وطن البلابل

وطنُ البلابلِ كفُها
مهدُ السنابلْ...
ماءٌ وحَبٌ وانتفاضاتُ الجداولْ
وارتعاداتُ البروقِ
وعطرُ أزهار الرسائلْ
يأكل العصفور من يدها
ويروى بعدها
ليطير ثاملْ!!....
موطن الاحلام والازهار
بل ألحانُ من قد كان آملْ..
*****
تنثرُ الريحُ شذاها
فاحَ من بينِ الجدائلْ..
يضحكُ الفجرُ إذا ما زارها
بين الخمائلْ....
يورق الغصنُ- إذا ما مات-
من شدو البلابلْ...
يفرحُ الأطفال في يدها
اذا ما الغيث نازلْ...
موطن الأحلام والأطفالِ
ما عادت فقط
أرضَ البلابلْ!....


عزيزي / شاعر المطر :97:

كتبت في مكان آخر
( تحيتي للجميع وأشكرك صديقتي على الترحيب
ولكنني أتمنى أن يصلني تعليق على قصيدتي ( وطن البلابل) )


ويسرني عزيزي أن أكتب بعض الملاحظات علي هذه القصيدة
أولا : من الناحية العروضية
1 – لاحظت أنك كتبت علي بحرين : الكامل في المقطع الأول والرمل في المقطع الثاني فلماذا لم تكتب علي بحر واحد إما الكامل وإما الرمل لاسيما وأن القصيدة قليلة الأبيات هذا من ناحية ومن ناحية أخري فإن التجربة في المقطعين واحدة و لا يوجد أي تغاير فالوصف هو غرض القصيدة
إن تغيير البحر من بحر لآخر يجب أن يكون لغرض فني معين ولم أجد أي مبرر لهذا التغيير
كذلك فإن هذه الحيلة ( تغيير البحر ) في الشعر الحديث لها مبرارتها عند الشاعر فمثلا قد يتغير الجو النفسي أو قد يكون هناك أصوات متعددة في القصيدة سواء كانت متعارضة أو متجادلة فيقوم الشاعر إبرازا لهذا الصراع بتغيير الموسيقي لكي يعطي للمتلقي هذا الأثر وتعوزني الأمثلة الآن لهذا ولكنها متوافرة في الشعر الحديث .
ومن ناحية ثالثة فإننا تعوزنا الدراسات الخاصة بصلة البحور الشعرية أو الوزن بالعاطفة وهي دراسة ينبغي أن تقوم علي أساس من الاستقصاء الواسع للشعر العربي وأوزانه في الأغراض المختلفة كما يقرر الدكتور أحمد بدوي في كتابه أسس النقد الأدبي ويستطرد أن أول من حاول ذلك في العصر الحديث البستاني في مقدمة ترجمته للإلياذة فقد لحظ أن الطويل يتسع لكثير من المعاني ولذلك يكثر في الفخر والحماسة والوصف والتاريخ ..... والكلام طويل فراجعه هناك ص 343 وما بعدها وستجده شيقا وإن أحببت نقلته لك ولكن الشاهد أن البستاني يقول : أن الكامل أتم البحور السباعية يصلح لأكثر الموضوعات وهو في الخبر أجود منه في الإنشاء وأقرب إلي الشدة منه إلي الرقة ....... والرمل يجر الرقة فيجود نظمه في الأحزان والأفراح والزهريات ولذلك لعب به الأندلسيون كل ملعب وأخرجوا منه ضروب الموشحات .
2- لاحظت أيضا أنك سكنت لام كلمة الجداول وحقها التحريك معتمدا علي أن متفاعلن هنا مضمرة لتصير مستفعلن ثم قمت بالتدوير وما أداك لذلك إلا لأنك تريد قافية ساكنة تتفق مع كلمة الرسائل وثامل وآمل
وكررت التسكين في لام كلمة الرسائل ولام ثامل بنفس الفكرة وهي الإضمار
والحقيقة أنني لا أستسيغ هذا الإضمار وهذا التدوير لأنه بالتسكين أقف علي آخر السطر وأبدأ بالسطر التالي بفاعلن تكملة للسبب الخفيف فكأنها تفعيلة مخالفة لتفعيلة البحر وتهتز الموسيقي
وقد كررت ذلك ثلاث مرات

ثانيا : من ناحية الغرض وهو الوصف فقد تجاهل الشعراء الآن هذا اللون إلا أن يكون في خلال القصيدة بعض أبيات تصوير أما أن يكون الغرض الأساسي هو الوصف فلا
واهتمام الشعراء الآن هو بتلك العلاقة المعقدة التي تتم بين الشاعر وبين الوطن وليس بتلك الغنائية التي تنساب في قصيدتك في اتجاه واحد هو الشدو للوطن
هل حقيقة تري الوطن كذلك منبع للعطاء والحب إلخ .. من يراه كذلك ربما هو البعيد عنه المغترب مكانيا عنه الذي يشتاق إليه أما المقيم فيكتوي بناره وبالاغتراب داخله ويعاني مشاكله
هل حقيقة هذه هي مشاعرك تجاه الوطن هل تحس بذلك فعلا .. لا أعرف كم عمرك ولكني متأكد أنه مهما كان فلك مشاكلك مع هذا الوطن التي تحتاج منك للغوص في استبطانها وإدراكها والتفاعل معها وإلا أصبح الشعر نوعا من الزيف
من ناحية الأداء الصور لا جديد فيها اللهم إلا بعض الصور القليلة ولكن القصيدة قد نجحت في ايصال العاطفة والأفكارإلي حد ما وعلي سبيل المثال
في المقطع الأول لا أجد لهذه الصورة ( عطر أزهار الرسائل ) من معني جيد
في السطر الأخير من هذا المقطع ما فائدة ( من قد كان )
وفي المقطع الثاني تكرارك لهذه الجمل الفعلية ( يضحك الفجر .. يورق الغصن .. يفرح الأطفال ) ثم يعقبها الجمل الشرطية المبتدئة بإذا جعلت المقطع خاليا من التنويع في الأداء اللغوي أنا لا أعيب ذلك ولكني أري أنه من الأفضل تنويع الأساليب اللغوية لكي يبرز الشاعر قدراته

أكتفي بهذا وأرجو أن أري لك قصائد أخري فأنت شاعر واعد




كوكو