اقتباس:  coco   كتب/كتبت  
 
أما للمسيحين فما الحاجة لأن يستعلن الآب بعد هذا الزمن الطويل من خلق العالم ألم يكن من الأجدي أن يستعلن فور نزول آدم من الجنة أو بعده بمدة يسيرة وينتهي الأمر ولا حاجة لكلفة إرسال أنبياء آخرين ومعهم معجزات وكتب ورسائل و الناس تتعارك مع الرسل ويطاردونهم ألم يكن من الأجدي  لزوم الاقتصاد الإلهي أن يتجسد فورا ؟
سوف يقول المسيحيون كان يجب الانتظار هذه المدة الطويلة لكي يبلغ العالم رشده ويفهم هذا التجسد الإلهي
ولكن ألم يكن البشر قرب عهد آدم فيهم من الرشد ما يعرفون به أن أباهم آدم هذا كان هابطا من الجنة,لا بد أن هذه الفكرة كانت سارية لمدة كافية وبالتالي نقل لهم آدم أن الله سخط علي هذا الجنس البشري الذي خلقه فعصاه , لماذا لم يتجسد في عهد النبي نوح أو النبي إبراهيم أو النبي موسي, هل لأجل أن يضطر للهبوط إلي الجحيم لكي يطلب من كل هؤلاء الناس الذين ماتوا قبل تجسده أن يؤمنوا به فاديا ومخلصا ؟, لماذا هذه التكلفة ؟  
كذلك فإن حجة عدم الرشد هذه تتنافي مع من نراه من تحول المسيحيين إلي الإسلام أو إلي الادينية والإلحاد بل وتتنافي مع عصر المسيح ذاته ألم يكن من الأجدي أن يرسل الرسول محمد ثم يتلوه بالتجسد ؟  

ثم ألم يكن من الأجدي لزوم قداسته وسموه كما يقول المسلمون أن يغفر بكلمة واحدة بدلا من الصلب والإهانة ووجع الدماغ , فيتوب علي آدم وجميع البشر كما قال المسلمون وينتهي الأمر ؟

أفتوني بعلم إن كنتم صادقين  


كوكو

سؤالك الأول لاهوتي عميق و هنالك أكثر من رأي حول الموضوع، لكني سأجيبك بالرأي الذي اقتنع به و أجده أكثر منطقية و بساطة، الله منذ البد خلق آدم على صورته كمثاله، و بذلك قدس الطبيعة كلها بالإنسان ( لأن الإنسان هو على رأس الطبيعة )، لكن الإنسان باعتباره حرا اختار الابتعاد عن الله و شوه الصورة التي فيه و سقط بالخطيئة، لذلك لم يكن هنالك حاجة لتجسد المسيح لأن الإنسان كان في البدء على صورة الله و مثاله.

"سقط" لا تعني أنه سقط من السماء إلى الأرض لأن الجنة في المسيحية ليست في السماء بل هي حالة العيشة الطبيعية كما خلق الله الإنسان على صورته كمثاله على الأرض، و يمكن بقراءة سفر التكوين أن نجد أن آدم و حواء كانا في حياة طبيعية جداً حيث يعملان معاً و يتعاونان و يأكلان من ثمر عملهما من الأرض.

صدقت! كان لا بد من الانتظار كل هذا الوقت حتى يتجسد المسيح، يمكن مراجعة التاريخ القديم لنرى كيف كان يعيش الإنسان ، بل يمكن مراجعة العهد القديم فحسب لنرى كيف كان الناس متوحشين، و كيف صار التعليم يسمو قليلاً قليلاً بواسطة الأنبياء المتعددين حتى مجيء المسيح.

أما الصلب و الموت الجسدي فهو علامة لنا على اكتمال تجسد المسيح مع طبيعتنا، حيث أن الألم و الموت جزء طبيعي من طبيعتنا، و التجسد هو من أجل إرجاع الصورة الإلهية إلى الطبيعة البشرية، و هو طبعاً علامة على عظم محبة الخالق و اتضاعه المستغرب من قبلنا.

إن محبة الله لم تتغير في التجسد أو في الصلب، كما أن ليس هنالك تكلفة لدى الله! بل إظهار لعظم محبته لنا

تحية محبة