{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أرجوكم إسمعوني...
عوليس غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,023
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #10
أرجوكم إسمعوني...
مازال جسمي ثقيلاً بفعل تلك الكبسولات اللعينة، وأشعر بنعاس أحاولُ أن أقتُلَهُُ عبثاً بفنجان قهوة حلوة .. لكنني أصرّ على أن أكمل هذا الفصل من رحلتي إلى المجهول...

لا أعرف أين وصلتُ، لكنني سأبدأً من حيث أودّ البدء، وحقي هذا ينطلق من كوني أوجّه رسالة لمن أريد، ولمن يفطنون أنهم المعنيون أقول: إن فهمتَ أنك معني بأي شيءْ في هذا الفصل، فلا تتعب نفسك بالتفكير كثيراً .. فالكلام هنا واضحٌ جداً ولا مداورة فيه...


كنتُ في الخامسة عشر...
كنتُ مراهقاً متذبذب التفكير...
أفهم ما يهمني من الدين، وأعرف عن عقائد الشيعة ما يعرفه أي مراهق درس في حلقات المسجد والحسينية، إذ كنتُ قد قرأتُ كتب العقائد لأكبر مناطقة الشيعة، كدروس في العقيدة لمحمد تقي مصباح اليازدي، وعقائد الإمامية لمحمد رضا المظفّر، وكنتُ استمع لمحاظرات الإمام محمد تقي شمس الدين على قناة أوربت الإعلامية.. إضافة إلى ما في رصيدي من معلومات فقهية وتاريخية اكتسبتُها مشافهة من شيوخ بلدتي، أو استقتُها من والدي، أو عرفتُها يوماً من صديق ملتزم أثق به..
إلى جانب كل ذلك، كانت معلوماتي عن الوهابية كافية بحيث أناقش بها أي خصم وأنا في مثل ذلك العمر، إذ أنّ واحدنا كان يتخرج من المدرسة وقد قضى حياته في دراسة تراث أهل السنة والجماعة، وحكايات أهل السلف الصالح وبطولاتهم وأفعالهم، وكانت دراسة مفصلة مملة، بما يزيد عن ثلث المادة المدروسة من العلوم التطبيقية، ويا عجباً لهذا الزمن.. رغم كل ذلك التشدد، وكل تلك المعلومات عن عهد خير القرون، ذلك العهد النظيف الطاهر الللطيف، ورغم كل ذلك الحديث عن الجنة والنار، والتحذير من الوقوع في المحظورات، كبيرها وصغيرها، إلا أن واحدنا كان لا يحتمل أن يقع بصره على مشهد قبلة ساخنة في التلفاز ليغيّره

كانت تلك الأيام تنتشر أسماء مسلسلات مدبلجة مثل "Gـوادا لبّي" و "ماريا مارسيدس" وغيرها مما أنتجه اللاتينيون، فانتشر في أنحاء العالم، بما فيه العالم العربي، والذي كانت تترجم فيه هذه المسلسلات فترسل إلى معظم دوله، قادمة من لبنان..

كان الجميع يحذّر من تلك المسلسلات، ومن حرمتها، وخطرها على الأجيال، وكان الجميع يشاهدها خلسة، ثم يخرج ليحذر منها في الشارع العام...

كان الجميع يحذر من الستلايت ويتناقلون قصصه عن فتى اغتصب أخته بعد أن شاهد فلماً إباحياً، وآخر اختطف طفلا ليغتصبه جنسيا بعد أن كان يكثر من مشاهدة الأفلام الخليعة ويستمني عليها، والآن صار الجميع يشتري هذا الستلايت، بدء من صاحب أكبر ذقن في بلدتي، وحتى أصغر مراهق يعيش أعزباً في غرفته...

كانوا كلهم يتحدثون عن الغرب المتآمر الذي يريد تدميرهم بهذه المسلسلات، وبهذه الأفلام السيئة...

وبالطبع، كنتُ جزءً من هذه "الهمروجة"، فأنا كنتُ أستمع لأغاني "عبدالمجيد عبدالله" خلسة وكنت أردد في داخلي أحد أحلى أغنياته (الله ما أكبر غلاك)، وكنتُ أستغرب سبب تحريمها رغم أن كلمات الأغنية جميلة، ورغم أن ما فيها لا يتجاوز ما تحتويه أي قصيدة شعبية أو أهزوجة محلية من غزل عفيف وبهجة باعثة

كما كنتُ مغرماً بأغنية لعمرو دياب إسمها (حبيبي يا نور العين) .. لكنني كنتُ أثور حين أرى عائلتي وهي تتحلق حول التلفاز، لتشاهد تلك الأغنية الجميلة، فتتذرع أمي بأنهم يشاهدون أزياء الراقصات فقط
كنتُ أزدادُ غضباً على هذا التناقض، فهم يشاهدونها بكل انبساط، ولو أني قلتُ أنها تعجبني، وأنكرُ على من يحرمها، لهاج واحدهم وماج عليّ، أنا، من لا أنكر الباطل ولا آمر بالحق، وأخوض في الدين بغير علم ..!!!

وأنا لا ألومهم، فهم كانوا جزء من هذا العالم المتناقض

وأنا كنتُ جزء منه



من جديد أحس بنعاس شديد وخمول ثقيل على نفسي، ومايزال طعم القهوة الحلوة من الفنجان الثاني عالقاً في لساني..

لكنني مازلتُ أصر على أن أكمل هذا الفصل، ولا أعرف إلى أين سأصل...


المهم، كنتُ أقول بأن واقعي المرّ، كان قد سبب لي نوعاً من الإضطرابات في شخصيتي حين أتعامل مع الآخرين في حوار فكري، أو حتى في أي حواري يومي عادي، كنتُ أفسر هذه الحالة بيني وبين نفسي على أنها "الإزدواجية في التفكير" (هكذا كنتُ أعبّر عنها!!) .. إلى أن عرفتُ أن لها تشخيصاً طبياً يسمى benign schizophrenia (شيزوفرينيا حميدة) وكانت هذه حالة بسيطة من مرض الشيزوفرينيا، وقد كانت حميدة، أي أنها مرحلة سهلة يمكن التعافي منها بسهولة ..

وهذه الحالة ببساطة أن المريض يعاني اضطرابات إزاء واقعه فيحدث له انفصال بين النواحي العقلية من الشخصية والنواحي الوجدانية فيها.


على كل حال .. استمر الأمر كذلك، وأنا مازلتُ غير متأكد من كوني جعلتُ أهول الأمور، إذ أجعل من كل تلك الأسباب الإجتماعية (التعليم .. انعدام المثالية في منزلي، وأسبابٌ أخرى تأتي لاحقاً) أقول لا أدري إن كانت فعلاً تلك الأمور هي سبب ما أنا فيه من فقدانٍ لهويتي وشخصيتي، أم أنّ هناك شيئاً آخر، وأنا إذ أتساءل، فأنا صادق في رغبتي بمعرفة الأسباب الحقيقية لأعمل على تلافيها في المستقبل، وأسعى إلى توعية الآخرين لعدم الوقوع فيها...

(أعود بعد أن أنتهي من الصلاة التي أنا ملزمٌ أن أتوقف عن الكتابة لها، حتى تنتهي، فأعود).....

عدتُ..

أنا أحدثُ نفسي بكل شيء .. وعن أي شيء .. وكل لحظة تمر، لا بد أن يخامرها طيفٌ بهيم..

صورٌ متفرقة، من هنا وهناك...

صورة الليل في منزلٍ كبير بمدينة كلاردشت الإيرانية، وكيف كان الدفأ يملأ الداخل، وأما الخارج، فقد كان عالماً آخراً تماماً

كنتُ أمشي وحيداً في المساء لأشتري الخبز الحار، وكنتُ أشاهد تلك الزقاق المبتهجة، والجميع لا يعتبرون بدين أو وهم، ولا صوتاً يصدعُ المكان سوى صوتُ الأغاني الفارسية بموسيقاها الرائقة، والفتيات يمشين بهدوء كهكل النمل، خلاف كل الإيرانيين في المدن الأخرى، فالناس هنا، في كلاردشت، أكثر رومنسية، وأكثر اهتماما بالحاضر، وأكثر حبا للحظة، يقضونها في حياة اللهو والحب والكسب....

صورةٌ أخرى لمدينة "الطائف" بالسعودية...
كيف كان العصر مغيماً في نهارٍ صيفيّ حار
كان الرّمان شديد الخضرة في أشجاره ، وكانت المساحات المنبسطة تُعيد إلى ذهني قصص الحبّ القديمة..

(..يا إلهي، ترى أين تقيمين يا عنقاء؟..)
(في أي قرية أجدكِ يا بدوية؟)

فيتبع ذلك الطيف صورةٌ أخرى، فتاةٌ باسمة بثوبٍ بدوي طويل، رماديّ اللون، وشعرٍ أسود طويل مبعثر بطريقة فذّة
وكنتُ ذلك الفتى الخجول، أراقبها عن بعد، وأنا أبتعد عن طيفها، شيئاً، فشيئاً، حتى يضمحل ورائي، بعد أن تبتعد السيارة...


لا أعرف لم تحذّرني نفسي من الإبتزازيين!!!

أشعر أنني في أي لحظة مهدد بالهجوم، فأنا واضحٌ جداً الآن، والكثيرون لهم مصلحة في النيل مني، وأنا لم يستطع أحدٌ أن ينال من كبريائي وثقتي، لكن شخصاً ما يستطيع إسقاطي بكل سهولة في لحظة الضعف التي أبدو عليها الآن...

لا أعرف كيف أفسر هذا، لكنني أدرك بأن ما أفشيه الآن ربما ينعكس سلباً على إسلوب تعامل الأصدقاء معي، وخاصة صديقي (الغريب)...

(توقفتُ الآن، وشعورٌ بالإحتقان في نفسي، لم يزله سوى زفرة أطلقتُها من الأعماق...)

إلى هنا، أطلبُ من أبي أن يتوقف عن متابعة الموضوع، فما تبقى هو أمر خاص جداً بيني وبين أصدقاء .. وعتاب أحباب ... لا صلة له بالواقع، وإنما أضغاثُ أحلام، أو ما شابهها، في منتديات إنترنت


يتبع
11-30-2004, 01:25 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 11-29-2004, 06:18 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 11-29-2004, 06:32 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 11-29-2004, 07:05 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة دوريمي - 11-29-2004, 07:49 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة The Godfather - 11-30-2004, 06:29 AM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة Alcon - 11-30-2004, 11:20 AM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة خالد - 11-30-2004, 12:06 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 11-30-2004, 12:32 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة Alcon - 11-30-2004, 12:48 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 11-30-2004, 01:25 PM
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة AntiVirus - 11-30-2004, 10:29 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 12-01-2004, 10:41 AM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة غربة - 12-01-2004, 11:55 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 12-02-2004, 08:51 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة جادمون - 12-02-2004, 09:09 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة Arabia Felix - 12-03-2004, 12:53 AM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة العلماني - 12-03-2004, 01:02 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 12-04-2004, 02:47 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 12-04-2004, 05:27 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة ابن سوريا - 12-05-2004, 01:56 AM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة إخوان الصفاء - 12-05-2004, 01:46 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة Alcon - 12-05-2004, 03:28 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة حسان المعري - 05-24-2005, 09:07 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة Arab Horizon - 05-25-2005, 03:56 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة ريفي - 05-25-2005, 04:26 PM,
أرجوكم إسمعوني... - بواسطة عوليس - 05-25-2005, 04:32 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أرجوكم : اتركوا هذه الساحة اجتماعية، ولا تجروا إليها الدين والسياسة وغيره !!! أبو إبراهيم 10 2,925 08-28-2010, 12:51 AM
آخر رد: العلماني
  مشكلتي مع ال........؟؟أرجوكم ساعدوني ليال2 25 4,621 12-13-2006, 03:10 AM
آخر رد: الباحثة عن الحرية

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS