جميل أن أراك من جديد هنا يا "مالك"، فقلمك يجب ألا يبقى رهين الصحافة والكتب والمقالات الجدية.

دبج مقالاتك في المواقع الرسمية إذاً، ثم عج علينا بين الفينة والفينة، وزودنا بما ينقع الغلة من كلمات وآراء تأبى الاعتقال في موقع رسمي.

بعكسك يا "مالك" أنا أرى في فوز "حماس" هذا الفوز الساحق مفتاحاً لمعضلتنا مع الاسلامويين و"يوماً أبيض". "فحماس" سوف تفشل لأن "حماس" لا تملك مقومات النجاح، ولأنه ليس في جيوب "حماس" اي مشروع سياسي ممكن غير "علب السردين" المعبأة منذ "خير القرون" وبعض الأحجبة والرقيات و"اللاءات" والشعارات والأغاني الوطنية، وهذا "الخدر" الذي عمموه في صدور شعب بائس محبط يرى في كل "قشة" على وجه الماء قارباً يعقد عليه الأمل في النجاة.

مع هذا ففوز "حماس" جاء في وقته، وهو خبر مفرح بحد ذاته. فعلى الإسلامويين أن يصلوا إلى الحكم، لأنهم لن يزيدوا إلا قوة وهم في المعارضة.

عليهم أن يصلوا، وعلى الناخب الفلسطيني أن يرى فشلهم - القادم حتماً - كي يفهم بأنهم لم يكونوا يوماً "حلاً" لأي شيء. عندها، فقط، سوف يحاول هذا "الناخب" أن يضع ثقته في حركات وأيديولوجيات - جديدة - قمينة بالثقة.

أنتظر أكثر من هذا، أنتظر أن لا تتمسك "فتح" بأي سلطة بعد، وأنتظر أن يستقيل "محمود عباس" ويعطي "للزهار وهنيه" كي "يديروا الدفة"، ثم يعكف على تنظيف "فتح" من كل الرشاوي والمحسوبيات والفساد الذي يعيث بها. بل لن أبكي كثيراً أو قليلاً لو "انفرط عقد فتح" وقامت مكانها "احزاب سياسية" ذات أيديولوجيات تقدمية علمانية ديمقراطية حقيقية تستطيع أن تبلور مشروعاً ممكناً "لفلسطين"، كي نجتاز هذه "الردة الحضارية" التي نراوح فيها منذ عقدين وأكثر.

أخيراً، أجدني أوافقك الرأي تماماً في معظم ما ذهبت إليه ...

(f)

واسلم لي
العلماني