يبدو أن الزميل ثندر يقرأ بشكل سريع و عجول ما أكتب ، ربما لأنه في حالة عصبية لا أدري ما الداعي لها ، و لماذا يصر على جرّي نحوها .
لقد ذكرتَ لي آيتين تهدمان ما قلت به أنا ، هود 87 و التوبة 103 ، و قد سبق أن ذكرت أنا في ردي الآية 103 من سورة التوبة و قلت أنها شذّت عن القاعدة التي استنتجتها ، أما آية هود 87 فلم أكن قد بحثتها ، و السبب في ذلك واضح جداً و قد ذكرته في ردي السابق و قد لوّنتها بالأزرق حتى لا تفوتك أثناء القراءة ، حيث قلت :
اقتباس:ملاحظة مهمة :
قد يأتي أحدكم و يقول لي هناك آية كذا ورد فيها كذا و هذا يخالف ما قلتَ به ، و أنا أقول له نعم هذا احتمال وارد لأني بحثي لم ينتهي في تلك الفترة ، و لم أراجعه بل توقفت عنه .
و بينت أن هدفي من عرض مسألة الصلاة و الصلوة عند الشحرور هو أن أنفي ما اتهمتني به من جهل في كلامه حول المسألة ، و أني قمت بعمل بحث موسع حول فكرته ، و وضعت لها منهجاً ، لكني لم أكمله ، و قد نوّهت إلى ذلك و وضحته في ردي السابق ، لذلك قد تجد آيات أخرى إما تهدم كل البناء أو تعززه إلخ ، فأنا لم أطرح الموضوع إلا لنفي ما اتهمتني به افتراءاً بأني أردد ما أسمعه و أني لم أقرأ كلام الشحرور في المسألة ، فبيّنت أني قرأته بتمعن شديد و اوجعت رأسي في مراجعة كلمة صلاة و غيرها ، لكني تركت الموضوع و نسيته أو تناسيته لا يهم .
اقتباس:اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
و الكلمتين هما "الصلاة" و "الصلوة" مع ألف صغيرة فوق الواو ، و أعتقد أن الصلاة حين تُكتب بالألف فإنها تعني الصلاة الطقسية (سجود ركوع إلخ) عند الشحرور ، و عندما تُكتب بالواو فإنها تعني التواصل مع الله ، ربما صلاة روحية أوشيء من هذا القبيل .
--------------------------------------------------------------------------------
لا يا سيدي
لا يا زميلي
لا باحث يا من اطلعت على بحث الدكتور شحرور
الدكتور قال بعكس هذا الذي سطرته ، أنت عكست الأمور
نعم يا سيدي أنا عكست الأمور سهواً ، فجعلت هذه مكان تلك و تلك مكان هذه ، فهل نقيم مندبة على ذلك ؟!!!
ألم يقل الشحرور أن إحداهما تعني الصلاة الطقسية و الأخرى تعني الصلة ؟؟؟
ألم يقل هذا ؟؟؟
طيب أنا عكست أثناء كتابتي للمداخلة ، و أنت تعرف كم من الأخطاء نقترف أثناء كتابة مداخلة ، خصوصاً في جو متشنج كالذي أدخلتنا به ، فهل سنقيم مندبة على ذلك ؟؟؟
هل أعمل عرس لأنك أخطأت و كتبت "لا باحث يا من اطلعت على بحث الدكتور شحرور" أم أقول أنه أسقط الياء الأولى لأنه اعتقد أنه كتبها حين كتب الياء الثانية و بسرعة ؟؟!!!
يا عزيزي لا داع لمثل هذا التصيّد الذي لا يعني شيئاً و لا يهم أحداً ، الفكرة بقيت هي هي ، فالذي أردت توضيحه في الفقرة المعكوسة السابقة أن الشحرور ميز بين معاني كلمة الصلاة في القرآن معتمدا في ذلك على الرسم العثماني ، و هنا مربط الفرس .
فهل الرسم العثماني يؤدي إلى هذين المعنيين ؟؟؟
نعم هناك صلاة بمعنى الدعاء و الاستغفار أو الصلة على رأي الشحرور و أخرى بالمعنى الطقسي ، و لكن ما ناقشته هو هل الرسم العثماني هو المعيار للتفريق بين المعنيين ؟؟؟
إن كان نعم فكيف نفسر كلمات مشابهة ككلمة "زكاة" و "حياة" ؟؟؟؟
و لا يمكنك أن تتجاهل هاتين الكلمتين لتشابه حال رسمهما مع حال رسم كلمة صلاة .
هذا فيما يتعلق بمسألة الرسم العثماني ، أما تعلقك بآية صلاة الطير ، فهذا أمر آخر و يتعلق بالمعاني و المجاز و ليس مجال بحثنا هنا (و الذي أذكّر أنه يتعلق بالرسم العثماني لكلمة صلاة) ، حيث أن صلاة الطيور و تسبيحه و تسبيح الجمادات و غيره لا يُشترط أن يكون بالمعنى الحرفي الذي نطبقه ، فهذا تسطيح شديد للغة يندى له الجبين ، فالرعد يسبّح ، فهل يُشترَط أن يسبّح بتحريك لسان مثلاً كما نفعل أو ترديد ذات الكلمات التي نرددها و يفهمها بالطريقة التي يفهمها عقلنا ؟؟؟؟
كذلك صلاة الطيور و سجود الشجر و غيره لا يُشترَط أن يكون كصلاتنا الطقسية بشكل حرفي ، و إلا استنتجنا أن الصلاة للإنسان لا تعني الصلوات الخمس .
هذا منهج غريب .
لماذا لا نفهم أن صلاة الطير هي كتسبيح الأشياء لا نفقهه ؟؟
لماذا نعمم صلاة الطير التي لا نفقهها على صلاة الإنسان التي نفقهها و نفهمها تمام الفهم ؟!!!
"تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [COLOR=Blue]وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ
هذه الآية توضح أن المقصد القرآني بتسبيح المخلوقات يختلف عن تبيسح البشر و أن الآخرين لا يفقهوه ، مما يعني أن هناك تشابه في الفكرة (التسبيح) و اختلاف في التطبيق (طريقة التسبيح) ، و بناءا على هذا يمكن فهم سجود الشجر و صلاة الطير ، لا أن نقول بطريقة مضلّلة :
[QUOTE]فالقرآن ذكر أن للطير صلاة وكل الناس يعرفون أن الطيور لا تركع ولا تسجد ولا تؤدي أي شعائر
هذا تخليط ما بعده تخليط ، و سوء فهم واضح .
فعدم فهمنا لصلاة الطير لا يعني بالضرورة عدم فهمنا لصلاتنا ، فكلا الصلاتين هي اتصال مع الله بآليات مختلفة . المسلم من خلال سجوده و ركوعه ، و الطير من خلال آلية لم يطلعنا عليها القرآن ، فقط اكتفى بذكر أن الطير يصلي .
في النهاية أرجو تميّز أن اعتراضي ليس على معنى الصلاة و التي قد تعني غير الصلاة الطقسية كالدعاء و الاستغفار ، و لكن اعتراضي على أن الرسم العثماني هو المعيار لذلك الفهم ، و السبب في ذلك ليس مزاجي و لا مزاجك ، بل لأنه لا يعتمد على قاعدة يمكن استخلاصها من الرسم العثماني لكلمات مشابهة (حياة و زكاة) .
و بالعودة للآية 103 من سورة التوبة التي تقول :
فالصلاة هنا مكتوبة بالواو ، و التي يقول الشحرور أنها تعني الصلاة الطقسية ، لكن الآية لا يمكن أن تعني الصلاة الطقسية ، لأنه الرسول لا يمكن أن يصلي عليهم صلاة سجود و ركوع ، بل هي هنا بمعنى الدعاء لهم و الاستغفار كما قال المفسرون . و هذا ينسف ما ذهب إليه الشحرور فيما يتعلق برسم كلمة صلاة في القرآن .
ملاحظة : قد يعتقد القاريء أن الشحرور جاء بجديد حين قال أن كلمة صلاة في القرآن قد تأتي و لا تعني الصلاة الطقسية ، فأقول له أن هذا المعنى معروف و تجده في كتب التفسير حين تفسر آيات ك"الله و ملائكته يصلون على النبي" و غيرها .
تحياتي