لا أدري لماذا يريد البعض توزيع حق لبس قبعة المعارضة لبعض الناس دون غيرهم.

من البديهي أن يحق لكل منتمي لسوريا أن يقول أنه معارض لحاكمها البعثي. سواء أكان موجود داخل سوريا أو خارجها. لو كان غني أو فقير، لو كان أخونجي سابق أو بعثي سابق. و حق المعارضة غير محجوز للعمتّرين أمثال شهاب الدمشقي، مع احترامي لشخصه الموقر الذي له بقلبي معزّة خالصة.


وأن قال أحد بلسانه " لا نريد ناس من بره" فهو لا يمثل سوى نفسه. آلاف السوريون بحاجة للشياطين الزرق لكي تصل إلى الخلاص. فرجاءً لا تسيطروا على كلمة هذا الشعب المخنوق قبل أن ينطق بها.

أيهما أفضل، الاستمرار بالغلط أو محاولة تصليحه. و لكن البعض لا يرحمون و لا يريدون من رحمة الله أن تنزل على البشر, هل يحق فقط لمن هم خلف القضبان أن يعلنوا عن معارضتهم. أم نسيتم أن الحكم البعثي لا يترك بسورية أي قوة تهدد مصيره، فلماذا هذا اللوم للمعارضين الموجودين بالخارج.

هل حق المعارضة صار محجوزا للترك و شلته؟ و بأي صفة يحق له التدخل بالجبهة الفلانية أو الجبهة العلانية لينتقدها, أم هي فقط الغيرة من يأخذ أحد آخر الواجهة مكانه.

المعارضة السورية مشتتة و ضعيفة و تحتاج لأي مساعدة لكي تقف بوجه الحكم المتشبث بمكانه منذ 3 عقود.

و رفض الترك لانضمام أي عنصر للمعارضةـ أو تعاونه مع أي جبهة أخرى هو كمن يجلد نفسه و يلتقي على عاتق عضلاته الضعيفة مسؤولية رفع العربة من الحفرة لكي تسير إلى الأمام.


القضية الآن لا تتركز بحسابات الماضي. لن تستفيد المعارضة من انتقاد الخدام لنفسه وماضيه بقدر الفائدة التي يمكنه أن يقدّما للمعارضة بانتقاد الحكم الحالي، و لكونه منشق عن حكم البعث و لمعرفته بكل أسراره سيشكل ورقة لعب أساسية من الغباء تجاهلها.

و لا أرى بهذا التجاهل سوى خوف على المناصب المنشودة.

المهم هو قلب النظام، و بعد ذلك يمكن للشارع أن يختار الترك أو الخدام أو أي نجم أخر لم يسطع بعد، لما لا المعري أو شهاب أو أي معتّر آخر. و حينها نرى من له الشعبية التي تعطيه الحق بتسلم دفة الحكم، هذا الأمر ليس على جدول الأعمال قبل الأطاحة بالأسد و عصابته.


من 30 سنة و أكثر، و المعارضة الداخلية لم تجدي بتغير نظام الحكم، ألا يستحق الأمر أن ننظر لمن هم خارج الوطن " بلكي بيطلع معهم شي".



لا أتصور أن اجتماع البيانوني و خدام قد صادر الحق أمام الآخرين بالانتماء للمعارضة، و لكن هذه المعارضة اللهتانة مازال ينقصها التكتيكية اللازمة للتقدم إلى الأمام.

و أن حاول البعض أن يوافقوا قواهم هناك، فهذا لا يعني أن البقية حمير هنا. مع تحياتي و احترامي للعزيز أبلا.

المطلوب اجتماع جميع القوى المشتتة بين الطوائف المختلفة، و البلاد المتعددة و الأحزاب و كل قرود السود حتى ننهض ببلدنا إلى الأفضل.

و لكن الطائفي هو من يريد أن يوزع على هذه القوى القبعات الطائفية. ثم يبكي على الأقليات.

فيا سيدي المعري، لا توزّع الأدوار الطائفية على مزاجك و إلا فإن تنبأتك ستطلع فالصو.

مع كل أحترام