{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أرجوكم إسمعوني...
عوليس غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,023
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #3
أرجوكم إسمعوني...
من فوق جبل "الظهران"، المدينة الحلم بشرق السعودية، تبدو الأشياء برتقالية و وهجها يشعرني ببعض الإنبساط...

أسرح ببصري ملأ المدى، وآخذ نفساً عميقاً، فترتسم ابتسامة سرعان ما تختفي

أشعر بثقل شديد، وأتثاءب بين الفينة والأخرى، وأعرك عينيّ متململاً من كل شيء

أتساءل في نفسي
كيف يشعر الأصدقاء وهم يقرأون هذه السطور؟
ماذا يتوقعون أن أقول؟

فأبتسم مرة أخرى وأقول: يا فتى!
كنتَ قد طلبت منهم أن يستمعوا إليك، فلم أنت مهتم بما يشعرون، أولم تك راغباً أن يسمعوك؟؟؟

فيأتي الجواب الذي لا يروقني أبداً...
ربما لأن هؤلاء الأصدقاء لم يتسنى لهم سوى أن يَرَوْكَ على الصورة التي رسمتَها لهم، وربما أنت نرجسي أكثر مما تظن .. فتحب أن تلفت الأنظار إليك
أو، وهذ احتمال يروقني جداً، أنا أحب كل الرفاق في النادي، وأحترمهم جميعاً و بَوْحي لهم بمشاعري ليس سوى مزيج من الرغبة في الإشباع العاطفي، والرغبة في نصائحهم، وليس تسولاً لتعاطفهم، فأنت يا فتى أوفر حظاً من مليارات البشر على كوكبك، وفي الواقع أنت لم تقدم شيئاً مقابل ما حصلتَ عليه....

حسناً

خيالي يعود إلى الوراء ثمانية أعوام، حيثُ كنتُ في الثانية عشر
(توقف عوليس، هنا عمرك يفاجأ الكثيرين، والكثير من الأصدقاء القريبين .. يا كذاب ههههههههه) :lol:

ولك وجه تضحك بعد؟
والله اللي مو عاجبه .. بكيفه!!:D

المهم أني مرتاح، والمهم أنك قد عرفتَ ذلك عزيزي القارئ .. فلا داعي لهذه النظرات المعاتبة!!!


كنتُ أقول، الفتى كان في الثانية عشر، كانت الأيام جميلة .. تمضي وأنا هادئ البال .. أرتقب الإجازة الصيفية على أحر من جمر

والوجهة، كالعادة السنوية، إلى المدينة المنوّرة..

في السيارة مع والدي، أقضي الطريق بأسئلتي التي لا تنتهي، عن أحسن لاعب كرة قدم، وعن السماء وعن الصحراء وعن الله والسنة والشيعة .. وأجوبته كانت تأتي مقتضبة لا تتوافق وحجم السؤال

وبالطبع أركن للهدوء، فهذا الجواب، كالعادة، غير مقنع، وربما إطنابي في الحديث، وكم المعلومات الذي أوصله إلى عقل المستمع / القارئ .. يشوّش كثيراً عليه

ماذا أفعل .. كنتُ طفلاً دائم التفكير، عاشقاً للأحلام .. ولا بأس..

أبقى بالساعات أنظر للرمال الصحراوية وألوانها تتغير حسب تغير التربة وابتعاد المسافة عن مدينتي (الأحساء ، أو هجر وهذا إسمها التاريخي)

المهم..

تمضي المسافات وأنا مستمتعٌ بوحدتي، وأشطح بخيالي بعيداً حيث البدو يرعون أمام خيامهم، والطريق تملؤه الجمال، فيخالج الحلم معلومة قرأتها مؤخراً في "الموسوعة البحرية"ـ التي بدأت قراءتها في الثامنة، ومازلتُ أقرؤها حتى الرابعة عشر، وكنت أعيد قراءتها عشرات المرات دون ملل

كنت أردد في نفسي أسماء لازلتُ أشعر برجفة خفيفة لذيذة كلما تذكرتها

إبن ماجد أمير البحر العربي، وهو يقطع البحر ببطولاته الأسطورية .. وقراصنة هولندا الذين ترسو سفنهم في شواطئ الشرق الأقصى فينهبون الخيرات ويعبثون بالبلاد.. و"الفايكنج" المتوحشون بقرونهم وشواربهم الحمراء .. وأفريقيا التي تقتلها أيام المسغبة والجوع دون أن يأبه بهم المتسعمر الإسباني أو الإنجليزي ..
وأشياء أخرى ترقص في مخيلتي .. يتقلب مزاجي كلما تنوعت مشاهد الفرح والمرح، ولم يكن يقطع وحدتي سوى طلبات أمي التي لا تنتهي عن جوعي أو عطشي، أو لتوجه الانتقادات بمناسبة أو دون مناسبة، أو أنني أفقد هذه الوحدة بعراكي مع أختي / الخصمة اللدودة
كنتُ عنيداً .. وعنيداً جداً ..فإن كنت المظلوم في المشاجرة .. فإنني أصرخ بهستيريا، فيضيع ما أريد قوله وسط الهرج والمرج
وإن كنتُ الظالم، فإنني ألزم الصمت، وهو ما يقود الحكم (أمي في هذا المجال) إلى التشفي، أو هكذا كنت أتصوّر
أمي التي أعشقها بجنون .. لم أدرك بأنه ليس من السهل عليها أن تكون مثالية، كما كنتُ أظن نفسي

كنتُ أراها تفعل الأخطاء الصغيرة، لكنني كنتُ أجعل من هذه الأخطاء قضية كبيرة وأهولها وأفخمها..
كانت المثالية عندي أن تعتذر لي حين تخطئ، ولكن هذا كان مستبعداً، وكانت ترى بأن الإعتذار كبيرة في حقها .. فهي أمي، وإن بصقت على وجهي!!!!!!

وبعد كل مشاجرة، تحدث، وبعد أن أغرق في دموعي، أعود لوحدتي .. إلى الرمال

كانت صوراً ترجفني .. صورة لكولمبوس وهو يمشي في خطًى متباطئة بعد أن قدّمَت له ملكة إسبانيا دعمها لاكتشاف الطريق الغربية إلى الهند..
صورة أخرى للرعود.. وصوت البرق، وبحارة كولمبوس وهم ينزلون شراعاً ويشدّون آخر
صورة أخرى للهنود الحمر وهم يَسقُطون قتلى عل يد الأشقر الغريب

ثم فجاة، ينقطع مشهد الرمال الصحراوية، وتختفي الجمال، وترتفع سيارتنا، عبر الطريق الذي يشق هضبة نجد...

هنا .. تقفز كلمة نجد إلى رأسي..
شعور عظيم بالكره لها..
كرهٌ عظيم لهؤلاء البدو الرعاع الذين يسرقون نفطنا
كرهٌ للكلاب الذين قتلوا أجدادنا المعارضين لضم الاحساء إليهم
كرهٌ للجلف الذي يلبس من نفطنا، ويشرب من نفطنا، وينام من نفطنا، ويتعلم من نفطنا، ويستحم من نفطنا، ويلبس شماغه من نفطنا، لكنه لا يجد حياء في شتنمنا و وصفنا بالشيعة الذين لهم ذيول، أو الذي يصورهم على أنهم كائنات أخرى، ويسخر من مدينتهم البدائية غير المتحضرة...!!!!


كطفل، لم أتلقى هذا السعاية بنجد والوهابيين، ولما أتلقن هذا التحامل على الجميع، لو يكن هناك شعور داخلي في وسط قومي وبيئتي بالقهر الحقيقي، مما يجعلهم غير مدركين لخطورة زرع مشاعر الضعف والقهر والإنهزامية في نفس الطفل...

ربما هذا يوضح بجلاء صورة الشيعي السعودي المبهمة، ومواقفه، ونفسيته....

في هذه الساعة، يتبادر إلى نفسي سؤال: هل لو كانت هنالك علمانية جزئية، لأسهمت في محو هذه المشاعر السلبية لدى الشيعة والسنة؟

أم أن عقد النقص والمظلومية والحزن ستبقى بحيث ما يزال الشيعي يرى أنه مظلوم من السنة ومن أميركا وأذنابها الكلاب إذ أنهم يمنعونهم من الحكم في البحرين والعراق ولبنان؟؟؟؟؟

وهل ستنتهي فوبيا الظلم الذي لن ينتهي إلا بظهور المهدي الغائب ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن تملأ ظلماً وجورا؟؟؟

أسئلة أقف عاجزاً أمامها، وشعور بالضيق، شديد على نفسي أحاول أن أغيره باستنشاق الهواء، لكن أنفاسي متعبة .. وهو لن ينقطع (أي هذا الضيق) مالم أجد حلاً لأسئلتي التي مالزلتُ لا أدري إن كانت ستجد حلها يوماً

وأما الوقت الذي أقضيه لأشغل نفسي عن هذه الأسئلة فهو سوف لن يلغيها من ذهني، بل سيأتي غدٌ، أو بعد غد، فأعود إلى ذات الكآبة، وذات اللحظة التي أعيش فيها الضياع و"اللا إنتماء"...


يتبع...
11-29-2004, 07:05 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 11-29-2004, 06:18 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 11-29-2004, 06:32 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 11-29-2004, 07:05 PM
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة دوريمي - 11-29-2004, 07:49 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة The Godfather - 11-30-2004, 06:29 AM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة Alcon - 11-30-2004, 11:20 AM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة خالد - 11-30-2004, 12:06 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 11-30-2004, 12:32 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة Alcon - 11-30-2004, 12:48 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 11-30-2004, 01:25 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة AntiVirus - 11-30-2004, 10:29 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 12-01-2004, 10:41 AM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة غربة - 12-01-2004, 11:55 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 12-02-2004, 08:51 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة جادمون - 12-02-2004, 09:09 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة Arabia Felix - 12-03-2004, 12:53 AM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة العلماني - 12-03-2004, 01:02 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 12-04-2004, 02:47 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 12-04-2004, 05:27 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة ابن سوريا - 12-05-2004, 01:56 AM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة إخوان الصفاء - 12-05-2004, 01:46 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة Alcon - 12-05-2004, 03:28 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة حسان المعري - 05-24-2005, 09:07 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة Arab Horizon - 05-25-2005, 03:56 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة ريفي - 05-25-2005, 04:26 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 05-25-2005, 04:32 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أرجوكم : اتركوا هذه الساحة اجتماعية، ولا تجروا إليها الدين والسياسة وغيره !!! أبو إبراهيم 10 2,925 08-28-2010, 12:51 AM
آخر رد: العلماني
  مشكلتي مع ال........؟؟أرجوكم ساعدوني ليال2 25 4,627 12-13-2006, 03:10 AM
آخر رد: الباحثة عن الحرية

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS