العزيز ابا خالد
ارادت فتح
وارادت حماس
وارادت اميركا واسرائيل ووارادت من ورائها المجموعة الاوروبية
وفي النهاية اراد الناخب الفلسطيني غير ذلك
وليس سرا ان يقال بان حماس لم تكن تريد هذا الحجم من الفوز
لان نية حماس كانت فوزا يشكل قوة اعتراضية
ولكن الناخب الفلسطيني فضّل القطع على التدرّج

على ماذا تأسف يا حزين
على سلطة جمعت المساوىء من اطرافها
فساد
فوضى أمنية
سوء إدارة
استغلال مناصب
على سلطة كانت على هامش الانظمة العربية فاصبحت على الهامش الاسرائيلي
فما قيمة من يفهم السياسة وهو على الهامش
ولولا مروان البرغوتي القابع في سجنه الاسرائيلي لمسحت لوائح سلطة فتح مسحا شاملا لا ترى له اثر
ومع ذلك لم ينقذ مروان البرغوتي فتح او سلطتها
لا يمكن لهذا الشعب ان يعيش تحت ضغطين ضغط الاحتلال وضغط الفساد

انه الناخب الفلسطيني يا عزيزي الذي عبر عن رفضه لاسلو وللطريق وخارطته وللسطة ولاسرائيل ولامريكا عبر صناديق الاقتراع

((هاتوا ديمقراطية وخذوا ممانعة ))

ولن تفعل الديموقراطية التي دعا اليها (العم بوش ) في المنطقة سوى توفير قاعدة شعبية شرعية للاعتراض على السياسة الأميركية نفسها
وستحصل على نفس النتيجة في اي بلد عربي
وانت سيد العارفين انه لولا رعاية الحزب الحاكم في مصر للانتخابات لكسح الاخوان مجلس الشعب باغلبيته

لقد اعتقدتم كليبراليين جدد واقنعتم امريكا ونصحتموها أن إضعاف الحركات الوطنية والقضاء على الشعور القومي سيفتح الطريق امام شعوب المنطقة لاحلال (السلام ) .

وها هي حصيلة نصيحتكم

البدائل الإسلامية تملأ الفراغ وتستعد لتتحكم بمرحلة تاريخية مديدة نافية إلى الهامش الإرهاب العدمي ومعه التبعية التي لا تقل عدمية
وازدادت هذه الحركات نفوذا انتخابيا بفعل تحويل إسرائيل وأميركا الانتخابات إلى تحدي إرادات
وان في ذلك عبرة لا تقتصر على ما جرى مؤخرا في فلسطين

تبشر الشعب الفلسطيني بالاسوأ وقطع المعونات عنه ؟

هذا خطاب للبطون والجيوب والملوك والامراء لا يستحقه الشعب الفلسطيني لانه اشرف من ذلك

الشعب الفلسطيني يعلم بان الانتخابات نظمت لأسباب ودوافع لم يخترها ولم ينظمها
إلا أن الشعب استغل الفرصة ليقول لا وقد قالها
((لا )) مدوية بحجم الثقة بالنفس التي يحتاجها الملوك والزعماء العرب

قد لا تفهم حماس اللغة (الصينية )
لكنها تعرف تماما كيف ترفض مسلسل التراجع أمام الإملاءات الإسرائيلية.
وقد لا تعرف حماس الطريق الى المساعدات المالية الاوروبية والعربية
لكنها اصبحت تعرف الطريق الى طهران كما تعرف انت الطريق الى كوبري ستة اكتوبر
وبالتالي على العالم ان يختار لا حماس
رد فعل العالم الغربي والعربي ليس هو الاساس على نتائج الانتخابات عزيزي ابو خالد
بل ما يريده الشعب الفلسطيني هو الاساس