اليوم..جمعة الغضب الإسلامي
صحف غربية تصر على إهانة المسلمين وتنشر الرسوم المسيئة إلى الرسول
العواصم - وكالات الانباء:
اعادت اسبوعية «شيحان« الاردنية المستقلة الصادرة امس الخميس نشر ثلاثة رسوم كاريكاتورية كانت صحيفة دنماركية نشرتها للنبي محمد ودعت في مقالها الافتتاحي المسلمين الى «التعقل«. وفي أول رد فعل لرئيس دولة عربي على نشر الرسوم حذر الرئيس المصري حسني مبارك من ان «حملة الاساءة الى الاسلام« قد تؤدي الى تصعيد الارهاب. ورغم تصاعد موجة الاحتجاجات قامت صحف غربية بإعادة نشر الصور المسئية للمسلمين فيما حذر وزير الخارجية الدنماركي بير ستيج مولر ان اعادة نشر هذه الرسوم قد تعزز المقاطعة العربية.
وشرح الداعية الاسلامي الدكتور يوسف القرضاوي في مقابلة مع قناة «الجزيرة« دعوة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للاحتجاج بأنها رغبة في التأكيد للذين تطاولوا على الرسول والاسلام بأن هذا الأمر لن يمر بسهولة من قبل الامة الاسلامية التي يبلغ عددها أكثر من مليار مسلم.
واوضح أن انتقال حملة الإساءة إلى الإسلام من الدنمارك والنرويج إلى عدد من الدول الأوروبية يعتبر تحديا للامة الإسلامية في كل مكان، مشددا على أنه يتعين على هذه الامة أن تدافع عن نفسها أمام هذه الهجمة الشرسة التي لا يمكن تبريرها بحرية الصحافة.
وقال إن الاساءة الى أي رسول تعتبر جريمة ردة تخرج المسلم عن اسلامه، مؤكدا انه يتعين على المسلمين أن يدافعوا عن كل الرسل وعن مقدسات الأديان. ودعا الدكتور القرضاوي الى مقاطعة سلع هؤلاء الذين اساءوا إلى الإسلام، واستنكر تهديدات منظمة التجارة العالمية في هذا الشأن وقال: نحن نقول لهؤلاء لو ان أوروبا كلها اجتمعت لتحدي الأمة الإسلامية فسنقول لهم نحن سنستغني عن اوروبا وسنشتري من الصين واليابان ومن ماليزيا وغيرها. وطالب الأمة الإسلامية بأن تتجه إلى الامم المتحدة كي تصدر قانونا يجرم الإساءة إلى أي نبي من الأنبياء او أي دين من الأديان.
والى جانب عنوان «انتفاضة اسلامية ضد (الاساءة الدنماركية)«، نشرت الرسوم التي يمثل احدها النبي محمد مرتديا عمامة بشكل قنبلة. وفي افتتاحية بعنوان «يا مسلمي العالم تعقلوا« تساءل رئيس تحرير الاسبوعية جهاد المومني «أيهما يسيء للاسلام أكثر من الآخر أجنبي يجتهد في رسم الرسول ام مسلم يتأبط حزاما ناسفا ينتحر في حفل عرس في عمان أو أي مكان آخر«؟ وأضاف: «أيهما يهيء العالم للاساءة الى الاسلام والمسلمين رسوما كاريكاتورية ام مشهدا واقعيا لعملية ذبح رهينة بالسيف أمام الكاميرات على وقع هتاف الله أكبر«؟ وقال المومني لوكالة فرانس برس: «لقد تعمدت نشرها لكي يعرف الناس الامر على حقيقته ولم أنشرها بهدف الترويج. قصدت ان اشرح ما حدث، فقد قامت الدنيا ولم تقعد مع ان احدا لم يعرف ما هي القصة بالضبط«. وأضاف: «الرسوم تتضمن اساءة وليس هناك ما يقنع فيها.
فهي ليست عملا صحفيا أو حتى فنيا لكن الناس تهاجم امرا لا تعرفه وما المانع من رؤيته«؟ وقد نشرت صحيفة دنماركية في 30 سبتمبر الماضي، 12 رسما كاريكاتوريا للنبي محمد. وأعادت صحف اوروبية أخرى نشر الرسوم دعما لحرية التعبير.
من جانبه قال الرئيس المصري حسني مبارك في تصريح بثته وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية ان «حرية الرأي والتعبير والصحافة، التي نكفلها ونحترمها، لا ينبغي أن تكون ذريعة للنيل من المقدسات والمعتقدات والاديان«.
وفي اطار الاحتجاجات على نشر الرسوم المسيئة للنبي اصدر المركز المغربي لحقوق الانسان بيانا طالب فيه «المجتمع الدولي وهيئة الامم المتحدة بإقرار قانون دولي يجرم المس بالمعتقدات والاديان والسماوية والاعتداء على مقدساتها«. كما طالب البيان بمقاطعة البضائع الدنماركية ودعا الحكومة المغربية الى «تحمل مسؤوليتها تجاه هذا التهجم المشين«.
ومن جهة اخرى سارعت وزارة الاتصال المغربية مساء الاربعاء الى منع دخول صحيفة «فرانس سوار« الفرنسية بعد اعادة نشرها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة. وقال بلاغ وزارة الاتصال «لقد تم منع دخول عدد اول فبراير 2006 من «فرانس سوار« الى الاراضي المغربية بسبب نشر صور كاريكاتورية عن الرسول سيدنا محمد تحت حجج واهية كالدفاع عن حرية الصحافة«.
وقد عمد مالك «فرانس سوار« رجل الاعمال الفرنسي المصري ريمون لكح الى اقال رئيس ومدير الصحيفة جاك لوفران على اثر اعادة نشر الرسوم. ودعت تنظيمات الحركة الاسلامية بالمغرب الى الاحتجاج اليوم الجمعة على الاعتداء الصارخ على حرمة الرسول والاستهتار بعقائد المسلمين وبمشاعرهم. كما دعت الى مقاطعة البضائع الدنماركية.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في مدينة النجف ان مواطنين غاضبين من سكان المدينة قاموا برسم أعلام دنماركية في شوارع المدينة قبل ان يدوسوا عليها احتجاجا على قيام صحيفة دنماركية بنشر الصور الكاريكاتورية للنبي محمد. وفي غزة اغلق عشرون مسلحا من كتائب الياسر التابعة لحركة فتح وسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الاسلامي مكتب الاتحاد الاوروبي في مدينة غزة «حتى اشعار آخر«. وهدد المسلحون بقصف هذا المكتب والمقرات الاوروبية والكنائس كافة في غزة« اعتبارا من غد السبت.
واغلق المسلحون ابواب مكتب الاتحاد الاوروبي في مدينة غزة، وكتبوا عليها «مغلق حتى اشعار آخر«. وطلبوا من الحكومات الاوروبية «الاعتذار« عن نشر صور كاركاتورية للنبي محمد في الصحف. وقد أعلنت لجان المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الاقصى-القيادة المشتركة في وقت سابق امس «هدر دم« رعايا النرويج والدنمارك وفرنسا ودعت الى اغلاق مكاتب وقنصليات هذه الدول في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية النرويجية رون بياستاد «نحن نأخذ هذه التهديدات فعلا على محمل الجد«. وأضاف: «قررنا اغلاق مكتبنا التمثيلي أمام الزوار حتى اشعار آخر، وسنبحث في هذه الاثناء في المسائل الامنية«. وفي باريس قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي «نحرص دائما على أمن رعايانا، لا سيما في المناطق حيث توجد مخاطر«. وكان ماتيي يرد على سؤال حول ما اذا كانت فرنسا اتخذت اجراءات خاصة بعد اطلاق هذه التهديدات.
من ناحيته دعا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الى موقف «اسلامي صارم« من الاساءة الى النبي معتبرا انه «لو قام مسلم ونفذ فتوى الإمام الخميني«، بسلمان رشدي، واضع كتاب «آيات شيطانية« لما تجرأ احد على النيل من الرسول.
واكد نصرالله في تصريحات نشرتها امس الصحف اللبنانية ان «هناك مئات الملايين من المسلمين حاضرون ومستعدون ان يقدموا ارواحهم من اجل صون كرامة نبيهم«. ودعا «فقهاء المسلمين وعلماء المسلمين وقادة الحركات الاسلامية وزعماء الدول الاسلامية وكل المسلمين الى موقف صارم، لاننا اذا تسامحنا اليوم، الله يعلم ماذا سيصنعون غدا«.
واضطر سلمان رشدي الى الاختباء لفترة طويلة بعد ان اصدر المرشد الاعلى للثورة الاسلامية آية الله الخميني فتوى تهدر دمه في عام 1989 بتهمة الكفر بعد نشر روايته «آيات شيطانية«. ورصدت مؤسسة مقرها طهران مكافأة قيمتها 2.8 مليون دولار لمن يتمكن من قتله.
وقال وزير الخارجية الأفغاني عبدالله عبدالله خلال مؤتمر صحفي عندما سئل عن القضية «ندين ما حدث بشدة وبجدية بصفتنا دولة إسلامية«. وأضاف «نشر هذه الرسوم هو إهانة.. لمئات الملايين من الأشخاص«.
وتابع بأن حضارات العالم بحاجة إلى الحوار وأن «المتطرفين من جميع الأطراف« سيستغلون الجدل للإضرار بذلك. وفي باكستان المجاورة أضرم نحو 400 طالب في مدارس إسلامية النار في الأعلام الفرنسية والدنمركية ورددوا هتافات في مدينة مولتان احتجاجا على نشر الرسوم. من جهة ثانية أعلن وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر ان اعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في بعض الدول الاوروبية قد تعزز المقاطعة العربية التي تستهدف حاليا المنتجات الدنماركية.
ونقلت صحيفة «بورسن« عن الوزير قوله «يمكننا ان نتوقع ان تنتشر المقاطعة أكثر، فهناك دول لم تتخذ موقفا بعد، في حين ان فرنسا والمانيا والنمسا اعادوا نشر الرسوم«.
واوضح ان «هذا قد يعزز المقاطعة«. وقد زار السفير الدنماركي في باريس نيلس ايغيلوند صباح امس رئيس المجلس الفرنسي للمسلمين دليل بوبكر في مسجد باريس «بهدف التهدئة« في قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للاسلام. وقال بوبكر في ختام اللقاء «أشكر السفير لهذه الخطوة التي قام بها بهدف التهدئة«. وأضاف ان «حرية التعبير لا يمكن ان تعني حرية سرد أكاذيب«، مؤكدا ان «النبي لم يؤسس ديانة ارهابية بل أسس على العكس ديانة سلام. اننا متمسكون بشدة بهذه الصورة ولا نقبل بتشويهها«.
http://www.akhbar-alkhaleej.com/Articles.a...=155490&Sn=WORL