Beautiful Mind
Banned
المشاركات: 1,881
الانضمام: Jul 2003
|
العنصرية المصرية ... فجوات في الضمير المصري
عزيزي نيوترال
إزيك ؟
أنت تغالط ..
تغالط عيني عينك ..
هل تريد أن تقول أن أخلاق المصريين مثلها مثل أي شعب آخر .. ؟
هل تتصور أن الفارق الوحيد هو فارق الوفرة ؟
أنت تغالط عن عمد ..
أنت تهمل مراحل النمو الأخلاقية للشعوب ..
تهمل تشكيل ضمير الأمم ...
نمو المعايير و المقاييس ..
كل هذا تهمله من أجل تعاطفك مع المصريين ... إنتماءك لمصر.
كلامك بعيد كل البعد عن الواقع المعاش ..
أنا كلمتك عن قسوة الناس و أنت تكلمني عن وصلات التليفزيون ..
هل تريد و بكل بساطة أن تقول أن الفساد في مصر يماثل الفساد في أمريكا .. ؟
هل تريد ان تقول أن الفساد في مجلس الشعب يماثل الفساد في الكونجرس .. ؟
ياسلام ..
و تقارير المنظمات الدولية و مستوى الفساد في الدول ... كل ده غلط.
علشان إنت صعبان عليك تقول إن مصر دولة متخلفة ...
و أن معظم دول العالم متقدمة عنها في المعايير و الأخلاق بمسافات تطول و تقصر و لكنها موجودة.
هل تتصور أن أمريكا متقدمة على مصر من النواحي العلمية و التكنولوجية و الإقتصادية و العسكرية و القانونية و الحقوقية و ............ فقط و ما عدا الضمير و الأخلاق.
يعز عليك تقول إن مصر دولة متخلفة ضميريا و أخلاقيا بقدر ما هي متخلفة في بقية مناحي الحياة ؟
أم هل تتصور ان التقدم منفصل بحيث أن كيان ضخم كأمريكا او حتى أي دولة في العالم يمكن أن يتقدم في مجالين ثلاثة و الباقي لأ ؟
و كل تاريخ هذة الدول النضالي من أجل قيم و حقوق .. أونطة ؟
تاريخ السود في أمريكا من أول الإستعباد و الحرب بين الشمال و الجنوب ثم الفصل العنصري و مارتن لوثر كينج .... نمو التعاطف مع السود و الملونين عموما منذ أن كان السود يجلدون و يقتلون بدون تعاطف و إلي أن تصدر قوانين كي لا يتم التفرقة من اجل فرص عملهم ..
و البقية تأتي ..
تاريخ حقوق النساء و غيرهم ..
كل هذا تساويه بمصر ..
هل لو كلمتك عن جرائم الشرف في مصر و حرمان الفتيات من التعليم و الختان ... ستكلمني عن التفاوت النسبي بين أجور النساء و الرجال و ضرب الزوجات ؟
هل مشاكل المتخلفين تماثل مشاكل المتقدمين ؟
هل يفسد تعاطفك أي رؤية موضوعية ؟
أو تلخص كل الفارق بين شعب متقدم له تاريخ في نمو أخلاقه و تشكل ضميره ... بشعب مثل المصر ؟
أنا لا أحيا في منطقة راقية في مصر .. أعيش في حي شعبي و أعرف كيف يفكر الغالبية الساحقة من المصريين.
تستطيع أن تشاهد في الحواري أمهات تضرب أطفالها حتى تدميهم لأسباب تافهه و لا تسمع من الناس حولها إلا كلمات تنطق بكل قسوة "سيبوها تربيهم"
قد يكون هناك في أمريكا من يفعل ذلك و لكن أبدا ..
أبدا ..
لن يجد تعاطفا من احد ..
أي إنحراف أخلاقي في أي دولة متقدمة يحدث في الظلام لأن الناس ترفض متى عرفت ..
لأن المعايير أصبحت أمر واقع تم التعارف عليه ..
مثل حادثة "أبوغريب" .. انا أتصور أن مثل هذة الحادثة من الممكن ان تحدث في قلب أمريكا و أن يكون ضحاياها امريكيون و عادي جدا.
أنا لم أقل أن البشر في الدول المتقدمة ملائكة بل قلت أنهم أفضل ..
قلت أن مجرد ان يشتم الناس حادثة مثلها تنقلب الدنيا .. تقوم و لا تقعد.
قل لي أنت ما الذي يمكن ان يحدث في أمريكا لو حصل فيها ما حصل في يوم الإستفتاء على المادة 76 ؟
كلمني عن ضمير المجتمع الأمريكي تجاه أي قضية تراها أخلاقية و قارن ؟
هل تعاني النساء من هضم حقوقها في الغرب ؟ قارن بما يحدث في مصر ..
حقيقة أنا لا أفهمك ..
لا أعرف ما الذي تنكره ..
هل تظن أنني أحاول أن أقوم بدور الحكيم .. أنا فقط أئن من واقع أعيشه يوميا و اتحمله دائما و لا أعرف متى ينتهي أو يقل أو يتغير أو .. أي حاجة, مش تقولي بيدبا.
عارف لو المشكلة هي فقر الناس و فقط لهان الأمر كثيرا .. بل لما كانت هناك مشكلة أصلا.
المشكلة أن القيم مقلوبة و الأخلاق معكوسة ..
يعني حين يريد أن المرء أن يكون ذا مبادئ و أخلاق كان قاسيا و عنيفا ..
من يريد أن يتقرب إلي الله في مصر يفجر نفسه في خان الخليلي أو شرم الشيخ ..
من يريد أن يكون لديه نخوة و شهامة سيمشي في مظاهرة أمام كنيسة محرم بك من أجل مسرحية ...
المصري ابن البلد العترة المجدع بصحيح لو شاف أي إمرأة في عيلته بتكلم حد يضربها و يقعدها في البيت أو حتى يدبحها ...
المصري قد يسرق و يرتشي و يفعل الأفعاعيل و لكن ضميره يكون مرتاحا لانه يصلي و يصوم ....
ضميره مرتاح و مستقر لانه إعترف و إتناول ...
مش عارف أقولك ايه لأني حاسس إن ايدك في المية الباردة ..
هل تابعت حكاية أحمد الفيشاوي x هند الحناوي ؟
هل رأيت كيف كان أحمد يتبجح و بكل وقاحة بآيات و احاديث و كيف كان يستعين بشيخ من اجل أن يفتي بما يريده ...
هل رأيته كيف ترك ابنته في النهاية ؟
المجتمع تركه و بكل بساطة يتنصل من ابنته بعد ان ثبت أنها إبنته ...
كيف لم يمت رميا بالبصاق أنا لا أعرف ...
صدقني في أحيان كثيرة أكون مدفوعا بالقوة لأن أقوم بأشياء لا أرضى عنها و لا أحترمها فقط لكي أساير الناس ...
تصور .. إما أن تكون قاسيا متجبرا بلا ضمير و يرضى عنك المجتمع و إما أن تكون محترما و إنسانا في عيني نفسك ..
جملة جميلة أعجبتني جدا : إن من أسوأ ما في المتديِّنين أنهم يتسامحون مع الفاسدين ولا يتسامحون مع المفكرين.
ثم ليكن في معلومك لا توجد امة لديها أخلاق و لا يكون لديها فلسفة و فلاسفة ...
الإغريق هم أول من تساءلوا عن ماهية الفضيلة .. هم من تكلموا عن الحق و العدل و الخير.
الفلاسفة الأوربيين فحتوا المواضيع الأخلاقية و أعدموها بحثا ...
الفلاسفة الأوربيين هم من علموا العالم ماهية الأخلاق و الفضائل و ليس الآخرين ..
تابع كيف أثر نيتشة بآراؤه عن أخلاق الأقوياء في المجتمع الألماني قبل الحرب اللعالمية الثانية ..
كيف تستطيع ان تقول أن المصريين لديهم أخلاق و ليس لديهم هيجل أو سارتر أو جان جاك روسو ؟
ليس لدينا شئ ..
ليس لدينا شئ ..
لدينا مترجمين لفلاسفة و قوم لا يقرأون ..
لدينا أديان خرجت من الرحم المصري و أثرت على العالم ..
اليهودية و المسيحية ...
لدينا دين دخل المطبخ المصري و إحتل العالم .. الإسلام
الدين يعني المظهرية و الفلسفة تعني الأخلاق الحقيقية
الدين يعني أن يمشي المرء بذقن طويلة و زبيبة في قورته و السبحة في ايده ..
ثم يسرق و يقتل و يقسو و يفعل الأفاعيل ..
ثم يزكي و يصلي و يصوم ..
ثم يرضى عن نفسه و يرضى عنه مجتمعه و يرضى عنه ربه.
دولة مثل الهند أعدمت عشرة ملايين جنين لأنهم إناث على مدار عشرون عاما ..
دولة مثل الهند كان المتظاهرون مع غاندي يحتشدون في المظاهرات و يضربون و يقعون من أجل هدف يعونه جيدا ..
أنا أثق في بلد أنجبت مثل الهند و لا أثق في بلد مثل مصر.
مرة أخرى يا عزيزي كن منصفا و واقعيا ...
لا تجعل التعاطف يغشي عينيك عن الواقع الحقيقي ...
سلام
|
|
01-11-2006, 05:43 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}