عزيزي / شاعر المطر :97:

عادة عندما ينشر الكتاب أعمالهم ( قصة , شعر , مسرحية ) يتركون للمتلقي أو الناقد الحرية في التأول أو التفسير ولا يتدخلون لتفسير أعمالهم أبدا
فهي بمعني ما قد صارت ملكا للقارئ
يقول المتنبي
أنام ملء جفوني عن شواردها ...... ويسهر الخلق جراها ويختصم
تحمل الأبيات معني أولي وهو شدة فخر الشاعر يشعره حد أنه يثير الجدل حوله بما يمنع المتلقين من النوم الذي يهنأ هو به
وتحمل معني تابعا وهو أنه لا يتدخل بالتفسير وإلا لما اختصم المتلقون حول النص
وهناك نظريات في النقد الأدبي الحديث تسمي نظريات القارئ وهي تجعل المتلقي مشاركا للكاتب في إنتاج دلالة النص ( راجع النظرية الأدبية المعاصرة لرامان سلدن فصل النظريات المتجهة إلي القارئ من ص 199 حتي 230 ) نشر الهيئة العامة لقصور الثقافة 1996
هذه واحدة أما الثانية فإن الناقد قد يكون سئ التأويل للنص حين يبتعد تماما عن مجموعةالمحددات التي أرسلها الكاتب في النص وفي هذه الحالة قد يقوم نقد علي النقد يحاول أن يوضح إختلاف القراءة وبعدها عن محددات النص أو قد يلقي بقراءة أخري من منظور مخالف
أما أن يتدخل الكاتب بالتأويل فماذا يبقي للقارئ ؟
ولك أن تراجع الدراسة الهامة للدكتور إبراهيم عبد الرحمن في كتابه ( دراسات مقارنة ) وهي بعنوان( رمز الغزل العذري بين السياسة والتصوف ) والتي ينتهي فيها إلي أن حركة الشعر العذري كانت ظاهرة فنية معبرة عن حقيقة أخري غير الحب العذري وهذه الحقيقة تنتمي إلي عالمي السياسة أو التصوف بعد أن رصد الحالة الاجتماعية والسياسية والثقافية في الحجاز إبان تلك الفترة ( راجع كتابه المشار إليه من ص 121 حتي 169 نشر مكتبة الشباب )
وقد قرأت أو سمعت أن بول فاليري كتب قصيدة ( المقبرة البحرية ) فثار الجدل حولها لغموضها الشديد فطلب منه أصدقائه أن يقسرها لهم فكتب لهم كلاما أغمض منها فكان ضغثا علي إبالة
ويكثر في الشعر الحديث التماهي بين المرأة والوطن والقصيدة خذ علي سبيل المثال الشاعر المصري العظيم محمد عفيفي مطر الذي ربما تعرضت لبعض قصائده في هذا النادي إذا وجدت فراغا
وأخيرا فإن نصك يحمل دلالة الوطن أكثر من دلالة الحبيبة فيما أري


الإيميل موجود في النادي



كوكو