اقتباس:  إيـمـان   كتب/كتبت  
مرحبا أخي / Logikal

انّنا ندرك الكثير من الحقائق من غير طريق الحواسّ الظاهريّه، و نؤمن بها إيمانا جازماّ، مع أنّها غير قابله للإدراك الحسّي، فإنّنا : مثلاً  نشعر بحاله الخوف و الحبّ و الاراده فينا، و نعتقد بها اعتقاداً يقينيّاً، مع أنّها من الحالات النفسيّه ـ كالروح نفسها ـ غير قابله للإدراك الحسّي، بل انّ( الإدراك ) نفسه أمرٌ غير مادّي و غير محسوس.  

    اذن فعدم إدراك شيء بواسطه الحواس ليس دليلا علي عدم وجوده، بل لاينبغي أن يكون سبباً في الاستبعاد و الاستغراب أيضاُ.  

الخوف و الحب و الارادة ليست أشياء قائمة بذاتها بل هي مجرد صفات لتصرفات مادية، و لا تجوز مقارنة هذه الاشياء بأمور مثل "اللـه" او "الروح". بل هي أمور معنوية و ليست واقعة.

مثلا، يمكن أن يقول الشخص، "أنا خائف" و لكن لا يمكن أن يقول الشخص، "أنا آله" فالإله يزعم أنه شيء قائم بذاته. و كذلك الروح.

إن تشبيه اللـه و الروح بالحب و الخوف هو كأنكم تقولون أن اللـه و الروح مجرد أمور معنوية غير قائمة بذاتها (أي مجرد أفكار).


و طبعا عدم ادراك الشيء ليس دليلا على عدم وجوده، و في نفس الوقت هو ليس دليلا على وجوده. أي في أحسن الأحوال فإن الادعاء بوجود الإله يبقى ادعاءا غير مثبتا، و عليه فلا يلام المرء و لا يوبّخ ان لم يؤمن به، و هذا يتناقض مع اصرار الكثير من المؤمنين أن يتهموا غير المؤمن بالجهل و المكابرة، و كأن الإله و الروح أمور واضحة وضوح الشمس، مع أنكم تعترفون بأنها أمور لم يدركها أحد.