{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
تفاصيل صغيرة في الحب والحياة ...
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #13
تفاصيل صغيرة في الحب والحياة ...
أخبروني بأنه بإمكاني ألا أتابع المدونة بشكل تسلسلي لذلك سأتابع مع قصة أخرى، ريثما أستطيع أن أتابع القصة "الفريدة" أعلاه.



لا يوجد عنفٌ يُحتمل، هنالك حنان دوماً لدى امرأة

كنت بذلك الكشك لبيع السندويش في مرسيليا منذ شهرين تقريباً، وكانت هي وزوجها يعملون ويديرون فندقاً محاذياً لمكان عملي.
كانت تأتي تقريباً كل ليلة لتشتري مني البيرة، وأحياناً يمر هو أيضاً ومع أصحابه أحياناً. كنت أشعر بالانقباض من هذ االرجل المربع المسدس والذي تبدو عليه ملامح جلف رغم وسامة نسبية.
زوجته كانت لطيفة جداً، وأحياناً شرسة، أعتقد بأنها طريقتها للدفاع عن نفسها عن إنسانيتها.
كثيراً ما كنت أراها تركض في الطريق أمامي دامعة العينين بعد الساعة العاشرة ليلاً وزوجها يمر بعدها بلحظات وهو يصيح. لا بد أنه كان عنيفاً حين يسكر.
كانت حين تجيء ليلاً تلقي علي بالسلام فأبتسم لها كما دوماً، فلقد كانت تعجبني، تعجبني ابتسامتها، يعجبني رونقها وطيبتها الخالصة.
لم أعد أذكر اسمها، ربما أني لم أعرف اسمها يوماً، لم أعد أذكر.
في أحد الليالي جاءت إلي لتشتري البيرة، كانت في عينيها دموع، لا بد أن زوجها كان عنيفاً معها هذا المساء وربما ككل مساء، نظرت إلي بحزن وحنان، فقابلتها الابتسامة وحاولت تدفئة الجو بكلام طري وسؤالها عن حالها، جهزت علب البيرة ومددت يدي لها، أخذت العلب ثم أخذت يدي ووضعتها على وجنتها. كانت لحظات قليلة لكني أذكرها كما أنها اليوم بالذات، بقيت وجنتها مائلة نحو يدي للحظات ثانيتين لا أكثر، ولكنها تقول كل شيء، لقد ارتخت وتركت نفسها بهاتين الثانيتين على يدي لتحس بقليلٍ من الحنان، أغمضت عينيها، لا لشيء فقط لتتلقى ثانيتين من الحنان، وتركت ليدي العنان، لم أعبأ بشيء، لم أسحبها ولم أباشرها بأي شيء، تركتها لتنتبه بعد الثانيتين لجرأة الفعل، أخافت، أعتقد أنها خافت بل بدا عليها الهلع، ربما من زوجها، تركت يدي والتي كنت أشعر أنها استلقت عليها كقطٍ وحشي بآخر نهاره.
ارتعدت وانتفضت وحملت علب البيرة وركضت نحو الفندق.
كنت أراها في الأيام التالية كالعادة، وكأن شيئاً لم يكن.
لكنني لن أنسى يوماً تلك الصورة : صورة وجهها المستلقي على يدي ومائل عليها للبحث عن شيء من الحنان.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-09-2008, 11:26 AM بواسطة المنظم.)
02-13-2006, 03:40 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
تفاصيل صغيرة في الحب والحياة ... - بواسطة ابن سوريا - 02-13-2006, 03:40 AM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS