأموال البترول ..
أمل مصر في تعليم علماني يقضي على الغيبيات و الجهل و التسليم بالخرافات ..
أمل مصر في تشغيل المصريين و إلحاقهم بنظام حياة يمجد المصلحة و يلهيهم عن تعصبهم و جهلهم ...
من فوائد التقدم الإقتصادي أيضا هو تحقيق الذات الجماعي ... و هو ما لا يحققه المال بلا تعب.
من يستطيع أن يأكل من عمل يده لن يدعو الله من أجل قوت يومه و لن يشكره على دوامه ... هذا ما أصدقه.
أما من تقع عليه الأموال من السماء فسيظل ولاؤه الأول للسماء ...
رجاء للجميع ..
لوسمحت بلاش مزايدة ... و لما يكون الإنسان المصري بلا كرامة أو شرف و خانع و خاضع فلا يبرر أحدكم.
(حيت تغتصب مصريات في الشارع بسبب مظاهرات تغيير المادة 76 أو حتى بسبب ما يحدث دائما في الإستجوابات في أقسام الشرطة ... يبقى عيب قوي الحديث عن كرامة)
سلام