{myadvertisements[zone_1]}
مصير اسرائيل في القران الكريم
muslimah غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 749
الانضمام: Feb 2003
مشاركة: #4
مصير اسرائيل في القران الكريم

حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية

بسم الله الرحمن الرحيم
وردت آيات كريمة في عدة سور من القرآن الكريم تقرر أن‎ ‎وجود اليهود على أرض فلسطين ‏موقوت وأن كيانهم عليها زائل وأن دولتهم وُجدت لتفنى ومن هذه السور :-‏
‏1-‏ سورة آل عمران‎ ‎‏:-‏‎
قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ‏وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ- ‏لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ- ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ‏أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ‏الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا ‏وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (آل عمران: 110-112) ‏‎" ‎لن يضروكم إلا‎ ‎أذى" :-‏‎
سيحاربنا اليهود بشراسة وسيحاولون القضاء علينا وعلى ديننا وذلك‎ ‎لكراهيتهم لنا ‏ولديننا لقوله تعالى )وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ ‏عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ ‏عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:109) ‏
إنهم لن يرضوا عنا إلا إذا تخلينا عن ديننا واتبعنا ملتهم فقد قال تعالى (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ ‏الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ ‏الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)(البقرة:120) ‏فإذا لم نستجب لهم وتمسكنا بإسلامنا وحافظنا على قرآننا فإنهم‎ ‎سيحاربوننا لقوله تعالى (وَلا ‏يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)(البقرة: من الآية217)‏
وقد أثبتت ذلك مخططات اليهود الماضية ومكائدهم‎ ‎الحاضرة ومشاريعهم المقبلة أي أن ‏المتوهمين بالوصول إلى السلام مع اليهود لن يصلوا‎ ‎إلى السلام بل إلى الاستسلام لهم.‏‎
إن قوله تعالى " لن يضروكم " وعد إلهي بفشل‎ ‎اليهود في خططهم ، ولن يتمكنوا أبداً من ‏تهويد فلسطين الحبيبة أو تفريغها من سكانها‎ ‎المسلمين مهما طال احتلالهم لها ، ولن يكون ‏لكيدهم إلا آثار سطحية ، فقد فشلوا على‎ ‎مدى ما يزيد عن نصف قرن من الزمان في إماتة ‏روح الجهاد في نفوس شعبنا في فلسطين‏‎ ‎وخارجها ، وفشلوا في السيطرة على نفوسهم ‏وهممهم. بل إن نفوس الفلسطينيين تزداد‎ ‎استعلاء وتصميماً كلما صعد اليهود من بطشهم ‏وتنكيلهم بهم.‏‎
لا تكاد توجد في‎ ‎فلسطين عائلة إلا وقد أوذيت من قبل اليهود، وقد أشار القرآن الكريم إلى أن ‏الأذى‎ ‎والألم ضريبة الجهاد والمواجهة فقال عز وجل (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا ‏تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) ‏‏(النساء:104) ‏إنه أذى يتمثل في الشهداء الأبرار والجرحى‎ ‎المجاهدين والموقوفين والمسجونين والمحكومين ‏والمطرودين والممنوعين وفي هدم البيوت‎ ‎ومصادرة الأراضي وغير ذلك من وسائل الأذى ‏التي يتبعها اليهود .‏‎ ‎كل هذا الأذى‎ ‎قربات إلى الله سبحانه وتعالى وعبادة له عز وجل، لقوله ‏تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً ‏يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ ‏الْمُحْسِنِينَ)(التوبة: من الآية120)‏
‎" ‎وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون" :-‏‎
لقد‎ ‎انتصر اليهود علينا في جميع الحروب التي نشبت ، ولكن هذا الانتصار لم يكن على‎ ‎الإسلام بل كان على القومية والاشتراكية والثورية والرجعية واليمينية واليسارية.‏‎
إن معركة اليهود مع الإسلام لم تقم حتى الآن ، ولم يقل الإسلام كلمته بعد!‏‎ ‎فالآية الكريم ‏تخاطب المجاهدين في سبيل الله وليست موجهة لهؤلاء ، فهناك فرق بين من‎ ‎يقاتل في سبيل ‏الله وغيره.‏‎
نحن على يقين قاطع بصدق وعد الله، وأن المعركة‎ ‎الكبرى بين المجاهدين وبين اليهود قادمة ‏بإذن الله ، وأن نصرنا سيتحقق بإذن الله‎ ‎وأن اليهود سيولون الأدبار ثم لا ينصرون إن شاء ‏الله.‏‎

‏(ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ ‏مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ‏الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) : - ‏الذلة ملازمة لليهود أينما حلَّوا لا تفارقهم في أي زمان ومكان ،‎ ‎والذي ضربها عليهم هو الله ‏الحكيم، وكذلك المسكنة وهي الهوان والضعف والجبن‎ ‎والإذلال لا تفارقهم سواء كانوا ‏مضطهدين مستضعفين مطاردين أو كانوا في عز وسلطان‎ ‎على أرض فلسطين، ومعنى "ثقفوا" ‏أُمسك بهم وقبض عليهم، فتاريخ اليهود كله يقوم على‎ ‎المطاردة والملاحقة، إنهم قد ينجون من ‏الذلة فترة لكن ذلك موقوت محدد قصير.‏‎ ‎
‏(إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاس ):-‏
إن الذلة والمسكنة تُرفعان عن اليهود في حالة‎ ‎امتداد الحبلان الممتدان لهم من الله ومن الناس، ‏وحبل الله هذا ليس من باب حبه لهم‎ ‎أو رضاه عنهم ، فهم أعداؤه المغضوب عليهم ولكنها ‏حكمة الله التي تقدم لنا عبراً‏‎ ‎ودروساً، وسيقطع هذا الحبل وسيعود اليهود لما ينتظرهم من الذل ‏والمسكنة إن شاء الله‎ ‎تعالى.‏‎
أما حبل الناس فإن اليهود قد اعتمدوا وما يزالون معتمدين على حبال الناس‎ ‎في إقامة دولتهم ‏على أرضنا ، فهم لا يملكون القوة والقدرة الذاتية لتحقيق ذلك، ومن‎ ‎أبرز الحبال البشرية :-‏‎ ‎
‏1- الحبل الأوروبي:- فقد كان لأوروبا الفضل الكبير في‏‎ ‎تمكين اليهود على أرض فلسطين ‏منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث‎ ‎قضوا على الخلافة الإسلامية في ‏تركيا وقسَّم " سايكس " و " بيكو " البلاد إلى دول‎ ‎وأقطار مستعمرة، وتعهدت إنجلترا بإقامة ‏وطن يهودي على أرض فلسطين، فأصدر وزير‎ ‎خارجيتهم بلفور وعده المشئوم لليهود ، ‏وامتد الحبل الإنجليزي واشتد حتى أقام اليهود‎ ‎ما يسمى بدولة " إسرائيل" وما زال هذا الحبل ‏ممتداً إضافة إلى حبال الدول الأوروبية‎ ‎الأخرى.‏‎ ‎
‏2- الحبل الأمريكي:- عمل اليهود على تأمين حبال أخرى لهم بجانب‎ ‎الأوروبي خشية ضعفه ‏أو انقطاعه لمعرفتهم بعجزهم بدون هذه الحبال ، فأوجدوا الحبل‎ ‎الأمريكي الذي يمدهم بكل ‏شيء ، ويتعامل معهم وكأنهم ولاية أمريكية.‏‎ ‎
‏3- الحبل‎ ‎الروسي:- إن الشيوعية صناعة يهودية ، وأيدي اليهود في روسيا ودول أوروبا ‏الشرقية‎ ‎والاتحاد السوفيتي السابق واضحة، وقد تمثل هذا الحبل في اعترافهم بإسرائيل ، ‏وبقدوم‎ ‎مئات الآلاف من اليهود من تلك البلاد للاستيطان في فلسطين المحتلة.‏‎ ‎
‏4- الحبل‎ ‎العربي:- ويتمثل بحالة الإنهزامية التي تسود العالم العربي ، وبهرولة الكثيرين ‏نحو‎ ‎الاستسلام لليهود.‏‎
إن جميع هذه الحبال ستتقطع بإذن الله ،وسيعود المسلمون إلى‎ ‎دينهم ، وسينتصرون على ‏اليهود. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله….وإنهم يرونه بعيداً‎ ‎ونراه قريباً…..والله تعالى ‏أعلم.‏‎ ‎
‏2- سورة الأعراف‎
ومن السور القرآنية الكريمة الأخرى التي تقرر أن وجود‎ ‎اليهود على أرض فلسطين موقوت ‏وأن كيانهم عليها زائل سورة الأعراف حيث يقول سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ ‏سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَبذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) (لأعراف:152) ‏جاءت هذه الآية بعد ذكر قصة عبادة بني‏‎ ‎إسرائيل للعجل بعد ذهاب موسى عليه السلام ‏لمناجاة ربه على جبل الطور، ولم يستمعوا‎ ‎لهارون عليه السلام وهو ينهاهم عن هذا الكفر ‏الفاجر.‏
وتقرر هذه الآية الكريمة أن‎ ‎اليهود الذين عبدوا العجل من دون الله، ستنالهم الذلة في الحياة ‏الدنيا وهذا بسبب‎ ‎افترائهم وكذبهم على الله سبحانه. إن هذه الذلة تشمل اليهود عموماً لأنهم ‏مستمرون‎ ‎في عبادة " العجل الذهب " ونهمهم في ذلك معروف، وليس شرطاً أن يقدموا له ‏شعائرهم‎ ‎التعبدية، كما فعل أسلافهم السابقون ،فهده صورة ساذجة للعبادة.‏
ورد غضب الله على‎ ‎اليهود في سور وآيات أخرى من القرآن الكريم مثل (وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ ‏اللَّهِ)(آل عمران: من الآية 112) ‏
و( وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ)(البقرة: من الآية61)‏
وهم (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)(الفاتحة: من الآية7)‏
إن قوله تعالى (سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ)(لأعراف: من الآية152)‏
يقرر أن‎ ‎اليهود خاسرون ، ويسيرون إلى نهايتهم البائسة التي تنتظرهم، وهي تصيب كل من ‏غضب‎ ‎الله عليه، فلن ينجح من غضب الله عليه، ولن يُوفق، ولن يسعد، فكيانهم ووجودهم إلى‎ ‎زوال.‏‎
قال الله تعالى عنهم (فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ)(البقرة: من الآية90)‏
‎ ‎إن الغضب السمة الرئيسة لتاريخ اليهود، والآية تقرر الحالة الدائمة التي يعيش في‎ ‎ظلالها ‏اليهود، ورحلة الغضب التي يقطعها اليهود، والحصيلة والثمرة والنتيجة التي‎ ‎يخرج بها اليهود ‏من حياتهم وتاريخهم ورحلتهم فكلمة " باءوا " تعني عادوا ورجعوا أي‎ ‎قطعوا مراحل حياتهم ‏وأشواط حياتهم ، ورجعوا يحملون كسبهم وهو الغضب، وأضافوه إلى‏‎ ‎رصيدهم السابق ‏وإرثهم التاريخي، وهو الغضب، وبذلك " باءوا بغضب على غضب ".‏‎
عصى‎ ‎اليهود السابقون أنبياءهم أثناء إقامتهم قديماً في فلسطين، فنالوا بذلك غضب الله ،‎ ‎وشتتهم ومزقهم في الأرض بين الأمم والدول وهو غاضب عليهم، وتنادى اليهود إلى فلسطين‎ ‎وعادوا إليها وهم يحملون معهم غضب الله.‏‎

اليهود ماهرون في إذلال الشعوب، أذكياء‎ ‎في التحكم فيها، وفي امتصاص خيراتها ونهب ‏أموالها، وناجحون في ذلك نجاحاً منقطع‎ ‎النظير، لكن نهايتهم وحتفهم في ذلك، فهم بذلك ‏النجاح -الذي قد يخدعهم ويغرهم-‏‎ ‎يزرعون الغضب عند تلك الشعوب ، وتنمو أشجار ذلك ‏الغضب، وسوف تثمر وتثمر ، وتقدم‎ ‎ثمراً مدمراً يقضي على اليهود.‏‎
إن الشعوب قد تسكن، ولكنه السكون الذي يسبق‎ ‎العاصفة، وإن الشعوب قد تهدأ ، لكنه الهدوء ‏المريب الذي يخفي تحته البراكين، وإنها‎ ‎قد تسكت، لكنه السكوت الذي تعقبه العواصف.‏‎
إن الشعوب تمتلك "ذاكرة" واعية حافظة،‎ ‎وإنها تختزل فيها إساءات اليهود لها، و " ترصد " ‏فيها امتصاص ونهب اليهود لخيراتها،‎ ‎وتجعل هذا الاختزال والرصيد " وقوداً " لبراكين ‏الغضب الهادرة ، تحت قشرتها السطحية‎ ‎الهادئة.‏‎
وعندما يجيء أمر الله ، ويأذن بتفجر هذه البراكين، وبهبوب العاصفة،‎ ‎وإرسال الصواعق ، ‏ستدمر اليهود ولن يتمكنوا من الفرار من أمر الله ، ومن النجاة من‎ ‎تلك " الحمم " البركانية ‏التي ستقذفها الشعوب الإسلامية المزمجرة، وويل لليهود‎ ‎يومئذ، وسيعرف من يسعد بحضور ‏ذلك معنى قوله تعالى " فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ "‏
سنة‎ ‎الله في تعذيب اليهود:-‏‎
قال الله تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ ‏لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ))وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ ‏وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (لأعراف:167-168) ‏تخبرنا الآيتان الكريمتان عن سنة إلهية في تعذيب‎ ‎اليهود، وهذه السنة الإلهية في تعذيب اليهود ‏واقعة لا محالة ، ولن يفلتوا منها، ولن‏‎ ‎ينجيهم ذكاؤهم منها، وهذه السنة مستمرة " إلى يوم ‏القيامة " أي أن هذه السنة ستحل‎ ‎بكيان اليهود المعاصر على أرض فلسطين .‏‎
لقد شاء الله الحكيم أن يعذب اليهود ،‎ ‎عذاباً دائماً مستمراً ، وأعلمنا أنه سيبعث عليهم رجالاً ‏يعذبونهم سوء العذاب، كما‎ ‎أعلمنا أن هذا البعث الإلهي عليهم مستمر إلى يوم القيامة.‏‎
كما تخبرنا الآية أن‎ ‎الله الحكيم شاء وقدر أن يُقَطِّع اليهود وأن يقسمهم ، وأن يحولهم من أمة ‏واحدة إلى‎ ‎أمم شتى ، وأن يفرق هذه الأمم في الأرض، وأن يشتتها في البلدان، وهذه السنة‎ ‎الربانية العادلة عقوبة من الله عليهم جزاء ما ارتكبوه ويرتكبونه من الآثام‎ ‎والمعاصي ، ‏والإجرام والإفساد مما لا يخفى على أحد.‏‎
‏“وإذ تأذن ربك " :-‏‎
معنى "‏‎ ‎تأذَّن " أعلم وأخبر ، وهذا الفعل فيه معنى " القسم " هنا، لهذا دخلت " اللام " على‎ ‎فعل ‏ليبعثن، باعتباره جواباً للقسم المفهوم من فعل تأذن.‏‎
فقوله " وإذ تأذن ربك "‏‎ ‎أي أعلمكم وأخبركم ربكم أيها المسلمون، بهذه السنة الإلهية النافذة ، ‏الواقعة‎ ‎باليهود لا محالة، وجاء إعلام الله وإخباره لكم بما يشبه الحلف والقسم واليمين، أنه‎ ‎سيبعث على اليهود من يسومهم سوء العذاب إلى يوم القيامة.والتلويح بالقسم هنا موجه‎ ‎بالدرجة الأولى لمسلمي هذا الزمان الذين يعيشون فترة انتعاش مؤقت لليهود على أرض‎ ‎فلسطين، وسلطان كبير -مؤقت- لليهود في العالم كله ، فيظنون أن سنة الله في " تعذيب‎ " ‎اليهود قد توقفت ويشكون في مصداق هذه الآية ، فحملت هذه الجملة " وإذ تأذن ربك‎ ‎ليبعثن ‏عليهم " معنى القسم، ولوحت بالقسم حتى لا تتأثر قناعة المسلم الرباني‎ ‎المعاصر بتحقيق هذه ‏السنة الإلهية النافذة!‏‎
والذي يلفت النظر أن الفعل الماضي "‏‎ ‎تأذن " لم يُذكر في القرآن الكريم إلا مرتين ، والمرتان ‏وردتا في سياق واحد ، وهو‎ ‎الكلام عن اليهود ، وتحملان تهديداً وإنذاراً لليهود ، وتقدمان سنة ‏ربانية متحققة‎ ‎باليهود.‏‎
ففي سورة الأعراف أخبرنا الله سبحانه وتعالى أنه سيعذب اليهود (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ ‏إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) ‏‏(لأعراف:167) ‏وفي سورة إبراهيم أمر الله موسى عليه السلام‎ ‎أن يخاطب بني إسرائيل بهذه السنة الربانية ، ‏وأن يقدم لهم الإنذار الرباني الشديد (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي ‏لَشَدِيدٌ) (ابراهيم:7) ‏
وطبعاً كفر اليهود ولم يشكروا ، فأوقع الله بهم عذابه الشديد إلى يوم‎ ‎القيامة".‏‎
‏“ليبعثن عليهم " :-‏‎
العذاب الواقع باليهود مبعوث عليهم بعثاً من الله‎ ، ‎وإسناده إلى الله يقدم لنا " ظلاً " خاصاً ، ‏نلحظ فيه أن الذين يعذبون اليهود ،‎ ‎هم عباد ربانيون مكرمون عند الله ، اختارهم الله اختياراً ، ‏واصطفاهم اصطفاءً ،‎ ‎وبعثهم بعثاً ، ليوقعوا العذاب باليهود ، ويريحوا العالم من شر اليهود .‏‎
لقد فرق‎ ‎القرآن بين ما تعلق به الفعل " بعث " ومشتقاته ، وذلك حسب السياق الذي ورد‎ ‎فيه.‏‎
أحياناً يقول ) وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً)(المائدة: من الآية12)‏
وأحياناً يقول ) إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً )(البقرة: من الآية247)‏
وأحياناً يقول ) إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ )(آل عمران: من الآية164)‏
وهنا يقول ) لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )‏
وفرق بين التعابير‎ ‎القرآنية الأربعة : بعث منهم ، وبعث عليهم، وبعث لهم ، وبعث فيهم .وهي ‏لطائف قرآنية‎ ‎ليس هنا مجال شرحها ، إن الفاعل الذي يبعث هو الله سبحانه وتعالى .‏‎
تعلُّق‎ ‎الفعل " بعث " بشبه الجملة " عليكم " خاص بالعذاب ، أي أن العذاب يُبعث بعثاً بأمر‎ ‎الله ‏على القوم المُعَذبين . والذين يحملون هذا العذاب ليصبوه على اليهود ، هم قوم‎ ‎مكرمون عند ‏الله، ناسب أن يخبر الله عنهم بالفعل الجميل " بعث " الذي يدل على هذا‎ ‎التكريم .‏‎
تعذيب اليهود على يد غير المسلمين :-‏‎
نعلم أن الله قد عذب اليهود في‎ ‎مراحل مديدة من تاريخهم ، وأنه قد أوقع العذاب عليهم بأيدي ‏أقوام كثيرين ، منهم‎ ‎المسلمون ومنهم غير المسلمين.‏‎
ونلحظ أن فعل " بعث ويبعث "خاص ببعث الله للمسلمين‎ ‎ليعذبوا اليهود ، وأن هذا الفعل لا ‏ينطبق على الأقوام غير المسلمين ، الذين‎ ‎يعذبونهم - والله تعالى أعلم بمراده- .‏‎
فمعلوم أن فرعون وقومه قد عذبوا اليهود ،‎ ‎ولم يسم القرآن تعذيب فرعون وجنوده لهم " بعثاً ‏ربانياً " لأن فرعون وقومه كانوا‎ ‎مجرمين ظالمين جناة وبنو إسرائيل -يومها- كانوا ‏مضطهدين مظلومين ! وعذب أقوام آخرون‎ ‎اليهود قبل الإسلام ، مثل البابليين والرومان ‏والنصارى وليس عذابهم بعثاً ربانياً !‏‎ ‎وقد عذب الله اليهود في هذا العصر على أيدي هتلر ‏والنازيين ، وليس هذا بعثاً‎ ‎ربانياً ! لأن هؤلاء الكافرين الذين عذبوا اليهود لا يستحقون أن ‏ينسبوا إلى الله‎ ‎نسبة تكريم وتشريف وبعث ، مع أنهم سبب ظاهري مادي اختاره الله ليوقع ‏نقمته وعذابه‎ ‎باليهود.‏‎
المسلمون بعث رباني على اليهود :-‏‎
لما أخبر القرآن عن تعذيب المسلمين‎ ‎لليهود اختار لهم "فعلاً" تكريمياً وعبارة تشريفية خاصة ‏بهم ، وذلك في موضعين :-‏
‎ ‎الأول قوله تعالى (لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَاب)‏
وهذا‎ ‎بعث مستقبلي لم يتحقق قبل نزول سورة الأعراف المكية ، وإنما تحقق بعد نزولها ، وتم‎ ‎على أيدي المؤمنين أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد عرفنا هذا المعنى‎ ‎المستقبلي ‏من الفعل المضارع " ليبعثن "‏
والثاني قوله تعالى (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ ‏الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً) (الاسراء:5) ‏وهذا بعث مستقبلي أيضاً لم يتحقق قبل نزول سورة‎ ‎الإسراء المكية ، ولكنه تحقق فيما بعد في ‏المدينة المنورة على يد رسول الله صلى‎ ‎الله عليه وسلم ، وصحابته الكرام. وقد عرفنا هذا ‏المعنى المستقبلي من ظرف " إذا "‏‎ ‎الذي هو ظرف لما يستقبل من الزمان .‏‎
إذن العبارتان (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا)‏
‎ ‎و (لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَاب)‏
خاصتان بالبعث الإسلامي ، الذي يبعثه‎ ‎الله على أيدي العباد المؤمنين الربانيين الذين يعذبون ‏اليهود .‏‎ ‎هذا البعث مستمر‎ ‎إلى يوم القيامة‎ ‎والمسلمون الربانيون هم المرشحون الوحيدون ‏للقضاء على اليهود ،‎ ‎وتعذيبهم وإراحة شعوب العالم منهم ، وهم الذين يبعثهم الله على اليهود ‏، ويسلطهم‎ ‎عليهم ويمكنهم منهم وينصرهم عليهم .‏‎
وأعتقد - من خلال نفحات وأنوار هذه الآية -‏‎ ‎أن تمكين الله لليهود على أرض فلسطين في ‏هذا الزمان ، إنما هو تمهيد وتهيئة للبعث‎ ‎الإسلامي القادم ، الذي يحمل جنوده الربانيون ‏العذاب الإلهي ، ويصبونه على اليهود ،‎ ‎وأرى كل الأحداث والأمور يسيرها الله لتحقيق هذه ‏الغاية الربانية الحكيمة والله‎ ‎تعالى أعلم.‏‎
المسلمون الربانيون هم الذين سيعذبون اليهود ، ولهذا فإن الله يجمع‎ ‎لهم اليهود من بقاع ‏الأرض إلى فلسطين ، ليسهل عليهم تعذيبهم والقضاء على دولتهم.‏‎ ‎وهم الوحيدون الذين ‏اختارهم الحكيم ليستمروا في " سوم " اليهود سوء العذاب إلى يوم‎ ‎القيامة ، " ليبعثن عليهم إلى ‏يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب " .‏‎
إن الحرب في‎ ‎الحقيقة هي بين اليهود - أخبث شعب - وبين المسلمين - خير أمة أُخرجت ‏للناس - لأن‏‎ ‎المسلمين هم أعداء اليهود الذين يعرفونهم على حقيقتهم ، ويكشفون زيفهم ، وهم‎ ‎الوحيدون الذين يملكون القوة للقضاء على اليهود لأن الله معهم ! وهذا ما قرره‎ ‎الصحابة ‏والتابعين - رضوان الله عليهم - أثناء تفسيرهم للآية التي نتكلم عنها‏‎ .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الذين يسومون اليهود سوء العذاب هم محمد صلى‎ ‎الله عليه ‏وسلم وأمته إلى يوم القيامة.‏‎
وقال قتادة : بعث الله على اليهود هذا‎ ‎الحي من العرب ( وهم المسلمون ) فهم في عذاب منهم ‏إلى يوم القيامة ( انظر تفسير‎ ‎الطبري لهذه الآية 13 : 104-207 ). وقد عقب ابن كثير ‏على هذه الأقوال قائلاً : قلت‎ : ‎ثم آخر أمر اليهود أنهم يخرجون أنصاراً للدجال ، فيقتلهم ‏المسلمون مع عيسى ابن‎ ‎مريم ، وذلك آخر الزمان.‏‎

‎ ‎‏ 3- سورة الإسراء‎
صراع بين رسالتين‎:-‎
‎ ‎قال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا ‏حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائيلَ ‏أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً))ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً) (الاسراء:1-3) ‏لسورة‎ ‎الإسراء اسم توقيفي آخر هو سورة بني إسرائيل ، وقد بدأت بالحديث عن إسراء ‏الرسول‎ ‎صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في ‏بيت‎ ‎المقدس ، ثم أشارت إلى البركة التي جعلها الله في المسجد الأقصى وما حوله، ثم‎ ‎انتقلت ‏مباشرة انتقالاً تاريخياً من الرسالة الإسلامية إلى رسالة موسى نبي بني‎ ‎إسرائيل عليه السلام، ‏وإلى التوراة وما كلف الله بني إسرائيل فيها. وأخبرتنا عن‎ ‎إفسادين كبيرين مقترنين بالعلو ‏الكبير يقعان على أيدي اليهود، وأطلعتنا على وضع‎ ‎اليهود في كل منهما ، وحددت ملامح ‏الرجال العباد الربانيين ، الذين يزيلون‎ ‎الإفسادين اليهوديين ، وكان تركيزها على الإفساد ‏الثاني اليهودي أكبر.‏‎
إن الله‎ ‎يريد تعريفنا على طبيعة صراعنا مع اليهود وهو صراع بين رسالتين : رسالة الحق ‏التي‎ ‎يمثلها المسلمون ورسالة الباطل التي يمثلها اليهود وسيبدأ على أرض المدينة وينتهي‎ ‎على ‏الأرض المباركة.‏‎ ‎
مظاهر البركة حول الأقصى‎ ‎‏:-‏
قد يخطيء بعض الناس في فهم‎ ‎البركة فيما حول المسجد الأقصى ، فيقصرها على البركة ‏الزراعية فهي الأرض التي تدر‎ ‎لبناً وعسلاً . صحيح أن هذه البركة موجودة لكنها بركة من ‏بركات كثيرة ، ومظهر من‎ ‎مظاهر البركة العديدة، فهي مباركة بركة إيمانية ، فللإيمان فيها ‏وجود راسخ ثابت‎ ‎أصيل ، قبل إبراهيم عليه السلام وبعده ، وهي بلاد نبوات ورسالات ، ‏وهي مباركة بركة‎ ‎إيمانية قديمة ومعاصرة ومستقبلية ، فتاريخها الأصيل هو تاريخ للإسلام ‏والإيمان‎ ‎والعبودية لله ، وهي مباركة بركة جهادية حضارية حركية ، فعليها كان يسجل ‏التاريخ‎ ‎الإيماني منعطفاته الخطيرة وأحداثه العظيمة ، وعليها كان يسجل التاريخ الجاهلي‎ ‎هزائمه ونكساته وزواله .‏‎
التاريخ عليها حي فاعل متحرك لا يتوقف ، وتُقدم أعوامه‎ ‎وشهوره وأيامه مفاجآت عجيبة ‏وأحداثاً خطيرة ومعارك فاصلة ، وزوال دول وأنظمة وولادة‎ ‎أخرى .‏‎
عليها قُصم الرومان والفرس والصليبيون والتتار ، وعليها سيقصم الله‎ ‎اليهود ويدمر كيانهم ، ‏وعليها سيقتل الله المسيح الدجال وعليها سيبيد الله جحافل‎ ‎يأجوج ومأجوج .‏‎
وهي مباركة بركة سياسية ، فهي أرض الإبتلاء والإمتحان ، وهي أرض‏‎ ‎الكشف والفضح ، ‏هي التي تكشف الخونة ، وتفضح العملاء والرايات والشعارات والدعوات.‏‎
سر الربط بين المسجدين‎ ‎‏:-‏‎
ربطت سورة الإسراء ربطاً دقيقاً بين المسجد الحرام‎ ‎والمسجد الأقصى ، وهناك سر بديع ‏لطيف للربط بين المسجدين ، فمن بعض حِكم هذا الربط‎ :- ‎
‏1- المسجد الأقصى وما حوله شهد وجود رسالات سابقة ، منها اليهودية‎ ‎والنصرانية ، كان ‏أصحابها هم الخلفاء على الناس ، والأمناء على الدين والإيمان ،‎ ‎والوارثين للأرض المباركة ‏‏. والمسجد الحرام شهد بداية الرسالة الجديدة الخاتمة ،‎ ‎وولادة الأمة الإسلامية أمة الخلافة ‏والوراثة والأمانة . فبما أن الأمة الجديدة‎ ‎تقيم حول المسجد الحرام ، فلا بد لها كي تحقق ‏خلافتها وأمانتها على البشرية من أن‎ ‎تتملك ما حول المسجد الأقصى ، وأن ترثه هي من ‏الذين يقيمون حوله.‏‎ ‎
‏2- أن السورة‎ ‎تريد من المسلمين أن يُحسنوا النظر للمسجد الأقصى وما حوله فهو مبارك ‏ومقدس كبركة‎ ‎وقدسية المسجد الحرام وما حوله .‏‎ ‎
‏3- تحذير المسلمين من المؤامرات المعادية ضد‎ ‎المسجدين ، ومن أطماع الأعداء الكافرين ‏في المسجدين ، وأن الخطر الذي يتهدد المسجد‎ ‎الأقصى ، هو الخطر الذي يتهدد المسجد ‏الحرام.‏‎
فلما أخذ الصليبيون الأقصى وما‎ ‎حوله ، واستقروا فيه ، توجهت أنظارهم وبرامجهم ‏ومطامعهم نحو المسجد النبوي في‎ ‎المدينة المنورة ، والمسجد الحرام في مكة المكرمة ، فقام " ‏أرناط ، ملك الكرك‎ ‎الصليبي ، بعدة محاولات لاحتلال بلاد الحجاز ، كادت تنجح لولا أن الله ‏هيأ لهذه‎ ‎الأمة صلاح الدين الأيوبي.‏‎ ‎
‏4- أن السورة تقدم للمسلمين المستضعفين في مكة‎ ‎المحاربين هناك بشرى ربانية ، بالفرج ‏والنصر والتمكين ، فستنتهي تلك المرحلة الحرجة‎ ‎التي يعيشونها في مكة ، وسيكتب الله لهم ‏التمكين ، فيفتحون البلاد ، ويصلون للمسجد‎ ‎والأرض المباركة ، متابعين خطى رسولهم صلى ‏الله عليه وسلم ليلة الإسراء ، ويفتحون‎ ‎تلك البلاد ، ويقيمون عليها حكم الله ، ويعيدون تشييد ‏المسجد الأقصى وبناءه .‏‎ ‎فالرسول صلى الله عليه وسلم كان ممهداً لفتح بلاد الشام ، وكان ‏إسراؤه إلى المسجد‎ ‎الأقصى إرهاصاً ربانياً بفتح المسلمين الحقيقي القادم لهذه الأرض .‏‎
إفسادان‎ ‎لبني إسرائيل‎ ‎‏:-‏‎
قال سبحانه (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً ‏كَبِيراً) (الاسراء:4) ‏‏(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً ‏مَفْعُولاً)(ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)(إِنْ أَحْسَنْتُمْ ‏أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا ‏دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً)(عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ ‏لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً) (الاسراء 5-8) ‏‏ أول مرة " وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً "- "عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ "- "وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ ‏حَصِيراً " (الاسراء: من الآيات 4-8)‏
وقال تعالى في آخر السورة عن الإفساد الثاني )وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ ‏فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً) (الاسراء:104) ‏اختلف العلماء في تفسيرهم للإفسادين ولكن جميع التفاسير السابقة لا تنطبق‎ ‎عليها الأحداث ‏التي وردت في الآيات فلا بد من إعادة النظر في فهم النصوص وأحداث‎ ‎التاريخ . لقد علا ‏اليهود قديماً وأفسدوا إفسادات كثيرة ، ونظراً لربط الآيات‎ ‎الكريمة بين المسجد الأقصى ‏والتاريخ اليهودي فإننا نؤكد أن الإفسادين متعلقان‎ ‎بالمسلمين بعد بعثة نبينا محمد صلى الله ‏عليه وسلم.‏‎
إفسادهم الأول في المدينة‎ ‎‏:-‏‎
أتى اليهود إلى يثرب هاربين من الإضطهاد الروماني واليوناني الذي صُب عليهم في‎ ‎بلاد ‏الشام ، وأُعجب العرب بما عند اليهود من مال وعلم وثقافة ، وتفنن اليهود في‎ ‎التحكم بالعرب ‏والإفساد بينهم وامتصاص خيراتهم وإخضاعهم ، وكانوا يبشرونهم بقرب‎ ‎ظهور نبي ، ‏ويهددونهم بأنهم سيتبعونه ويقتلون العرب معه ، ولكنهم لما بُعث محمد صلى‎ ‎الله عليه وسلم ‏كانوا أكثر الناس عداوة له ، وتآمروا على قتله وحاربوه مع القبائل‎ ‎العربية الجاهلية .‏‎
‎ ‎‏“فإذا جاء وعد أولاهما….. "‏‎ ‎‏:-‏‎
‎" ‎إذا " ظرف لما يستقبل من‎ ‎الزمان ، أي أن المجيء يأتي بعد نزول آيات الإسراء المكية ، ‏وبالتالي فإن عباد الله‎ ‎الربانيين سيكونون أيضاً بعدها .‏‎
‎ ‎‏“بعثنا عليكم …."‏‎ ‎‏:-‏‎
إن التعبير بالبعث‎ ‎مقصود ومراد ، فالله بعث الصحابة بعثاً من العدم فلم يكن للعرب في ‏الجاهلية أية‎ ‎منزلة. كما أن كلمة " بعثنا توحي أن مجيء هؤلاء الربانيين لم يكن متوقعاً فقد ‏بعث‎ ‎الله الصحابة بعثاً فأزالوا إفساد اليهود وورثوا قوة اليهود ، الصغيرة في المدينة ،‏‎ ‎وقوة ‏فارس والروم الكبيرة في العالم .‏‎
‎" ‎عباداً لنا….."‏‎ ‎‏:-‏‎
هذه الجملة لا‎ ‎تنطبق إلا على الصحابة لأن الله سماهم " عباداً " وأضافهم إليه " لنا "‏‎
إن كلمة‎ " ‎عباد " لا تنطبق على الكافرين السابقين الذين نسب لهم المؤرخون إزالة الإفسادين‎ ‎مثل بختنصر وغيره.‏‎
هناك فرق بين كلمتي عباد وعبيد لأنه لا ترادف في كلمات‎ ‎القرآن ، فكلمة " عبيد " ذُكرت في ‏القرآن الكريم خمس مرات في الكلام عن الكفار‎ ‎ومعظمها بصيغة : " وما ربك بظلام للعبيد " ‏أي أن الله يحاسب الكفار بعدله.‏‎
أما‎ ‎كلمة " عباد " فهي مذكورة خمساً وتسعين مرة منها أكثر من تسعين مرة عن المؤمنين .‏‎ ‎إن الألف في هذه الكلمة توحي بالعزة والكرامة وهي صفات المسلم .‏‎
‏“أولي بأس‎ ‎شديد…."‏‎ ‎‏:-‏
كانت قوة الصحابة وبأسهم في مواجهة اليهود في جانبين : الجانب المادي‎ ‎الذي تمثل في شدة ‏قتالهم لليهود ويشهد عليه حصارهم لبني قينقاع وبني النضير وقتل‎ ‎بني قريظة ومحاربتهم في ‏خيبر وإخراجهم منها .‏‎
والجانب المعنوي الذي تمثل في‎ ‎تحديهم لليهود وإذلالهم لهم ، ويشهد عليه مواقف أبي بكر ‏وعمر وعلي وعبادة بن الصامت‎ ‎وعبدالله بن رواحة وغيرهم .‏‎
لقد حكم " سعد بن معاذ " على بني قريظة حكماً‎ ‎ربانياً بقتل رجالهم وسبي نسائهم وأطفالهم ‏ومصادرة أموالهم واستملاك بيوتهم‎ ‎وأراضيهم وأثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه .‏‎ ‎
‎" ‎فجاسوا خلال الديار…"‏‎ ‎‏:-‏‎
الجوس هو تخلل الشيء والتغلغل فيه، وقد دخل الصحابة ديار اليهود، واحتلوها‎ ‎وجاسوا ‏خلالها في ديار بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة وفي خيبر وفي وادي القرى‎ ‎وفدك ‏وتيماء.‏‎
لقد أزالوا كيانهم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم أجلى‎ ‎الفاروق بقاياهم عن جزيرة ‏العرب.‏‎
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الجوس بقوله‎ ‎تعالى )وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ‏مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) (الأحزاب:26) ‏‏ )وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) ‏‏(الأحزاب:27) ‏نحن نعيش الإفساد الثاني‎ ‎لليهود‎ ‎‏:-‏‎
إذا علمنا أن إفساد اليهود الأول كان في المدينة، وأن المسلمين هم الذين‎ ‎قضوا على ذلك ‏الإفساد ، نعلم أن الكَرّة تعود لليهود في الإفساد الثاني على الأجيال‎ ‎اللاحقة من المسلمين، ‏وهي الأجيال التي تعيش في هذا الزمان :" ثم رددنا لكم الكرة‎ ‎عليهم" . ولم تكن لليهود كرة ‏على الأقوام السابقين الذين حاربوهم .‏‎ ‎
‎" ‎وأمددناكم‎ ‎بأموال وبنين….."‏‎ ‎‏:-‏‎
أي أن قوة اليهود ليست ذاتية بل خارجية، أمدهم الله بها ليقضي‎ ‎عليهم ، ويتم بوسيلتين هما ‏الأموال والبنين، وهذا ما نراه واضحاً في أيامنا هذه ،‎ ‎فالغرب يمدهم بالمال ويسهل هجرة ‏اليهود إلى فلسطين.‏‎ ‎
‎" ‎جئنا بكم لفيفاً….."‏‎ ‎‏:-‏‎
لقد مضى على اليهود أكثر من قرن وهم يأتون ملتفين في هجرات متتابعة إلى فلسطين‎ ، ‎ولن ‏يتوقف ذلك حتى يتم تجميع كل اليهود في هذه المنطقة تمهيداً للقضاء عليهم.‏‎ ‎
‎" ‎وجعلناكم أكثر نفيراً…"‏‎ ‎‏:-‏‎
أي أن الله عز وجل سيجعل اليهود الأكثر أعواناً‎ ‎ومؤيدين ، وهذا يبدو واضحاً من مواقف ‏العالم معهم.‏‎ ‎
‎" ‎إن أحسنتم أحسنتم‎ ‎لأنفسكم…"‏‎ ‎‏:-‏‎
هذا رد على زعم تفرد اليهود على البشرية، وتفضيلهم على باقي الناس ،‎ ‎فهي أوهام ‏اخترعوها ولا أساس لها .‏‎
هذا هو الإفساد الأخير لليهود‎
تحدث‎ ‎القرآن عن الإفساد الثاني لليهود بقوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ )‏
وبقوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً)‏
فكلمة " الآخرة " لا يراد بها‎ ‎يوم القيامة ، فليست هي المقابلة للدنيا ، وإنما الآخرة هنا هي ‏المقابلة للأولى ،‎ ‎الأولى في قوله " فإذا جاء وعد أولاهما " أي المرة الأولى ، والآخرة " فإذا ‏جاء وعد‎ ‎الآخرة " أي المرة الثانية في الإفساد ، وتدل على أنه سيكون الإفساد الأخير .‏‎
لماذا قال : " ليسوءوا وجوهكم " ؟‎
إن المعركة بين المسلمين واليهود لا ينتج‎ ‎عنها إبادة اليهود وإفناؤهم والقضاء عليهم ، وإنما ‏ينتج عنها إزالة فسادهم وتدمير‎ ‎كيانهم ، وتحويلهم إلى مجموعات يهودية ذليلة مهزومة ‏مسحوقة، فإساءة وجوه اليهود لا‎ ‎تعني إفناؤهم .‏‎
اليهود والمسيح الدجال‎ ‎‏:-‏‎
سيظهر الدجال - وهو يهودي - في آخر‏‎ ‎الزمان من أصفهان بإيران ، وسيتبعه منها سبعون ‏ألف يهودي ، ثم يحاربهم المسلمون‎ ‎ومعهم عيسى عليه السلام الذي سيقتل الدجال بيده الشريفة ‏، وسيقضي المسلمون على كل‎ ‎يهودي تحقيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لن تقوم ‏الساعة حتى تقاتلوا‎ ‎اليهود ، فتقتلوهم حتى ينطق الشجر والحجر فيقول :" يا مسلم يا عبدالله : ‏هذا يهودي‎ ‎ورائي تعال فاقتله".‏‎ ‎
‏( وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ )‏‎ ‎‏:-‏‎
يعود الضمير‎ ‎الفاعل في " ليدخلوا " على الضمير الفاعل في " ليسوءوا " ، فالذين يسوءون ‏وجوه‎ ‎اليهود هم الذين يدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة ، والمراد بالمسجد هنا المسجد‎ ‎الأقصى ، وهم المسلمون الذين دخلوه فاتحين أول مرة عندما حرروه من الرومان ، وتم‎ ‎لهم ‏فتح الشام ونشر الإسلام فيه.‏‎
فالمعركة عند الإفساد الثاني بين اليهود‎ ‎والمسلمين ستكون معركة إسلامية إيمانية ، وليست ‏معركة قومية أو يسارية أو إقليمية‎ ‎وليست معركة فلسطينية أو عربية أو غير ذلك.‏‎

لطائف قرآنية من الآيات‎ ‎‏:-‏‎
الأفعال‎ ‎التي تشير إلى تمكن اليهود ثلاثة هي : " رددنا " - " أمددناكم " - " جعلناكم "‏‎
الفاعل في الأفعال الثلاثة " نا " يعود إلى الله عز وجل فهو يفعل لهم تلك‎ ‎الأفعال ، وفق ‏حكمته ومشيئته تمهيداً لقضاء المسلمين عليهم.‏‎
وعند كلام الآية عن‎ ‎فعل المسلمين بهم ، فقد عرضت ثلاثة أفعال مسندة للمسلمين المجاهدين ‏هي : " ليسوءوا‎ " - "‎وليدخلوا " - " وليتبروا "‏‎
الفاعل في الأفعال الثلاثة " الواو " يعود على‎ ‎المسلمين ، صحيح أن الله هو الذي يقرر ويقدر ‏، لكن إسنادها للمسلمين تكريم من الله‎ ‎لهم ، وتشريف لهم . إذاً هي أفعال ثلاثة لليهود تقابلها ‏أفعال ثلاثة للمسلمين .‏‎

وهناك لطيفة قرآنية أخرى فعندما تكلمت الآية عن تحقق الإفساد الثاني لليهود ،‎ ‎وعن تدمير ‏المسلمين له عبرت بحرف الشرط " إذا " فقالت " فإذا جاء وعد الآخرة ،‎ ‎ليسوءوا وجوهكم ‏وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً ".‏‎
بينما عبرت بحرف الشرط " إن " عند كلامها عن إحسان اليهود " إن أحسنتم أحسنتم‎ ‎لأنفسكم ‏وإن أسأتم فلها ".‏‎
كما عبرت بحرف الشرط " إن " عند كلامها عن عودة‎ ‎اليهود للإفساد " وإن عدتم عدنا " ‏وهناك فرق بين " إذا " و " إن " الشرطيتين .‏‎
تدخل " إذا " على فعل الشرط إذا كان متحققاً وقوعه متأكداً منه ، لا شك فيه ،‎ ‎وتدخل " إن " ‏على فعل الشرط غالباً إذا كان مستحيل الوقوع أو مشكوكاً في وقوعه .‏‎
أي أن الإفساد الثاني لليهود سيتحقق وأن إحسانهم لن يتحقق.‏‎
وبما أن عودة‎ ‎اليهود للإفساد بعد تدمير كيانهم في إفسادهم الثاني مستحيلة ، عبر عنها بحرف ‏‏" إن "‏‎ ‎التي تدل على هذا المعنى " إن عدتم عدنا "‏‎

عن كتاب "حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية"‏
تأليف : د.صلاح‎ ‎الخالدي

01-27-2006, 02:16 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مصير اسرائيل في القران الكريم - بواسطة Hajer - 01-26-2006, 07:11 PM,
مصير اسرائيل في القران الكريم - بواسطة Hajer - 01-27-2006, 11:37 AM,
مصير اسرائيل في القران الكريم - بواسطة muslimah - 01-27-2006, 02:16 PM
مصير اسرائيل في القران الكريم - بواسطة Hajer - 01-27-2006, 05:56 PM,
مصير اسرائيل في القران الكريم - بواسطة Hajer - 01-27-2006, 06:16 PM,
مصير اسرائيل في القران الكريم - بواسطة Hajer - 01-27-2006, 07:24 PM,
مصير اسرائيل في القران الكريم - بواسطة Hajer - 01-27-2006, 07:39 PM,
مصير اسرائيل في القران الكريم - بواسطة Hajer - 01-27-2006, 07:43 PM,
مصير اسرائيل في القران الكريم - بواسطة Hajer - 01-27-2006, 08:03 PM,
مصير اسرائيل في القران الكريم - بواسطة Hajer - 01-28-2006, 10:04 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  اباحة (اغتصاب) الاطفال في القران JOHN DECA 22 3,437 01-21-2014, 12:54 AM
آخر رد: JOHN DECA
  مسخرة الاعجاز العددي في القران للزعم بانه كلام الله ! JOHN DECA 5 1,267 01-20-2014, 10:02 PM
آخر رد: JOHN DECA
  تناقض صارخ فى تعامل القران مع الخمر ! TERMINATOR3 44 5,559 12-17-2013, 12:03 AM
آخر رد: JOHN DECA
  معلومة فريدة من نوعها القران يحتوي على كتب متعددة ح5 حجي نور الله 3 1,053 04-04-2013, 11:36 PM
آخر رد: إســـلام
  انجيل الملك سارق من القران! الوطن العربي 49 7,318 03-03-2013, 07:32 AM
آخر رد: عاشق الكلمه

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS