نصف نجاحات الإخوان كانت بسبب أخطاء خصومهم ولاشك!

الجماهير كرهت النظم المتسلطة...
الفضائيات قربت البعيد، وفتحت عيون الناس على شعوب تنال الكثير من حقوقها عبر الرفض والمعارضة...

الجماهير كرهت كثيرا من النخب أيضا!!!
كرهت نخبا تحدثها عن اليمين واليسار، والرجعية والتقدمية، والتنوير والظلام، ثم لا تجدها في همها اليومي، عواطفها، معاناتها، هويتها، شأنها اليومي، أفراحها وأتراحها!

الجماهير وجدت أن بعض هذه النخب وصولي أكثر من السلطات الحاكمة...

بعض هذه النخب إقصائي وصائي أكثر من أحزاب النظم...

بعض هذه النخب يعمد على مخاطبة الجمهور بشعارات وسخف إعلامي لا يختلف عن أداء الطبقة الحاكمة!

من هنا أراد الجميع أن يخرج من هذه الدوامة إلى من رأوهم أقرب لعواطفهم، لهويتهم، لرفضهم التدجين والتدجيل السلطوي والنخبوي..

أرادوا أن يهربوا من زحمة الفلسفات، والتقعر الكلامي، والنظريات الورقية، إلى آخرين بسطاء يخاطبون الناس بما يعقلون، ويطرحون من الحلول ما تؤمن الأمة في قرارتها أنه الحل لا سواه...

ليس المهم أن تخاطبوا الناس معشر الليبراليين والماركسيين بكلمات منمقة، ولا أن تطرحوا برامج نظرية محبكة، ولكن المهم أن يجدكم الناس معهم حيث ما كانوا....

تذكروا أن نجاحاتكم الأولى كانت تنطلق من شيئ قريب من هذا، ثم سرعان ما شغلتكم الشواغل، فابتعدتم عن هم الجماهير، إلى مقارعة الآخرين بأفلسف الأطروحات!!!

سرعان ما شغلتكم الخصومة مع تيار الأصالة في الأمة، لتنصبوا من أنفسكم حاشية لجند السلطان، تطالبون معه بإقصاء وإسكات صوت الإسلاميين تحت دعاوى متعددة!!

من هنا ليست ملامة الجماهير إن حشرتكم في زاوية الحكومة، وجعلوا منكم بتوع السلاطين!!!

أنتم لم تكونوا كذلك، ويجب أن تتحرروا من بعض أحقادكم كما هو حال بعض الشرفاء منكم أمثال مريم هنا (f)

ثقوا بشعبكم، ولا تكونوا أوابين إليه حال فوزكم، شتامين له حال هزيمتكم...

فهو شعب مغفل جاهل مغيب عاطفي .....كلما اختار سواكم...

وهو شعب يقظ متنور معقود به الأمل كلما اختاركم!!

علما بأنه وفق تقويم البعض منكم فقد خسر هذا الشعب كل معاركه يوم كان يقظا متنورا معقود به الأمل!

بينما هو شعب بدأ التململ من أنظمة الكبت، وبات يرفع صوته بكفاية، وبدأ يفكر بانتفاضة حقيقية ضد أنظمة التدجيل والتدجين، منذ بات في مقياسكم شعبا مغفلا جاهلا عاطفيا مغيبا...

فبارك الله به من غفلة وجهل وغياب وعاطفة إن كانت مآلاتها إلى ما نرى جميعا!

أيها المختلفون، تقبلوها مني بكل إخلاص:

(قل هو من عند أنفسكم)

راجعوا برامجكم، شعاراتكم، ولاءكم

وعودوا إلى أمتكم

وعندها ففيكم يقينا من يبز الإخوان وغيرهم ثقافة وخبرة وجاذبية...

من مصلحتنا أن نقبل واقع التعدد الذي يضمنا إليكم...

ومن مصلحة الوطن أن نؤمن جميعا بالمشاركة لا المغالبة

وأول ما نحتاج تغييره في أنفسنا حتى نصل لمثل هذا السلوك الحضاري، هو أن نؤمن بالآخر

إيمانا حقيقيا لا شعاراتيا...

لا فيتو على مشاركة الحزب الإسلامي، ولا فيتو على مشاركة الحزب الليبرالي ولا فيتو على مشاركة الحزب اليساري

لا فيتو على حزب يدعو للعرقية العربية، ولا فيتو على حزب يدعو للعرقية الكردية، ولا فيتو يدعو للعرقية الأمازيغية..

دعونا ننطلق من هذا، وثقوا بأمتكم، وحينها ستكون المنافسة بيننا منافسة عادلة، ومن مصلحة الوطن والشعب أن تكون كذلك

بل من مصلحة برامجنا الحزبية الخاصة أن نقومها عبر ممارسة مفتوحة كالتي أدعو إليها...

لا فيتو ولا خط أحمر إلا ثوابت الأمة، وقيم المجتمع الأساسية، وهويتنا الحضارية الجامعة

واسلموا لود واحترام(f)