كنت قد قررت ألا أكتب في الشأن اللبناني و لكن مداخلة رحمة العاملي استفزتني قليلاً و خصوصاً بتصنيفه عون و شاتيلا و أرسلان من فريق الأبطال الأقوياء


أخي رحمة العاملي لامست في تبسيطك حد السذاجة , ثم أعلنت قبضك على الحقيقة المطلقة بكلتا يديك :
"وفرق بين حليف سوريا اليوم وعميل سوريا البارحة
فرق كبير اكبر من السماء والارض
لو تدركين ما يرسم للمنطقة"

كأن لك ثلاث عيون و لنا عين واحدة , و لك عقل و نصف و نحن بنصف عقل ..
فأنت ترى ما لا نراه و تفهم ما نعجز عن فهمه , و تستطيع تصنيف الأقوياء فكراً و نفساً و عقلاً .

القوى التي تدعي خصاماً اليوم مع سوريا - مع النظام السوري بالأحرى- لم تغير موقفها لأنها "اكتشفت" أمريكا البارحة كما تذكر , فقد سبقها كولومبوس إلى ذلك منذ أكثر من 500 سنة , أنت محق بأنهم غيروا مواقفهم بسبب تغير موازين القوى , و لكن هذا لا يعني أنهم ضعفاء أو أنهم يلحقون بالأقوى خدمة لمصالحهم.

نعم ارتكب النظام السوري جرائم من قبل و لم يعاقب , و لكن بالله عليك قل لي ما الذي تريد قوله ؟
أنسامح كل المجرمين و القتلة لأن العالم لم يكتشف و يعاقب من قتل رينيه معوض و حسن خالد و كمال جنبلاط و جون كينيدي و الحسين بن علي و علي بن أبي طالب ...
بدل أن ندعم موقف المجتمع الدولي الحازم تجاه جريمة اغتيال رفيق الحريري , نقف لنعترض و نشكك و نعرقل التحقيق .
إن معاقبة قتلة رفيق الحريري ستجعل كل من يفكر في الاغتيال السياسي في المستقبل يعيد التفكير كثيرا قبل الاقدام على هكذا عمل , و أولهم اسرائيل , و الأنظمة العربية .

هذا من ناحية , أما الموضوع الأساسي , و قضية الضعف و القوة , فنسألك :
أتريد أن تقول أن كل عملاء سوريا و حلفائها الذين استمروا على موقفهم الداعم للنظام السوري بعد كل تلك الجرائم هم الأقوياء و أن كل أعضاء تيار المستقبل و التقدمي الاشتراكي و الحلفاء الذين غيروا مواقفهم ضعفاء أو عملاء ؟
سليمان فرنجية , مروان فارس , وئام وهاب , شارل أيوب , إيلي الفرزلي , عاصم قانصوه , آل قنديل , إميل لحود , إميل إميل لحود , طلال أرسلان , نجاح واكيم , إلى آخر هذه الشلة التي سقطت كما تسقط البعرة من طيز البعير بعد خروج السوريين من لبنان هم الأقوياء بنظرك , الذين لم تغرهم قوة و هيبة و كرم القوى العظمى و لم يرضوا أن يتخلوا عن مبادئهم و ينتقلوا إلى الجهة الأخرى , و كل أعضاء تيار المستقبل و الحزب التقدمي الاشتراكي و غيرهم من المستقلين الشرفاء الذين هزهم زلزال 14 شباط هم الضعفاء !!؟؟

تأخذون عليهم أنهم انقلبوا على سوريا – النظام السوري – بين عشية و ضحاها بعد أن كانوا يعيشون في أحضان عنجر !
أولم يدفعوا الثمن الأكبر منذ اتفاق الطائف إلى اليوم ؟ إذا كانوا أخطأوا بتحالفهم مع النظام السوري فقد دفعوا ثمنا غالياً جداً ...
هل اغتيال شخص بمكانة رفيق الحريري – و الشخصيات التي اغتيلت من بعده - حدث عابر لا يستوجب تغييراً جذريا في المواقف السياسية و التحالفات , خاصة إذا كان التحالف مع العدو ؟

تتهمون وليد جنبلاط بأنه انقلب لمصالحه الشخصية , ألم ينقلب جنبلاط لأول مرة بعد تحرير الجنوب و دفع الثمن منع دخوله إلى سوريا ؟الم تكن سوريا وقتها الآمرة الناهية في لبنان ؟ ألم يغير رأيه بعد احتلال العراق و يعود للتحالف من النظام السوري و دفع الثمن منع دخوله إلى أمريكا ؟ألم تكن أمريكا وقتها دولة عظمى ؟

تبسطون الأمور إلى درجة السذاجة معتقدين أنكم تكشفون المستور ...

سأبسط لكم الأمر إذاً و أمارس لعبتكم ..
لم يبق من يدافع عن النظام السوري في المنطقة سوى جهتين ..
الجهة الأولى هي حلفاء النظام السوري و عملاؤه في لبنان و منهم حزب الله ..
و الجهة الثانية هي اسرائيل , فقد سرب الكثير إلى الصحافة الاسرائيلية و الأمريكية عن رفض اسرائيل لإزالة النظام السوري الضعيف و تخوف اسرائيل من تغييره , كما تم تسريب معلومات عن أن بوش كان يضغط على شارون كي لا يقبل عرض سوريا السخي ببدء مفاوضات السلام من الصفر و ذلك لاستكمال عزل النظام السوري ..
هل هذا يعني أن حزب الله هو عميل لاسرائيل , أو أنه ينفذ سياسات اسرائيلية ... ؟

سؤال برسم الأقوياء ...