الحزب الشيوعي اللبناني واحد من قلائل من الأحزاب الشيوعية في العالم التي شقت عصا الطاعة لموسكو
صحيح أن سقوط الإتحاد السوفيتي كان له أثر كبير على الأحزاب الشيوعية وخاصة العربية
وذلك لأن معظم بل الغالبية العظمى لهذه الأحزاب كانت تنسخ خطابها عن وكالة نوفوستي وتتبنى قضايا دولية تقدمها على قضاياها الوطنية
إلا أن هذه القاعدة ليست عامة بالمطلق فالحزب الشيوعي اللبناني كان له وجوده الوطني وخطابه الوطني ومواقفه الوطنية والتي لا تأخذ كثيرا بعين الاعتبار هموم موسكو المباشرة

مهما يكن من أمر إلا أنه كان بإمكان هذا الحزب أن يخلع عن عاتقه تبعات علاقاته مع موسكو خصوصا و أن مرحلة وجود جورج حاوي في الأمانة العامة شهدت تلاحما بين الحزب والهم الوطني اللبناني
حاوي كان يملك مواصفات قيادية كانت قادرة على الانعطاف بالحزب في زمن تغير المعطيات الدولية والإقليمية
أما هؤلاء الذين يقوا في قعر الكأس فهم ليسوا بأكثر من حثالة شيوعية في زمن صار فيه التمسك باللقب في منطقتنا سبة
وشكلا من أشكال الإستعصاء الذي يغري أصحابه بالفتات النذير الذي يكفي لملء فم أشخاص من طراز خالد حدادة
إن العلاقة بين الحزب اليوم والنظام السوري هي أحد أهم مبررات استمرار وجود هكذا حزب فالنظام السوري صار بديلا لموسكو أيام زمان ( بلا تشابيه )

صحيح ما ذهب إليه الزميل أبو صالح من أن الأمن السوري وعلى مدى العقود الماضية كان يعمل على تفتيت الأحزاب الوطنية التي تمتد عبر حدود الطوائف ( كالقومي السوري – التيارات الناصرية – الشيوعي )
فالقاعدة في قاموس المخابرات السورية هي عشرة أحزاب صغيرة مهلهلة خير من حزب واحد
والحزب الذي ليس له طائفة هو عدو محتمل أما الحزب الطائفي فهو حزب محكوم بحدود طائفته ولن يقترب من مضارب غيره