{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #40
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
حكمة الحطاب ...!


يحكى أن الاحتفال بتتويج الأمير الشاب "ريحان" ملكا على المدينة,
كان احتفالا بهيجا وفخما لمدة ثلاثة أيام.

ذلك لأن الأمير وشعب المدينة انتصروا على الأعداء منذ فترة قصيرة.

وأثناء الليلة الأولى بعد التتويج, نظر الملك الشاب إلى رجال حاشيته فى حيرة, وسألهم:
"لماذا لا أرى بينكم الحطاب الحكيم,
كثيرا ما حدثنى أبى الملك عنه وعن حكمته" .

همس رجال الحاشية فيما بينهم :
" كيف يجلس بيننا هذا الحطاب الفقير؟؟!".

فغضب الملك الشاب, وأسرعوا في إحضار الحطاب.

وحين أصبح الحطاب أمام الملك سأله:
"كيف أصبح ملكا محبوبا , كما كنت أميرا محبوبا؟؟".

انتظر الحطاب فترة , ثم قال:
"أرى يا مولاي ثلاثة شروط, إن حققتها , نجحت وأحبك الشعب كله"

.."ما هي, أخبرني بسرعة؟؟"
قالها الملك الشاب بلهفة وشوق لسماع الإجابة.

فقال الحطاب :
أول هذه الشروط أن تعفو عن الضعفاء, وأنت الملك الحاكم القوى".

هز الملك رأسه موافقا.

ثم تابع الحطاب:
الشرط الثاني يا مولاي, ألا تستمع إلى الوشاة الذين يتحدثون كذبا".
فابتسم الملك موافقا.

ولما نطق الحطاب بالشرط الثالث قائلا:
" أن تأخذ حذرك من الأعداء, وقد تكون نفسك من الأعداء"

..فضحك الملك لأنه يرى سهولة الشروط كلها.

وتابع الحكيم قائلا:
"أرجو أن يوفقك الله" ..... ......



في مساء اليوم التالي , بدأ كل مسئول يعرض ما عنده للملك.

فدخل كبير الحراس وقال:
" يا مولاي انتشر جنودك في كل الأرض,
وتم القبض على اللص الذى سرق البستان الكبير".

انفعل الملك وسأل عن اللص:
"أين هو, أرفض أن يكون في مملكتي لص".

صاح الحاجب, وتقدم عشرة جنود أشداء يدفعون الفلاح أو اللص مرفوع الرأس.

دهش الجميع, يسألون:
"لماذا لا يخاف هذا الفلاح؟؟!".

فلما سأله الملك :
"هل أنت اللص؟".

بهدؤ وثقة رد الفلاح:
"لم أسرق يا مولاي"!

فنظر الملك إلى كبير الحرس , والذى شعر بالارتباك, ثم تقدم نحو الفلاح,
ونظر اليه فى غضب قائلا:
"هل تنكر أن حمارك نزل الى بستان مولاى الملك, وأكل حتى شبع"..؟

نظر الفلاح إلى الملك وقال:
"يا مولاي.. إن الحمار حيوان أخرس, ضعيف وأنا رجل فقير ,
ولم أطعمة منذ يومين.
عندما مررت أمام البستان, نزله الحمار, وأكل ولم أستطع منعه".

رفع الملك رأسه بعد لحظة تفكير, ثم قال:
"إذن تعترف أن حمارك نزل البستان وأكل حتى شبع".

..طأطأ الفلاح رأسه موافقا. فتابع الملك:
" إذن ضعوه في السجن بدلا عن حماره"!

هنا ابتسم رجال الحاشية كلهم, إلا الحطاب الحكيم الذي اقترب من الملك صامتا,
وعلى وجهه علامات عدم الرضى.

فسأله الملك عن سر ذلك .

رد الحطاب:
"لقد حذرتك يا مولاي..نصحتك أن تعفو عن الضعيف وأنت الحاكم القوى"

....... وفى اليوم التالي, جلس الملك مع حاشيته, فتقدم كبير الحرس, وقدم فروض الطاعة, ثم قال:
"علمت يا مولاي أن الناس وكل الشعب سعداء بتتويجك ملكا عليهم,
إلا بعض الأشرار يدبرون مؤامرة لقتلك".

فانزعج الملك الشاب وغضب قائلا:
" أحضروهم جميعا".
فأشار كبير الحرس بيده, ودخل القاعة الملكية عشرون من الحرس,
بينهم شيخ كهل لا يقدر على السير!!.

.. شعر الملك بالدهشة, وقال :
"أين المتآمرون؟؟!".

أشار كبير الحرس نحو الشيخ وقال:
"هذا الشيخ هو رأس الأفعى".

... فأمر الملك ذلك الشيخ أن يتكلم , وأن يدافع عن نفسه.

ذهل الجميع عندما قال الشيخ:
"هل تتذكر يا مولاي أيام والدك الملك.. عندما كانت هناك مؤامرة لقتله ,
واختبأ في دار فقيرة لشهرين كاملين , وكنت ماتزال صبيا".

نظر الملك للرجل وهو يحاول أن يتذكر, حتى صاح فجأة:
"نعم..نعم..أتذكر جيدا تلك الحادثة".

فسأله الشيخ يرجوه أن يتذكر هذا الرجل الفقير الذي أنقذ الملك الأب.

إلا أن الملك عاد وسأل الشيخ :
" لكن ما علاقة تلك الحادثة, بما نحن فيه الآن".

ابتسم الشيخ , وعلق قائلا:
"لأنه بالضبط ما حدث معي الآن!
. لقد طلب منى أحد الشاب النجدة, فلما عاش في دارى,
أخبرني بالثأر القديم بينه وبين كبير الحرس,
لذلك حميته وعاش في دارى حتى قبض عليه وعلى..

عاد وحكم الملك بحبس الشيخ, وعلل ذلك بقوله:
"إذن اعترفت أيها لشيخ !!"

..ولما نظر الملك إلى حاشيته , وجدهم يبتسمون, كلهم إلا الحطاب.

فسأله عن سبب غضبه, قال الحطاب:
"لقد حذرتك يا مولاي.. نصحتك ألا تستمع إلى الوشاة؟!"

....... وفى مساء اليوم التالي جلس الملك كعادته مع حاشيته,
إلا الحطاب الحكيم لم يحضر, فغضب وأمر بإحضاره فورا.

ثم قال:
"اليوم بالذات أريده, حتى يفسر لي الكابوس المزعج الذي يأتني كل ليلة, منذ أن أصبحت ملكا".

فلما دخل الحطاب, قال:
" أخبرتك يا مولاي..شروطي ليست سهلة .

فأنت لم تعف عن الفلاح المسكين, وأنت الملك القوى.

واستمعت الى الوشاة , بينما تعلم أن الشيخ صادق.

وطلبت منك أن تأخذ حذرك من أعدائك, ونفسك قد تكون من أعدائك..فلم تستمع لى واصابتك الكوابيس.

شعر الملك بالحيرة قليلا, لكنه عاد واعتدل فوق المقعد , ثم قال:
"صدقت يا أيها الحطاب الحكيم"

ثم أمر بالإفراج عن الفلاح وعن الشيخ ,
بل وأجزل لهما العطاء عما أصابهما من ضرر بسبب حبسهم , ومعاملة الحرس الشرسة لهم.

جاء اليوم التالي, وقد نام مقرور العينين, هادئ النفس في الليلة السابقة..

صاح مؤكدا للجميع صدق مقولة الحطاب الذي تذكره,
ولم يجده فى المجلس.

فلما أمر بإحضاره فورا... وتقدم الحطاب الحكيم إليه..

سأله:
"لماذا لم تحضر يا أيها الحطاب الحكيم.. هل أنت غاضب؟؟

" ابتسم الحطاب وقال:
"بل لأنني مطمئن هذه المرة"

وضحك الجميع,
سعداء لسعادة الملك الشاب الذي أقسم أن يرعى شروط الحطاب الحكيم.

[صورة: 1004.gif]
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 02:01 PM بواسطة -ليلى-.)
04-03-2006, 10:38 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - بواسطة -ليلى- - 04-03-2006, 10:38 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  النفق (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 794 12-24-2013, 03:49 PM
آخر رد: رائد قاسم
  اشباح النهار ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 817 12-11-2013, 11:23 AM
آخر رد: رائد قاسم
  شقشقه ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 763 11-14-2013, 11:34 PM
آخر رد: رائد قاسم
  الرؤيا (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 832 03-28-2013, 02:48 PM
آخر رد: رائد قاسم
  قصاص قصة قصيرة حمادي بلخشين 0 1,085 12-02-2012, 01:42 PM
آخر رد: حمادي بلخشين

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS