نيوترال

(f)

كمبيوترجي

المقال عبارة عن مقتطفات من كتاب "ذهنية التحريم" للدكتور "صادق جلال العظم"، الذي دافع فيه عن "سلمان رشدي وحقيقة الأدب" إثر روايته "الآيات الشيطانية" التي أدت إلى إهدار دمه من قبل "آية الله الخميني" في أواخر الثمانينات.

المقال يلخص "معارضة المقدس" في التاريخ الإسلامي، ويوضح شيئاً عمن تصدى لها من العلماء والمفكرين والمبدعين تحت ظل الخلافة. ويبرز - كما ترى - بعض الآراء والأفكار التي تصدت "للمقدس الديني الإسلامي" وكيفية تعامل "العقول المناوئة" معه.

أعتقد بأن "معارضة المقدس" بحد ذاتها هي جزء من "استعادة الوعي" والسير على درب "العقلانية المحضة". وهذا كله يصب في تطور ورقي العقل الإنساني، فالشك والتساؤل ومحاولة الإدراك عن طريق العقل وحده هم "مفاتيح الفلسفة" و"مفاتيح العلوم". بدونهم، لربما ما زلنا نعيش عصر "النيندرتال" ولم ننزل عن "الشجر" بعد.

صادق جلال العظم، وهو أستاذ الفلسفة المرموق، لا يسخر، ولكنه يبحث ويستقصي ويراجع. وما أدرجه في كتابه عن "معارضة المقدس" كان بهدف إيضاح أن لدينا تاريخاً واسعاً من "عدم قبول الميتافيزيقيات" في الحضارة العربية الإسلامية. وأن "النقد المعاصر" للدين ليس "بدعة جديدة" في عصرنا، ولكن جذوره تمتد إلى زمن الرسول والصحابة.

أخيراً، صادق جلال العظم نفسه كان يوماً ما "سلمان رشدي العرب". فلقد أصدر في أواخر الستينيات وأول السبعينيات (لم أعد أذكر التاريخ بالضبط) كتاباً بعنوان "نقد الفكر الديني"، تناول فيه، على محك العقل، قصة إبليس في القرآن وظهور العذراء في "فاطمة"(البرتغال)، وعدا هذا من بعض القصص الديني.
يومها صودر الكتاب وحكم بتغريم الكاتب (في بيروت على ما أذكر) وتعاون رجال الدين مع السلطة من جديد على قمع حرية التعبير.

هذا باختصار ...

واسلموا لي
العلماني