6 خطايا ارتكبها السنيورة منذ تولّيه رئاسة الحكومة
اتصالات اليومين الماضيين لم تعفِ رئيس الحكومة من مطرقة بري
السعودية مستاءة من موقف السنيورة في الخرطوم وتتحرك مع القيادات
ياسر الحريري
انطلقت الاتصالات الهاتفية الى جانب توجه بعض الشخصيات الى بعض مسؤولي حزب الله المعنيين بالحديث مع «تيار المستقبل» والتشاور معه لتوضيح الموقف من «الخطأ الوطني» المقصود الذي ارتكبه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وتمحورت هذه الاتصالات على «تعريف» و«تشذيب» وتلطيف نية السنيورة من اعتراضه على عبارة «المقاومة اللبنانية» في حضور معظم القادة والرؤساء العرب في قمة رئاسية كما أكدت بعض الشخصيات التابعة لـ«تيار المستقبل» ان النائب الحريري اعلن موقفه الواضح من المقاومة وعملها وانه يسير بقناعة على خطى والده الشهيد رفيق الحريري في دعمه للمقاومة. ويجب الا يُفهم كلام السنيورة على أنه موقف تيار المستقبل ورئيسه الشاب، بل ان الحديث اشار الى ان السنيورة في هذه النقطة اجتهد فأخطأ ولم يطلب منه أحد في بيروت الاعتراض على عبارة المقاومة اللبنانية في قرارات القمة العربية.
والأجوبة «المستقبلية» التي جاءت الى مسؤولين ونواب وكادرات في حزب الله انطلقت افتراضاً لأسئلة سوف توجه الى النائب سعد الحريري. هل ان موقف السنيورة يمثله ويمثل حقيقة موقف تيار «المستقبل»، خصوصاً ان كلام السنيورة أتى خارجاً على البيان الوزاري الذي يرأس حكومته هذا التيار وعدد كبير من الوزراء، وان هذا الخروج على البيان الوزاري يساوي احد امرين اما ان السنيورة وتياره السياسي انضما كليا الى معركة محاصرة المقاومة بوجه اسرائيل، او ان السنيورة «فتح على حسابه» في هكذا قضايا وطنية.
ثم ان «حزب الله» وفقاً لقيادييه ووفقاً لتجارب الحزب مع السنيورة تدلل على انه يتحدث بشيء ويتصرف بأسلوب مغاير لما يصرّح به بدليل:
1- السنيورة نفى ان تكون هناك اية مبادرة سعودية في السابق. وقد اعتذر النائب الحريري في حديثه للزميلة «الجزيرة» من السعودية لرفض مبادرته التي طرحتها منذ اشهر اي انه اعترف بوجود مبادرة سعودية.
2- السنيورة وفقاً لما كشف عنه لارسن في زيارته ما قبل الاخيرة الى لبنان ان السنيورة قدم التزامات واضحة في تطبيق القرار 1559، فيما كان السنيورة ينفي قبل ان يكشف لارسن عن الالتزامات وعما قاله في تلك الزيارة امام السيد حسن نصرالله اية خطوات حكومية منسقة مع واشنطن، ثم بدا ان السنيورة لا يقول الحقيقة، اذ تبيّن انه يقول للارسن شيء وللرئيس نبيه بري وللسيد نصرالله شيء آخر.
3- قضية السلاح الفلسطيني: هذه القضية اتفق السيد نصرالله والنائب الحريري على ان يتولى نصرالله الاتصال بالفلسطينيين وهذا ما حصل، وكانت المفاجأة في مجلس الوزراء وقرار سحب السلاح خارج المخيمات والبدء بإجراءات أمنية حول المخيمات اطاحت كل مساعي الامين العام لحزب الله بهذا الشأن.
4- تطيير الرئيس السنيورة التفاهم الثاني بعد انجازه مع سعد الحريري وعلي حسن خليل وحسين الخليل وعلى اساس ان يأتي الاخيران الى القصر الحكومي ويعلن السنيورة التفاهم، فطلب الاخير التأجيل للتشاور مع الحلفاء.
5- اما خامسة الاثافي فكانت في ما عبر عنه الرئيس نبيه بري في جلسة الاسئلة والاجوبة امس حيث اتهم السنيورة بارتكابه «الخطيئة»، حيث لم يقتنع بكلام السنيورة وتبريره ذلك ان السنيورة في جلسة حوار اكد انه سيشارك في الوفد اللبناني الرئاسي المشارك في قمة الخرطوم، وقد اعلن هذا الامر امام الجميع على الطاولة، واذا به ينفرد بشكل الذهاب ومضمون المشاركة بل وينسف كلامه الذي قاله تحت قبة البرلمان اثر الازمة الوزارية الشيعية و«الاعتكاف» بشأن المقاومة والميليشيا، فانبرى في الخرطوم ليوقع نفسه «بالخطيئة».
كل هذه الاخطاء ادت الى بيان «حزب الله» ليل الخميس والى موقف رئيس مجلس النواب في جلسة امس. بعدما فشل المتصلون والمبررون في اقناع شريكهم في الساحة الاسلامية ان السنيورة لا يقصد الاساءة الى المقاومة.
والمصادر المتابعة لهذا الملف كشفت ان اتصالات ليل الاربعاء - الخميس لم تبرّد الأجواء، لأن «الخطيئة» كبيرة ولا بدّ لرئيس تيار المستقبل من ان يتصرف مع مستشار والده السابق رئيس الحكومة الحالية وعضو تيار المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة.
وتقول المعلومات ان الرئيس نبيه بري انتظر كل هذه الساعات ليرد على خطيئة السنيورة، لكنه آثر انتظار عودة وزير الخارجية فوزي صلوخ ليتأكد اذا كا كان النص وصل الى السنيورة مجتزأ ام انه يملك النص الكامل وقد تبين ان في رئاسة مجلس الوزراء النص الكامل (وهذه هي النقطة السادسة) المسجلة في سجل السنيورة الذهبي بعد توليه رئاسة الحكومة.
وفي الحقيقة ان الفريق المقاوم اي بري - نصر الله وحلفاءهما لن يقبلوا بتمرير هذه القضية ولذلك انبرى النائب علي حسن خليل بطرح السؤال فظن السنيورة ان الفرصة جاءت لتسوية الخلاف لكن الحقيقة انه «التوقيت الصحيح» ليعلن رئيس المجلس رئيس حركة افواج المقاومة اللبنانية - امل - موقفه من تصدي السنيورة ابن صيدا المقاومة لورود عبارة المقاومة اللبنانية، فيما كان السيد نصر الله يشير الى موقف طفيف في المؤتمر الرابع له عن المقاومة.
الفريق المتحالف مع الفريق المقاوم في الحكومة وخلال اتصالاته الليلية وامس طالب بمواجهة حقيقية لخطوات رئيس الحكومة لانه تجاوز الخطوط الحمر، وعرّض نفسه كرئيس لحكومة لبنان في قمة الخرطوم الى انتقادات من بعض الرؤساء العرب ولانتقادات من ممثلي الرؤساء في القمة جعلته وهو يعرف ما حصل معه داخل القاعة يحرج نفسه في تصديه لرئيس الجمهورية العماد اميل لحود في قضية دعم المقاومة فتصدى له القادة العرب واحرج نفسه امام رئيسه النائب سعد الحريري وامام شركاءرئيسه في الساحة الاسلامية.
وطبعا، ان حكمة الفريق المقاوم لن تتجه لفتح البلاد على ازمات حكومية جديدة كالاعتكاف او الاستقالة، لكن لن تكون المواقف في هذا الخصوص عادية او اقل مما صارح به الرئيس بري رئيس الحكومة وانهى كلامه «بمطرقته» وربما يفهم السنيورة، «خبطات» بري الغاضبة التي انهى فيها الجلسة. وحكمة هذا الفريق سوف تتجه في الساعات المقبلة نحو المعالجة.
السعودية مستاءة
المعلومات المتوافرة من خلال الاتصالات ان المملكة العربية السعودية وقيادتها مستاءة من تصرف الرئيس السنيورة في الخرطوم ومن تبريره بعد اجتماعه بالامين العام للجامعة العربية عمرو موسى وهي تشارك منذ امس الاول عبر سفارتها في بيروت بالاتصالات مع الحريري وبري ونصرالله لتطويق ذيول تصرف رئيس الحكومة وانفراده وخروجه على البيان الوزاري وفق ما قال قطب شيعي كبير عندما سمع ما فعل السنيورة في الخرطوم.
مصادر شيعية متابعة تنصح النائب سعد الحريري بان يتخذ القرار الصائب بخصوص رئاسة السنيورة للحكومة لانه تبين خلال الاشهر الاربعة تحديدا انه غير قادر على التعاطي بهكذا قضايا سياسية. كم تنصحه بأن يعلن موقفا سياسيا واضحا من تصرف رئيس الحكومة. لان ما جرى اساء الى الاف الشهداء والجرحى من المسلمين تحديدا السنة والشيعة على مدى خوضهم لشرف المواجهة مع العدو الصهيوني.
http://www.journaladdiyar.com/Article_Fron...t.aspx?ID=10537