ما ليس يُرى هو الوطن، سنعيده نصب العيون

في السنين الأخيرة لصراعنا مع اليهود، ما غاب عنا هو الوطن، غابت فلسطين السيدة، الأم، الزوجة، الحبيبة، وحلت محلها فلسطين الممزقة المنتهكة المهملة حتى من أبنائها، لم يعد الهدف هو الوطن، بل الاتفاقية، لم يعد ما نبكيه هو حقل البرتقال، بل جمارك المعبر، لم يعد الفداء هو الطريق، بل كرسي على طاولة.
الوطن، غاب عن العيون، وأصبحت الصورة تنحصر في ربطات عنق تتداخل بين مفاوض ومفاوض، وتواقيع وتواقيع، وغضب بوش ورضى كلينتون، ووحشية شارون، ووقاحة نيتانياهو، ونفاق باراك، ومراوغة بيريز، كأن هذا الشعب سائمة لا يملك إلا الأمل وطأطأة الرأس.
ضاع الوطن من ملامح الوجوه، خبت الروح، ساد الذل، أصبح بأسنا بيننا
رحل الأب الكبير عرفات، ليسقط كل شيء بعده، ترك خلفه الأيتام للئام، يسرقون طعامهم ويبيعون أرضهم، خرجت جيوش من العصابات، تحتل وتفرض إتاوة وتقتل وتنهب وتثير الرعب ونسي الجميع اليهود، ونسوا أنهم سرقوا فلسطين.
أفق يا شعبي فأنت تتعامل مع لصوص، سرقوا أرضك ثم قالوا نفاوض، وقف خلفهم كل العالم، قال السرقة حلال، واللصوص يستحقون الحياة، وأنت ووطنك تستحقون الموت.
غسلوا عقلك يا شعب فلسطين، وعدوك بالمن والسلوى إن أنت نسيت الوطن، ونسيته لتعيش جائعا على الفتات، والآن يقولون لن تجد الفتات، فأنت تذكرت الوطن.
والله لن ننسى فلسطين، أتكون فلسطين دون عكا ، أتكون فلسطين دون حيفا، أتكون فلسطين دون اللد والرملة وطبريا ؟ لا والله، سيعود الوطن، وتعود فلسطين
أَعجَبُ من قوم يُحِلُّونَ السرقة ويُحَرِّمون النضال :rose: