تحية طيبة لك أخي الفاضل ..

السلام عليك ..

لا أذكر أننا تحاورنا من قبل أخي الفاضل .. فهلا ذكرتني ؟!

بالنسبة لشرح الآية الكريمة فأظن أنه واضح ..

الله سبحانه و تعالى هو المقرر الأول و صاحب المشيئة الحقيقية في هذا الوجود .. و لو كان هناك صاحب مشيئة و مقرر أول في هذا الوجود غيره لتعارضت مشيئتهم مع بعضها .. و لفسدت الأرض ..

بمعنى ..

أن الله سبحانه و تعالى هو الذي ينظم كل حركة في الأرض .. هل تتنفس بإرادتك ؟؟ هل القلب ينبض بإرادتك .. ؟؟

الأعاصير و الزلازل و البراكين و نسبة الأكسجين و غيرها .. كل هذا من تنظيم العزيز القدير .. فلو كان هناك أكثر من إله لتنازعت مشيئة كل منهما .. حتى يفسد الأمر في النهاية ..

أما الإنسان ..

فقد سخر الله سبحانه و تعالى هذه الأرض له .. بمعنى أنه بمشيئته هو - الله سبحانه و تعالى - قد سخر الأرض لمشيئة الإنسان إن شاء أفسدها و إن شاء أصلحها .. و هذه الأمور طبعًا فيما يمكن للإنسان أن يتحكم فيه .. و ليس فيما سبق ذكره .. فالإنسان يستطيع أن يُسّخِر بما أعطاه الله سبحانه و تعالى من قدرات و لا يتجاوزها ..

فالفساد الذي ظهر بالبر و البحر هو فيما مكنه الله للإنسان أن يغيره بمشيئته - الله سبحانه و تعالى - و ليس بمشيئته الشخصيه ..

و هذا الفساد دائمًا دائمًا ما يعود على الإنسان نفسه بالضرر و الحرمان ! .. لأن الله سبحانه و تعالى جعل فيما استطاع الإنسان تسخيره مضرة و منفعة تعود على الإنسان نفسه ..

أي بإختصار ..

هناك سنة كونية ينظمها الله سبحانه و تعالى و هي التي يسير عليها الإنسان .. تلك السنة الكونية قد تُفسد لو وجِدت إلهة بجوار الله سبحانه و تعالى لتعارض مشيئة كلٍ منهم مع الآخر ..

و من ضمن تلك السنن الكونية أن الكون مسخر للإنسان فإن أفسده أو أصلحه فالنفع يعود عليه ..

و الحمد لله رب العالمين ..

و السلام عليك ..