الزميل حسن بن الهيثم .. موضوع شيق و رائع، أهنيك عليه

قرأت الردود جميعها، و برأيي أن الردود على النقاط الأساسية كانت هشة جداً وواهنة، ذلك مع عظيم احترامي لكافة المتداخلين، حيث رأيت أن كل ما جرى هو الخروج عن المحور الأساسي و المفهوم الجوهري من الشريط، بل تجاهلوا روح الموضوع، و التفوا و داروا حول الجزئيات فقط.

{وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ ءاية مِنْ ءايات رَبِّهِمْ إِلا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ(4) الأنعام

وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ(23) الأنفال


وَكَأيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ(105) يوسف

وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَانِ مُحْدَثٍ إِلا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ(5) الرحمن


أتمنى أن تسمح لي بالرد على مداخلة قناص واشنطن .. بطلبه تفسير "التبول اللاإرادي"

و كأن ذلك يدخل في صميم مفهوم الإرادة، و بالتالي الإرادة تخضع فقط لغدة البروستاتا.

و نسي الزميل قناص واشنطن أنه لا يستطيع أن يتبول متى أراد و متى شاء، و بالتالي لا دخل للإرادة إطلاقــاً في ذلك، فأنت و ليس أنت لا تستطيع أن تتبول متى تشاء، و لا تستطيع حبس التبول على راحتك و لمدى طويل، بل تخضع لمتطلبات الجسم، تماما كالعرق، يفرز من جسمك رغمـاً عنك.

و الأخ حسن ابن الهيثم كان حديثه عن الإرادة بشكل أعمق من سطحية مثال البول

فهو يقول "الأوامر التي تصدر للعضلات و الخلايا للقيام بعمل ما"

جرّب أن تأمر عينك بالنظر إلى اليسار

و أسأل نفسك، من الذي أمر بؤبؤة عينك أن تذهب إلى اليسار

جرب أن تتأمل في غرفتك و تحرك عينك فوق تحت يمين شمال، ثم اسأل نفسك، ما هي الكينونة التي أمرت عيناك بأن تتجول داخلة بياض عينك و تروح يمين و شمال و فوق و تحت، ما هو الشيء الذي يأمر المادة بذلك ؟ ما هو نوع الإرادة ؟

و لعلك وقتها ستدرك أن التبول الإرادي و اللاإرادي بعيييييييد كل البعد عما يتحدث عنه الأخ حسن بن الهيثم.

فالتبول له ظروفه و أحكامه و متطلباته كي يحدث، و لكن تحريك العين بالنظر إلى الأسفل و الأعلى لا يتطلب سوى كينونة مجهولة لها إرادة حرة تأمر العين بالذهاب إلى أي إتجاه تشاء أنت.





سلام