(f)(f)
تحيتي للجميع وهذا رأي

الأخوان المسلمون يمثلون تياراً يقوم على رفع الضيم والإنصاف بين المسلمين، عن طريق تطبيق قواعد الشريعة
أما عن خطهم السياسي، فلا أظن أن لديهم أي فكر معاصر يتصف بالتمييز، بل أن المعاصرة تدق اليوم بابهم وتطالبهم من حل بعض الأمور الخلافية التي تتعلق بتطبيق الديمقراطية وحكم الشعب عن طريقه تمثيله برلمانياً بغياب ولاية للمؤسسة الدينية .
الليبراليون من الإسلاميون وأنا أتخذ حزب الرفاه التركي نموذجاً، حاولوا ونجحوا في دخول اللعبة السياسية دون اللجوء للعنف، ودون لاءات مستمدة من الشريعة تصطدم مع التيار الحداثي الذي ابتكره مؤسس الدولة التركية الراحل كمال أتاتورك ويحرس الجيش وهذه مفارقة في دول العالم الثالث على السهر لحمايته .
هذا التيار النموذج لا شك سيشكل بوابة عبور لجميع المجتعات الإسلامية للولوج إلى الحداثة .
لماذا ؟
لأن إرثاً كبيراً موجوداً في العقل الباطن لهذه الشعوب يحتاج إلى إعادة صياغة .
إلى تحديث ..
وإصلاح ..
وهذا لا يمكن أن يكون إلا بوجود مؤسسات ديمقراطية .
إلى تيارات تنبثق من تيارات إسلامية لا تزاود على بعضها ، ممثلي هذه التيارت النهضوية هي الفئة المطالبة وربما الوحيدة القادرة على فعل ذلك من الداخل .

والسؤال البديهي ولماذا علينا أن نذعن إلى حزب يسمح ويلجأ لاستعمال العنف لأجل فرض آرائه ومزج السياسي بالمقدس كي يمرر أفكاراً غير معاصرة وأثبت التاريخ فشلها ..
أظن أن هذه المحنة لا بد من المرور بها لأجل الخروج منها إلى غير رجعة كما فعل الأوروبيين في يوم بعيد .
وهي إحدى نظيات تطور المجتمعات والتي أتى بها ابن خلدون في مقدمته .
الديمقراطية هي أداة حماية من الهيمنة الدائمة والمستمرة
وكلما أسرعنا في تبنيها فكراً وقناعة كلما سارعنا في انتشال مجتمعاتنا من الرتابة .
إن التيارات القومية التي نشأت في أواسط القرن الماضي للكثير من الدول العربية قد فشلت في ترسيخ فكرها وتقديم نموذجاً مقبولاً، ويعود ذلك لأسباب عدة أهمها هي محاربة الغرب لها عن طريق دول عربية إسلامية الهوى والفكر ، هذه الدول ذاتها تحاول اليوم تبني المعاصرة وتمضي بمسيرة عرجاء .
لكن ربما بداية الرقص حنجلة !!
التيارات القومية ضرورة
التنوع الفكري والعقائدي ضرورة أيضاً
لكن ما يهم المجتمعات اليوم هي شفاءها من أمراض باتت مستعصية في مجتمعاتنا العربية منها البطالة والفقر والهجرة وتفاوت الفرص وغياب العدالة الإجتماعية والسرقات والرشوة على أعلى مستويات في الحكومات والسلطات داخل الدول العربية .

أين حزب الإخوان هنا
الحقيقة أن نظريات وآفاق هذا الحزب لأجل التخلص من الآفات ما يزال خجولاً، وضبابياً
لكن
وهنا تكمن المعضلة
على هذا الحزب أن ينهض بذاته لكي يجاري حاجات الشعوب العربية وهذا لا يكون في الخفاء، بل لا بد أن يستنبط أفكاراً تعدل من رتابة وتقليدية طروحاته التي لم تتعدى عبارة الإسلام هو الحل أو المعجزات التي أتى بها القرآن .
إذا ماذا بعد ذلك ؟
هذا اللا شيء يجب أن يتعدل !!
وليصبح حراكاً لقطاعات واسعة من الشعوب العربية
أظن أيها الأصدقاء أن المرحلة القادمة على صعوبتها ضرورية
لأن الخلط بين الدين والسياسة هو من أركان المجتمعات الإسلامية .
وكذلك اختزال الوطن بشخص وتمثيله له بالكامل هو من بقايا ثقافة عمرها مئات السنين آن لها أن تتغير .
هذا رأي خاضع للنقاش
وكل عام وأنتم بخير
دمتم
الليبرالي
(f)(f)