الاخ الفاضل بهجت :
تفضلت بالقول :
...........
إني أتعجب بالفعل لم يهتم القرآن كل هذا الاهتمام بشعب صغير ضائع مثل الشعب الإسرائيلي ، إلا أن يكون هذا تأثرا بالتوراة التي استمد منها القرآن كثيرا من الأساطير خاصة قصص الأنبياء التي بهر بها العرب ، حيث لم يعرفوا من قبل مثل هذا الفن القصصي . هذا شيء مفهوم و طبيعي وكل الأديان الإبراهيمية تلجأ لهذا الأسلوب في التعليم خلال القصة المسلية ،و لكن غير المفهوم أن يبحث فيها بالغون عن مستقبل البشرية !.إن المنطق البسيط يقول أن العالم أكبر كثيرا من أن يتفرغ الله لشؤون بني إسرائيل الشعب الشريد ،ويهمل باقي البشرية لا لسبب معروف سوى ادعاءات مضحكة لهذا الشعب المشاغب . إسرائيل ليست شيئا هاما و لو اختفت لن يحدث شيء هام للبشرية ، ولكن قصصهم تملأ نصف القرآن كتاب المسلمين المقدس !. لهذا تساءلت في أي الكتب يمكن أن نعرف مصير كندا وفرنسا لأن هذه المعلومات هامة أيضا لمن يشرع في الهجرة !.
.............
الجواب:
اهتمام القران او الاسلام بقضية بنى اسرائيل و ذكر المراحل المفصلية التى مروا بها انما يرجع لعدة اسباب مختلفة فى تصنيفها و لكنى ساتناول فقط ما يهم القارئ بشكل عام
ان الرسول الاعظم ذكر بان المسلمين سيمرون بنفس الابتلاءات و نفس المراحل التى مر بها بنو اسرائيل بل اهل الكتاب بشكل عام فيحذرنا القران من الوقوع بنفس الاشكالات التى وقعوا بها فابعدتهم عن الطريق المستقيم و اوجبت عليهم غضب الله .
المسلمون فعلوا ما فعله اليهود سابقا و لكن بصورة مختلفة قليلا
فمثلا :
اليهود قتلوا الانبياء
المسلمون قتلوا ابناء الانبياء
اليهود اخرجوا المصلحين من البلاد و طردوهم و هو محرم اخراجهم
المسلمون نفوا الصالحين اذ نفوا ابا ذر قديما
و نفوا الامام الخمينى فى العصر الحديث و غيره من الصالحين
اليهود انقسموا الى فرق شتى و حادوا عن طريق موسى
المسلمون ايضا تفرقوا و حادوا عن تعاليم الرسول الاعظم
اليهود رفضوا وصاية من ولاه الله عليهم كطالوت مثلا
المسلمون رفضوا ايضا من ولاه الله عليهم و لجؤوا الى اساليب اخرى فى اختيار اوليائهم قادتهم الى ما نحن عليه اليوم

و هكذا فان المسلمين يعيشون اليوم فى نفس الظروف من العذاب و تسليط قوى عظمى عليهم تستغلهم و تعذبهم
هذا الوعد بالتسليط ليس خاصا ببنى اسرائيل فهم بشر مثلنا مثلهم
و لكن هذا الوعد و الوعيد انما لكل من يفعل فعلهم و يسير على نهجهم فنتائج عمله ستكون عذابا عليه سواء كان من بنى اسرائيل او من المسلمين .
و لو ان القران ذكر اسماء او جماعات باسمها من المسلمين لادى ذلك الى تحريف القران من الجماعات التى سيطرت على سلطان العالم الاسلامى
فكانت قصص اليهود المطابقة لواقع المسلمين انما اشارة صريحة للمؤمنين ليعلموا الحق من الباطل .
اما بالنسبة لمصير كندا و فرنسا و امريكا كما تفضلت
فبامكانك اخى الكريم ان تراجع نصوص القران التى تتحدث عن فرعون مصر و ثمود و عاد و كفار قريش و تقارنهم بهذه الدول
فالمسالة ليست مسالة ثمود و عاد و فرعون
بل ان هذه نماذج موجودة فى كل عصر و فى كل زمان
فى عصرنا هذا توجد ثمود و توجد عاد بل عدة منها
كما يوجد الاف الفراعنة كالذى وردت قصته .
طبعا انا لا انسب كندا او فرنسا بالذات للثمودية او الفرعونية
ولكن حضارة الشعوب و رقيها و تقدمها سيكون مصيره الانهيار ان تبعه ظلم و فساد .
و هذه الدول سيكون مصيرها الدمار ان تركت العدل و لجات الى الظلم و سيكون مصيرها افضل و تخرج ثمرات رائعة ان امنت .
و اما بقاؤها على ما هى عليه فمرهون بالموازنة بين العدل فيها و الظلم
فان طغى الظلم فيها فانها ستنهار و سيحق عليه الدمار و العذاب .
بالنسبة لموسى عليه السلام فاه حقيقة ثابتة بالتواتر التاريخى .
يعنى مثلا
رجل عاش قبل 400 سنة
و ليس له قبر معروف و لا اثر
و لكن الناس فى قريته يؤكدون بالتواتر جيل بعد جيل انه كان موجودا و ينقلون هذ1ا التواتر عبر الابناء
فليس من العلم و لا المنطق ان ياتى شخص و يقول بان هذا الشخص اسطورة فى القرية لانه لا توجد له اثار .
اختفاء الاثار لا يعنى عدم وجودها .
و لكن معرفته بالتواتر عبر الاجيال و هذا التواتر يحمله الملايين
فانه من غير المنطق و لا العلم ان نرفض وجود هذه الشخصية و اعتبارها اسطورية .

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار