{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
رسالة إلى الله
Relative غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 256
الانضمام: Jan 2006
مشاركة: #2
رسالة إلى الله
رسالـة إلى اللـه (2)
و نكمل مع رسالة اخره و مرسل قديم جديد.
قد نحتاج الى سعاة بريد


انظرني عينا بعين ولا تُشح وجهك عني. أنا عين هابيل الرائية بعدما قتلني شقيقي قايين. لا تحدّياً أخاطبك إنما يأساً.
هل اسخر منك الآن يا الله، لأنك العجوز الضعيف المهزول. هل أجدف لأنك الكسول النائم على مجدك المترهّل. هل ابحث عن اله أمين آخر لأنك خائن نفسك ومسلّم أتباعك في الأرض. هل الطم وجهك كي تصدق أني لم اعد أؤمن؟
كنت تقول وكنا نصدق. كنت تقول من يملك إيمان مثقال حبة الخردل يستطيع أن يقول لهذا الجبل انتقل فينتقل ويصير في البحر. الآن أسألك لا أن تنقل الجبال وتسقطها في البحر، بل أن تصدَّ منافسيك والمتآمرين عليك وتمنعهم عنا.
لا نريد أعجوبة يا الله لأننا بتنا نعرف أن أعجوبتك لن تجد مكانا لها في الأرض. لأن الشر، الشر الذي صنعته بيديك الاثنتين، قد تمرد عليك وصار الأقوى .. شر العبقرية الكبرى هذا، هو الآن، أقوى منك يا الله.
كان الشيطان أقوى، ولم يكن ثمة قوة في الأرض تستطيع أن تتغلب على الأعجوبة.
كنت تقول أن الأعجوبة تشفي المرضى. وتقيم الموتى. وتصنع الشعر. وترسل قوس قزح في العاصفة. وتُشلّ يد المعتدي. تُيّبسها. تقطعها. شرط، فقط، أن نؤمن.
كنا نؤمن، يا الله، وكنت البرهان .. لا نزال نؤمن، فأين هو برهانك الآن، ولماذا لا يتحقق؟ لماذا لا تُشَل، الآن، يد هذا الشيطان الأكبر الذي يدعى الولايات المتحدة؟ .. إذا كنت إلهاً حقّاً، فافعل ما تمليه عليك ألهوتك، ولا تطلب شيئا في المقابل.
لماذا، يا الله - أكنا نؤمن بك أم لا - تتهرب من الوهتك؟ ولماذا صرت ضعيفا وجبانا ومخذولا؟
لماذا صرت الهارب والفار والمخبئ وجهك وعينيك أمام ضحكة الشيطان القوية؟
لماذا، وأنا أناديك وأُسَمّيك لتسمعني وتراني وتعرفني جيدا، لماذا صرت، يا الله، قاتلاً في ارض لبنان وفلسطين والعراق بعدما كنت يوما إلهاً لحارقي الأرض؟ لماذا لا تستقوي بجنودك الكثر الهائمين بك وبسببك في بقاع الأرض؟ لماذا لا تحتمي بهم؟ حتى أولئك الذين مصالحهم غير مصالحك، وهمومهم غير همومك، لماذا حين يقفون في وجه الشر، لماذا لا تعضدهم وتقوّي عزائمهم؟ لماذا لا تمدّ يدك لترجِّف آلة الشرّ العظـمى، هذه التي تُدعى واقعياً ورمزياً الولايات المتحدة؟ لماذا لا ترسل طوفانك لا لتخرّب بل لتوقف الخراب، ما دمت أرسلته في احد الأيام الغابرة، وأنقذت جنسك البشري، ومعه زوج من كل صنف وحيوان، لماذا لا ترسله الآن كي تضع حدّاً لهذا الشر الذي استشرى، هذا الشر المقيم بيننا وذاك القادم إلينا بضحكات الملائكة الأشرار؟
وما دمت أخاطبك باسمي، لماذا لا تمد يدك لترجِّف آلة الشر التي تبيد شعب فلسطين، وتلك التي تلغي شعب لبنان؟
ألا يكفيك، يا الله، أن الشعوب بأسرها، الشعوب المتألمة، الرائية، الضعيفة، الحرة، القتيلة، المختلفة عن القطيع، أن هذه الشعوب ترفع إليك أيديها ضارعة مستغيثة، موقظة إياك من هربك الفظيع، من نومك الأبدي، من وقوفك الصامت - أكاد أقول - إلى جانب الشر؟
ما بالك لا تسمع، يا الله؟ ما بالك لا تستجيب شعب العراق، وهو نفسه شعب فلسطين وشعب لبنان وشعوب أفريقيا وشعوب نواحي الظلم كلها؟ ما بالك لا تراه؟ ما بالك لا تتذكر ثلاثين عاما من الفظائع منذ رميته في الجب البعثي إلى الآن؟ ما بالك لا ترى بعينيك الاثنتين، هاتين اللتين تريان الكون وما فيه وما فوقه وما تحت، ما بالك لا ترى الجحيم العراقية، جهنم البعث هذه، ولا ترى أيضا هذا الجزار الاميركي، وهو يشحذ سكاكينه - ليتها تكون سكاكين - ضاحكا، جائعا، ضحكة المجانين المرضى وجوعهم الأبدي إلى الفتك والقتل والدم والسيطرة والإلغاء؟
ماذا دهاك أيها الله؟ ألا تستطيع أن تُصوِّت في مجلس الأمن؟ أليس تحت يديك هواتف حمراء تخاطب بها المترددين كي تقنعهم بالتصويت لك؟ أتكون ضد نفسك، أم تكون يا ترى قد ارتأيت أن الشر المقيم لا دواء له سوى هذا الشر الآتي؟ أليس لديك من ترسله إلى هناك، إلى مجلس الأمن في الأمم المتحدة، لتمنع وسواس المصالح والمخاوف والضغوط والتهديد والرعب من أن ينفث غيومه السوداء فوق التشيلي وانغولا والمكسيك لدفعها دفعاً إلى التصويت للحرب السوداء؟
اكسر يا الله يد هذا الطاغوت، اخلعها خلعاً من الكوع كي ترتد عنا.
لا تنظر ما إذا أكنا نؤمن أم لا.
افعل شيئا حسنا نتذكرك به، من اجل أطفال العراق، من اجل شيوخه وعجزته، من اجل فلاحيه ونبلائه، من اجل شعرائه وكتابه وفنانيه، من اجل أساطيره وطقوس التاريخ فيه، من اجل أوثانه وآلهته، من اجل مياهه، كي لا تصير مياها قاحلة.
افعل شيئا حسنا كي لا تصير بيداء، ارض الرافدين تلك، على غرار بياديك في هذه الأرض العربية المغمورة بالبعث وبكل بعث آخر وبكل الأسماء الأخرى: من ارض لبنان إلى ارض الشام إلى ارض الأرض في فلسطين، إلى ارض الرافدين، إلى ارض وادي النيل، إلى ارض المغرب العربي كله، إلى ارض الخليج، وهي الصحراء ذات الشوك الأبدي، المبلولة بالماء الأسود المقزز، ماء الموت الذي يشتاق إليه المستبد الاميركي، ويريده ويتمنى أن ينام فيه - يا ليت - ويحترق.
اعطنا يدك، يدك القادرة تلك لا يدك الساكتة هذه، لنردّ بها كيد أعداء الحياة ونلوي أعناق أرواحهم الشريرة.
اعطنا يدك لا لنقتل بها إنما لننتشل شعب العراق - ومعه شعوب المظلومين كلها - من أيدي الطغاة كلهم، من مخالبهم، من أسنانهم الكاسرة، من أعينهم التي تلتهم وتحرق وتبيد.
اعطنا لا أن نصير عبيدك بل أن نعود نؤمن.
لا إله توراة نريدك بل إلهاً للحب.
اعطنا بدون مقابل. اعطنا كي نظل نستطيع أن نتحداك وان لا نؤمن بك.
اعطنا أن تظل تقبل كفرنا وان تظل تعطي.
فأَرِِنا الآن، أعجوبتك هذه، لا لكي نؤمن، بل من اجل أن تكون.
لا على طريقة توما، ولا من اجلنا، لكن من اجل أن تستحق أن تكون إلهاً من جديد.

عقل العويط
01-29-2006, 05:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
رسالة إلى الله - بواسطة Relative - 01-29-2006, 10:48 AM,
رسالة إلى الله - بواسطة Relative - 01-29-2006, 05:03 PM
رسالة إلى الله - بواسطة Guru - 01-30-2006, 05:39 PM,
رسالة إلى الله - بواسطة Relative - 01-31-2006, 09:40 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رسالة مفتوحة إلى رب السماء Gkhawam 1 1,006 01-28-2009, 06:21 AM
آخر رد: Gkhawam
  رسالة من القديس باسيليوس قطقط 1 674 07-21-2005, 08:37 PM
آخر رد: قطقط

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS