سأتناول بضعة جوانب من التي أثارها المقال المنقول من قبل الزميل لوجيكال:

المسلمون والعنف:

كل مجتمع بشري يتوزع طبيعي في حالة ترك تنظيمه تحت الناقوس الطبيعي، وتحت هذا النقوس تجد كثرة من الناس تقع في منتصف الطريق بين الطرفين، وقلة تختار العنف وقلة تختار الاستسلام.
وحين نجد مجتمعا كبيرا كالمجتمع الإسلامي، لا شخص بعينه قادر على ضبطه ضبطا مقصودا الآن، يفرز نسبة ممن اختار العنف للتعبير عن رأيه فلا ينبغي أن نعجب فهذا شيء طبيعي جدا.
على أن العنف بذاته ليس أمرا جيدا ولا سيئا، بل عنف فقط. وهو أحد النشاطات البشرية الطبيعية الممارسة منذ وجد البشر على الأرض. وحين وصفه بالخير أو بالشر، فلا بد من معايير خارجة عن العنف ينسب إليها، وتنبثق هذه المعايير عادة من وجهة النظر عن الحياة والزاوية التي ينظر منها الإنسان إلى العالم.

العلم والثقافة والموبيل:

كلمة العلم إصطلاحا هي كلمة فضفاضة، ينسب إليها الكثير من الناس ما لا ينبغي نسبته إليها، وهذا قد يجعل المصطلح بذاته مضللا.
العلم ضمن معناه اللغوي هو المعرفة، إلا أن ما نسميه اليوم علما ليس هو بالضرورة كل معرفة.
العلم المرتبط بالمدنية، والقائم على التجربة والملاحظة والاستنتاج، والذي يبحث في مادة الكون وكيفية فهمها وتسخيرها، هذا العلم لا علاقة له بوجهة النظر عن الحياة التي يعتقدها حامله، فلن تتفجر الذرة بطريقة مغايرة إن فجرها شيوعي أو رأسمالي، محافظ أو ليبرالي، مسلم أو نصراني أو هندوسي.
وقد رأينا أن التباين الشاسع في النظر إلى الحياة بين الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة لم يمنع كلا منهما من تفجير الذرة وغزو الفضاء وتسخير الالكترون.
أما العلم المرتبط بالحضارة، والقائم على الاخبار والتلقي والاستنباط، والذي يبحث في السلوك البشري والعقلية البشرية، هذا العلم مرتبط أساسا بوجهة النظر عن الحياة، ولا ينبثق إلا منها. ويفرق السلوك البشري كثيرا إن بني على أفكار ومفاهيم متغايرة.
فالذي مفهومه عن البيت أنه محل للسكنى سيخالف ترتيب بيته من نظر للبيت على أنه قطعة فنية.
ومن يرى أن الأشياء مخلوقة لخالق سيتعامل معها بشكل يختلف عمن يراها وجدة خبط عشواء.
ومن يظن أن المنفعة المادية هي الأساس الذي تقاس عليه المعايير سيخالف في سلوكه من اعتبر المنفعة الانسانية أو الروحية أو الأخلاقية أساسا.

ثم، لو جمعنا كل فلاسفة الغرب، وسياسييهم، واقتصادييهم، وأطبائهم، فلن يصنعوا موبايلا واحدا، من يصنعه هو مهندس الإلكترونيات.

أما عن طائفتان من المسلمين اقتتلوا، فلأن الطائفة اسم جمع، وترى أنت في لغة الانجليز أنك لا تضع حرف s بعد الفعل الذي يتبع people لأن كلمة people وإن كانت مفردا فهي إسم جمع.
نقول:
the people elect the president
ولا نقول
the people elects the president

وكل من الطائفتين والشعبين والأمتين يتقاتلون جماعة ويصطلحان مثنى. هكذا قالت العرب، وهكذا تقول، وهكذا ستقول، وهذه مراجعنا فانظرها، وقد سمع أساطين اللغة القول فما خطؤوه على العداوة وبسط يدهم على محمد وصحبه، فما بال مولدي اللسان يخطّؤون أهله؟

القرآن والواقع المعاش

حين نتحدث عن الواقع المعاش، فنحن نقصد الحياة العامة التي يبرز فيها رأي وشعور عامين ليسا بالضرورة معبرين عن رأي كل فرد وشعوره ممن عاش في هذا المجتمع.
والأمر الذي يسال هنا، أين هو هذا القرآن في واقع الحياة المعاشة، من حيث تشكيل الذوق العام والوعي العام، ومن حيث بناء الشخصيات، ومن حيث التحكم بالسياسات، وتنظيم الاقتصاد، إلخ... هل يستطيع الزميل أن يذكر لنا في أي مكان يتحكم هذا القرآن في الرأي العام؟