دائما أقول : لايكفي مجرد ذكر الاسطورة ثم الجزم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نقلها الى الاسلام .

هذا لايقوم به دليل على عملية النقل !

هل تعلمون لماذا يهاجم اعداء الاسلام مسألة أمية الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

لانها تضرب هذا الموضوع الذي نحن بصدده في مقتل !

ان الذي يقيم صرحا ملفقا من كل الاساطير الوثنية بالصورة التي يصورها فراس السواح وأضرابه : لابد وأن يكون :

1- واسع الاطلاع على الثقافات السائدة في عصره والفلسفات الغابرة من قبله بلغاتها الاصلية دون اللجوء الى الترجمات والتذلل لاصحابها ...

وهذا طبعا يحتاج الى اعتماد شخصي على الذات في الدراسة والتحقيق وليس مجرد القراءة فقط !

ومن العجيب ان البعض يرى أن اقامة دين جديد لايحتاج الا أن يقرأ شخص آخر له من كتاب وهو يقول : آه وماله , حلوة دي : أضفها الى السلة ..

وكأننا نتسوّق في أحد السوبر ماركت .. أو كأن بناء دين جديد كسهولة بناء بيت بالطوب وكفى ! أو كأنه سوف يؤلف كتابا أو بحثا !

وبغض النظر عن تلك النظرة الساذجة التي لاتنم الا عن عدم دراسة تاريخ تطور الاديان ( النصرانية على سبيل المثال ) ..وان عملية النقل والاقتباس هذه

2- لايمكن لرجل واحد فقط في مرحلته العمرية المتواضعة بالنسبة لأعمار الأمم أن يقوم بها وحده

3- فضلا عن أن يقوم بها وحده ثم يغلق باب الاضافة والزيادة من بعده قائلا في آخر خطبة له على جبل عرفات :

وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

ومن عرف تدرج المسيحية في تعظيم المسيح من بشر في عصر الجواريين الى ملاك او انسان سماوي وسيط في الجيل التالي لهم على يد بولس , ثم الى عضو بارز جدا في الثالوث مرورا بتدرج شديد حتى إعلان ذلك في مجمع نيقية 325 م :

لما تفوّه انسان يحترم نفسه بمثل تلك السخافات التي نسمع !


4- كما أنه يجب أن يثبت ايضا بالدليل القطعي لاالظني أنه قد حدث نقل فعلا وتماس حقيقي بين الرسول وبين مصادر الدينات السائدة في عصره .


وأما الاحتمالات والغمغمات فلت تقنع باحثا محايدا فضلا عن أن تقتنع مسلما !